مصدر رسمي لـ الزمان مرسي يضع العلاقات مع الخليج في أولوياته والجسر البري بين مصر والسعودية يدخل دائرة التنفيذ
القاهرة ــ الزمان
اكد مصدر مصري رفيع المستوى لـ الزمان ان الرئيس محمد مرسي اكد للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال زيارته للسعودية انه يضع في مقدمة اهتماماته امن الخليج وعلاقاته الخليجية وخاصة مع المملكة العربية السعودية وان أي تقارب مع ايران لن يكون على حساب امن الخليج ونفي المصدر ان يكون الرئيس مرسي قد اتخذ قراراً بحضور قمة عدم الانحياز القادمة في طهران مؤكدا انه هذا القرار لا يزال موضع دراسة وسوف يحتل الملف الاقتصادية صدارة المباحثات بين الطرفين خاصة في ظل الازمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر حيث سيتم مناقشة احياء المشروعات المشتركة بين البلدين وعلى راسها الجسر البري الذي يربط بين البلدين كما سيتقدم مرسي باقتراح لتشجيع المستثمرين السعوديين على الاستثمار في مصر. من جانبه اكد اللواء فؤاد عبد العزيز رئيس جمعية الطرق العربية انه تم الانتهاء من اعداد كافة الدراسات الفنية والاقتصادية الخاصة بهذا المشروع العملاق وتم مراجعتها بالتنسيق مع كبرى المكاتب الاستشارية الامريكية واليابانية والفرنسية والتي حددت مساره بطول 23 كيلومتر يبدا من الشاطئ الغربي عن راس نصراني القريبة من شرم الشيخ ثم يمر بجزيرة تيران ليصل الى الشاطئ الشرقي بمنطقة راس حميد بحيث تقطعة السيارة في 20 ديقية مشيرا الى ان التكلفة التقديرية للمشروع تقدر بنحو 4 مليارات دولار.
والعائد المتوقع منه وفقا للدراسات الاقتصادية اضعاف ذلك بكثير حيث انه من المقرر ان يغطي تكلفته في اقل من عامين واوضح عبد العزيز ان الجسر البري اصبح ضرورة ملحة وسوف يساهم في تحقيق فوائد عديدة للبلدين فبالنسبة للجانب المصري سيساهم في حل مشكلة نقل الحجاج والمعتمرين ويجنبهم مخاطر حوادث العبارات ويوفر عليهم الوقت والجهد خاصة وان رحلتهم برا من شرم الشيخ الى المدينة المنورة عبر الجسر لن تستغرق سوى 6 ساعات كما انه سيساهم في وضع نواه للسوق العربية المشتركة وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين من ، مليار دولار حاليا الى اكثر من 13 مليار دولار خلال عامين كما انه في الوقت نفسه سيساهم في مضاعفة اعداد الوافدين من السعودية بغرض السياحة الى مصر واضاف انه بالنسبة للجانب السعودي سيساهم الجسر الجديد في توفير حل بديل لنقل صادراتها البترولية للدول الاوربية بدلا من اعتمادها فقط على مضيق هرمز الذي تسيطر عليه ايران مشيرا الى انه وبعد بناء الجسر من الممكن مد خط انابيب بترول من عليه ومنه الى سيناء ثم السويس ثم خط غرب سوميد ومنه الى فرب الاسكندرية ودول جنوب اوربا وهذا سيوفر عنصري الامان والجدوي الاقتصادية للجانب السعودية في نقل صادراته البترولية للخارج.
في السياق ذاته توقعت المصادر ان يتم اصدار عفو ملكي عن احمد الجيزاوي الناشط السياسي المتهم في قضية الحبوب المخدرة كبادرة حسن نية من العاهل السعودي تجاه الرئيس مرسي وتأكيده على رغبته في دفع العلاقات بين الطرفين.
من ناحية اخرى قال السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية انه من الطبيعي ان تكون زيارة الرئيس الاولى الى السعودية حيث يعبر بذلك عن شعور كل المصريين القوى تجاه هذه الدولة ومدى علاقتهم القوية بها.
واضاف ان معظم الدراسات البحثية اكدت ان السعودية تاتي في المقام الاول لدى الشعب المصري مشددا في الوقت ذاته على اهمية ان تشمل زيارات الرئيس كل الدول العربية خاصة ان معظمها بدات بالفعل بدعوى الرئيس لزيارتها.
من جهته رحب السفير عبد الرؤف الريدي سفير مصر السابق في واشنطن بالزيارة واعتبرها تاكيدا على العلاقات القوية بين البلدين ولمحو أي شائعات اثيرت مؤخرا عن وجود خلافات بينهما مشددا على ضرورة ان يتم تبادل البعثات في الفترة المقبلة لمد جسور التعاون بشكل اقوى.
بدورة قال السفير جمال بيومي امين عام اتحاد المستثمرين العرب ان الاستثمار العربي والخليجي في مصر سيكون له دور كبير في انعاش الاقتصاد المصري موضحا ان مد جسور التعاون ودعم العلاقات بين مصر وهذه الدول سيساهم في ضخ الكثير من الاستثمارات العربية.
وشدد على ضرورة ان يكون الاستثمار في مصر قائما على نظام السوق الحرة وفتح كل الابواب امام كل اوجه الاستثمار لطمأنة رجال الاعمال العرب مطالبا الاهتمام بمشروع الاتحاد الجمركي العربي والتاكيد على احترام مصر للملكيات الخاصة بالشكل الذي يجذب المستثمرين.
وعلى العكس من هذه الرؤية التفاؤلية يرى الدكتور عماد جاد النائب السابق بحزب الشعب المنحل والخبير في الشؤون الاسرائيلية ان هذه الزيارة المرتقبة مثلما تحمل في طياتها ايجابيات مخاطرها ربما تكون اكبر حيث من الجائز ان تخلق كيانا سنيا برعاية امريكية يهدف الى ادخال المنطقة في دوامة حرب طائفية مستقبلا بين ايران والعرب تطمح له امريكا في هذا التوقيت لامرين. الاول تحمل العرب تكلفة الحرب مع ايران مثلما كان يتمنى هنري كسينجر وزير خارجية امريكا الاسبق اثناء الحرب العراقية الايرانية بهدف تنشيط سو مبيعات السلاح بالمنطقة.
الثاني شعور واشنطن بالخطر على طفلها المدلل اسرائيل وتطمح الى نقل الحرب الى اراض اخرى تضمن تدمير القوى الايرانية واستمزاف الاموال العربية وفي الحالتين سوف تضمن امن اسرائيل وهو الهدف المنشود. في ذات السياق اكد دبلوماسي عربي رفيع المستوى ان الزيارة المرتقبة تخلو من كل هذه التكهنات وانها جاءت بوساطة بين اطراف عربية بهدف تقوية الروابط بين العرب والقاهرة ونزع فتيل الازمة المتربصة بتفجير العلاقات بين مصر ودائرتها العربية والاسلامية بعد سقوط النظام السابق الذي كان يحرص على توطيد هذه العلاقات والتاكيد على صلابتها خاصة ان صعود الاخوان اثار هواجس الانظمة العربية من سعي القاهرة الى تصدير الثورة الى الاقطار العربية المستقرة بهدف تمهيد الارض لصعود فروع جماعات الاخوان بهذه الدول كخطة اولى نحو الخلافة الاسلامية التي تنادي بها الجماعة منذ نشاتها على يد مؤسسها الامام حسن البنا الذي كان ينادي بها يعرف بمرحلة التمكين من اجل الوصول الى استاذية العالم.
/7/2012 Issue 4244 – Date 12 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4249 التاريخ 12»7»2012
AZP02