مستبدة

مستبدة

 ثمة رجال لايموتون…لكنهم يتشوهون داخلنا يصلبون أحياء على جدران الذاكرة ومن رائحتهم النتنه تأخذ كلماتنا جمالها… ريم زكريا

ثمه اشخاص يقتحمون حياتنا ويعبثون بها بمنتهى الجشاعة… يحدثون فوضى شاملة في نفوسنا وبينما نحن مشغولين بتأمل فوضاهم العشقية يرحلون… والأصح يهربون

كانت أقوى مما ظنها او مماعهدها عليه.

رغم انه معظم الفتيات تأثرن بموجة الدوبلاج التي اجتاحت البلاد إلا أن تلك الفتاة الشرقية المكللة بالكبرياء لم تتأثر بموجه الدوبلاج كانت اقوى بكثير من ذلك

لم تحاول الإنتحار بعد رحيله..

لأنه ببساطة وعلى الرغم من هوسها به إلا أنه بمفهومها لايوجد رجل في الأرض جدير بدموعها فكيف حياتها

تتصل صديقتها…

-طاب مساؤك

-أهلاً سيرين

-أراك بحال جيد

-ولم لا؟هل كنت تتوقعين شيئاً آخر

-ألم تكوني تحبيه؟!

-نعم أكثر من نفسي

تضحك بسخرية

-أشك في ذلك !

-أيجب أن تنهار حياتي بعده لأثبت أنني أحبه

-لا لكن لاتبدين حزينة او مهتمة

-أن تتوالي الصدمات في حياتك يعني ان تصقلك أكثر فتبدين أشد قوة

ثم أنه هو من رحل

-إذاً….

-إذا ماذا ؟!.أهداني الرحيل فأهديته نسياناً..

إذاً أهدته النسيان ….

وربما تكون أهدته أكثر مما يستحق فلم يكن من العدل أن تمنحه نفسها إيماناً تاما ًبحبه لها

وهو في الطرف الآخر من الأرض يعلن ولاءه لمن تجيد العبث بالرجال!!!!

كانت تجيد تمالك نفسها …تجيد الابتسامة التي تأتي بعد ذاك الكم الهائل من الجراح

آلمتني إجابتها عندما سئلتها إحدى صديقاتنا عن أخبارها >

فأجابت

(كل شيء بخير إلا هذا القلب يئن أنين الثكالى ليل نهار)

تقول لصديقتها

-أتعلمين ثمة أشخاص يعاهدوك على ألا يغادروك يوماً

-اممم مابهم

-تحرري منهم …

-اتحرر منهم ؟لم؟

-لأنك بعد رحيلهم قد تفقدي قوتك وتبقين أسيره ذكرياتهم

-أيعقل ؟!

-غادريهم على بغته كما سيفعلون ،صدقيني.

وهي كانت تستيقظ في كل صباح بكامل نشاطها .. وتذهب لجامعتها بكامل أناقتها بعد أن تفرغ زجاجة العطر كانت ملفتة للإنتباه بشكل مريب… مريب

راق لي إيمانها بإنها ليست بلا مشاعر بل أحبت لكن هذا لايعني أن تخسرحياتها ان خسرته كانت تقرّ دوماً أن الحياة ليست رجلاً

كانت تقول …

ولأنك (رجل) فأني على يقين أنك ستمحو النقطة من الجيم… مهما أقسمت بالابدية …

وكما قيل أن تتسبب في جرح بقلب إمرأه لن يكفيك ورد الدنيا لإزالته ..

هنيئاً له إمرأة تتلون كالحلزون … مسمومة كأفعى

وهنيئاً لها مستقبل مشرق بعيد عن ذكورية معدومة الرجولة

فالخطوة الأولى لنجاح أي فتاة أن تتجاوز فكرة الفارس الذي سيفعل لها ماتريد ، وتفعل ذلك بنفسها …

فالحياة ليست رجلاً ….

عروبة الحمد – سوريا

مشاركة