مجلس شوري الاخوان أجمع علي اختيار الشاطر بين 6 مرشحين والسلفيون مرتاحون لإحكام الحصار علي الليبراليين
أسرار كسر الإخوان وعدهم بعدم الترشيح للرئاسة المصرية
القاهرة ــ الزمان
كشفت مصادر اخوانية مطلعة اسرار ترشيح خيرت الشاطر لرئاسة في مصر حيث اكدت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها ان مداولات دارت خلال الايام الماضية داخل مجلس شوري الاخوان طرحت خلالها عدد من الاسماء اعتذر بعضها عن القبول كما لم يحصل بعضها علي الاجماع الكافي وكان اسم خيرت الشاطر هو اكثر الاسماء التي حازت علي شبه اجماع لعده اسباب منها:
1 ــ انه يتمتع بشعبية كاسحه داخل الاخوان بصورة تؤهله للفوز في المرحلة الاولي.
2 ــ قدرته علي الانتقال من مرحلة الثورة الي مرحله النهضة.
3 ــ انه شخصية مرحب بها من كافة التيارات الاسلامية.
4 ــ علاقاته المتشعبة في الميحط العربي والاقليمي.
5 ــ ان نجاح مرشح غير توافقي سوف يصطدم مع البرلمان ويعطل النهضة والاستقرار.
6 ــ ان نجاح مرشح اسلامي غير توافقي سوف يحمل الاخوان مسئوليته محليا ودوليا حتي لو لم يمكن من الاخوان.
خاصة ان معظم الاسلاميين منشقون حديثا وعقب الاستقرار علي اسم الشاطر حيث دارت مداولات مع المجلس العسكري بعد قرار رد الاعتبار وان المجلس العسكري ابدي موافقته حيث عرض الشاطر ان يكون ايمن نور نائبا له واكدت المصادر ان الجماعة طلبت من المجلس العسكري في البداية اصدار عفو عن الشاطر لتجهيزة لرئاسة الحكومة عقب رحيل العسكري علي ان يقوم الاخوان بدعم منصور حسن للرئاسة الا انه بعد صدور قرار العفو قرر الاخوان التخلي عن منصور والدفع بالشاطر مرشح للرئاسة كما جرت ايضا اتصالات بين الاخوان والاداره الامريكية التي ايدت استعداد لقبول الشاطر لمنصب الرئاسة في الوقت نفسة استقبل مرشحي الرئاسة اختيار الشاطر بردود فعل متباينة ففي اول رد فعل علي هذا الترشح علق حازم ابو اسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية علي اعلان جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة لترشيح خيرت الشاطر ليكون مرشحهم في انتخابات الرئاسة قائلا: ان ترشح خيرت الشاطر للرئاسة قد قتل مصداقية الاخوان المسلمين امام الجميع لانهم قالوا انهم لن يرشحوا احدا منهم لمنصب رئيس الجمهورية وقاموا بفصل دكتور عبد المنعم ابو الفتوح من الجماعة لانه اعلن ترشحه وقال ان الجماعة بذلك تريد تفتيت اصوات التيار الاسلامي ويتساءل قائلا: لصالح من ذلك الامر؟
واضاف ابو اسماعيل ان دخول الشاطر سباق الرئاسة سيزيد المنافسة سخونه.. لان الشاطر يحتاج لتكتيك مختلف في المنافسة ويتعجب ابو اسماعيل من تاخر توقيت اعلان الشاطر مرشحا للرئاسة قائلا كيف لهم ان يصنعوا مرشحا في مدة شهرين فنحن نعمل منذ 10 شهور. وأبدي السلفيون فور ترشيح الاخوان الشاطر ارتياحهم بسبب احكام سيطرة الاسلاميين علي الترشيح. علي الجانب الاخر قال الدكتور عبدالله الأشعل ــ مرشح الرئاسة المحتمل: إن ترشيح الشاطر سيشعل صراعا محموما مع السلفيين من جهة، والتيارات الليبرالية واليسارية من جهة أخري، معتبرا أن القرار خطأ استراتيجي ونهاية للجماعة، كما يعكس مدي تناقض الجماعة التي تراجعت عن إعلانها السابق بعدم ترشيح أحد حسب قوله. أكد الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن المواقف السياسية تقبل التغير، ولكن المبررات التي ذكرها رئيس حزب الحرية والعدالة لترشيح الشاطر غير مقنعة. ونفي العوا خلال مداخلة تليفونية علي برنامج الحياة اليوم، الذي أذيع مساء أمس ما أذاعته بعض الفضائيات عن انسحابه من سباق الرئاسة. من جانبه قال اللواء ممدوح قطب ــ المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إن ترشيح الإخوان للشاطر خطأ استراتيجي ومحاولة للتكويش علي السلطة وسيوثر كثيرا علي مصداقية الجماعة في الشارع المصري، كما سيغير في قطاعات كثيرة في المجتمع مؤكدا أن ترشيح الشاطر هو الهيمنة في حد ذاتها، وحول احتمالات فوز الشاطر، قال قطب: إن صندوق الانتخابات هو الحاسم وسيحدد من الفائز ومن له شعبية لأن الأمور متغيرة وسيكون مرفوضا من قطاعات كثيرة في المجتمع واعتبر أنه مرشح، مثل بقية المرشحين.
القيمي والسياسي
وفي السياق ذاته شن شباب صيحة اخوانية هجوما شرسا علي الجماعة بعد تسميتها خيرت الشاطر مرشحا للرئاسة معتبرين ذلك اخلالا بالعهد الذي قطعته الجماعة علي نفسها سابقا بعدم ترشيح احد ابنائها مذكرين قيادات الجماعة بالحديث النبوي الشريف المؤمنون عند عهودهم.
وتحدي الشباب قرار شوري الجماعة مطالبين افراد الاخوان بالتجمع للضغط علي القيادات لوقف هذا القرار والرجوع عنه كما طالبوا اعضاء الجماعة بالا يدلوا باصواتهم الا لمن يرونه مناسبا دون الالتفات للتهديد بالفصل والتجميد مشيرين الي فتوي سابقة للقرضاوي قال فيها ان الانتخابات شهادة سيحاسب كل فرد عليها امام الله يوم القيامة.
واوضح بيان الشباب الذي حمل عنوان الصيحة الثالثة الرفض التام للمشاركة في أي عمل له علاقة بدعم مرشح الجماعة »خيرت الشاطر« قائلا: ليس من حق احد اجبارنا علي غير ذلك لان هذا من الاعمال الحزبية التي لا تلزمنا كاعضاء في جماعة الاخوان المسلمين.
وطالب الشباب مجلس الشوري العام بالتراجع الفوري عن القرار الذي يشوبه العوار الشرعي والقيمي والسياسي ويفقدنا مصداقيته امام انفسنا وامام الشعب وامام التاريخ.
وعدد شباب صيحة اخوانية اسباب رفضهم لهذا القرار لما له من اثار كارثية علي وطننا مصر اولا ثم علي مصداقية وتاريخ جماعة الاخوان المسلمين صاحبة المشروع الحضاري النهوضي الوطني موضحين ان ابرز هذه الاثار تفتيت الكتلة التصويتية الموجهة للمرشحين المحسوبين علي التيار الوطني الحر وكذلك لانها تخدم بشكل مباشر المرشحين المحسوبين علي النظام السابق والمجلس العسكري فضلا عن انها تهدم العلاقة مع القوي الوطنية المصرية الاخري وما تجربة تشكيل تاسيسية الدستور منا ببعيد. واوضح الشباب ان هذا القرار به ظلم للاخوان وللوطن ان يتحمل فصيل واحد مسؤولية الوطن كاملة في مثل تلك الظروف والمشروع الاسلامي الذي صبر ثمانين عاما ينبت شجرته مؤمنا بالتدرج يجب الا يتورط في حرق كل هذه المراحل في عدة اشهر. وحذر الشباب من يقود ترشيح الشاطر الي تفكيك المشروع الوزطني وعزل الاخوان سياسيا واجتماعيا مما يجعلهم في مواجهة مع جميع القوي ويضعف موقفهم في أي اختلاف مع المجلس العسكري والمتتبع للعلاقة بين الاخوان وبين المصريين يدرك ذلك جيدا ويعلمه يقينا ووصف البيان هذا التوجه انه فتنة لافراد الجماعة ووضعهم في صراع قيمي بين الوفاء بالعهد وبين ادلاء شهادتهم والتصويت للمرشح الذي يرونه افضل لمصر وتطمئن اليه قلوبهم. من جانبه قال محمد الحديدي القيادي بصيحة اخوانية انهم قاموا برفع مذكرة لمرشد الجماعة حتي يتم مراجعة القرار وانهم سيستخدمون جميع السبل لوقفه كما اشار جعفر الزعفراني من صيحة اخوانية الي توجههم الي جمع توقيعات من المعترضين علي القرار.
المؤسسات الدعوية
وكشف الزعفراني الي ان النائب محمد البلتاجي يقود حملة داخل الحزب للتراجع عن القرار نظرا لاعلان الحزب سابقا عدم دعمه لمرشح اخواني. من جهه ثانية وجه كمال الهلباوي القيادي الاخواني رسالة لمحمد بديع مرشد الجماعة قائلا: السياسة بدون اخلاق لن تفيدنا كثيرا معتبرا مسلك الجماعة ضحك علي الناس لانها اعلنت سابقا انها لن ترشح احدا مضيفا اذا كان الكذب غير مقبول من أي احد فلا يمكن حدوثة او قبوله من المؤسسات الدعوية. علي صعيد آخر رأي خبراء سياسيون أن قرار جماعة “الإخوان المسلمين” خوض الانتخابات الرئاسية وترشيح خيرت الشاطر، مرشحاً عن حزب “الحرية والعدالة” للوصول إلي مقعد رئيس الجمهورية، بمثابة اتباع سياسة “حافة الهاوية”، مؤكدين أنه لابد أن يحدث صدام قريباً مع المجلس العسكري، بعد أن أخلت الجماعة بتعهداتها معه. وأكد الدكتور نبيل عبدالفتاح، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، “أن ترشيح خيرت الشاطر من قبل جماعة الإخوان المسلمين، بداية أزمة كبيرة بين المجلس العسكري والجماعة”، مشيراً إلي أن ترشيح “الشاطر” يعني استخدام سياسة حافة الهوية.. لأن الجماعة خرجت علي تعهدها بعدم ترشيح أحد أعضائها لرئاسة الجمهورية، كما سبق لها الحديث أيضاً عن خوضها سباق الانتخابات البرلمانية بنسبة 30%، وهو ما لم يحدث، مؤكداً أنه تم سقوط التفاهمات التي تمت بين المجلس العسكري والجماعة، بعدم ترشيح أي من أعضائها لرئاسة الجمهورية، مضيفاً أن “الجماعة قامت باختيار أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور من أعضائها والعناصر المتعاطفة معها، وبالتالي تمت السيطرة علي الدولة من جانب الإخوان”.
من ناحيته، قال الدكتور عمرو الشوبكي، المفكر السياسي، عضو مجلس الشعب: “إن قرار ترشح الإخوان لأحد أعضائها لانتخابات الرئاسية حق ديمقراطي لها، ولأيه قوي سياسية أخري، لكنه يعد تراجعاً عن موقفها السابق”.
تكسير عظام
وأضاف أن “هذا التراجع للمرة الثانية، يعد الثاني بعد التعهدات التي أطلقتها ولم تلتزم بها في الانتخابات البرلمانية”، مشيراً إلي أن “جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها وهي تعمل في صدام مع الحكام السابقين”، موضحاً أن “قرار الإخوان خوض انتخابات الرئاسة يعد قراراً صعباً ومتعجلاً وسيخلق بعض المشاكل في الوقت الحالي”. وتابع “الشوبكي”: أن “قرار ترشيح »الشاطر« لرئاسة الجمهورية، سيجعل المنافسة حادة بين الإسلاميين”. ووصف الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ما حدث من جماعة الإخوان المسلمين وإعلانها عن ترشيحها المهندس خيرت الشاطر، بمثابة عملية تكسير عظام لتيار الإسلام السياسي، مشيراً إلي “وجود عقبات قانونية تحول دون تمكن »الشاطر« من خوض السباق”. وقال النائب مصطفي بكري، عضو مجلس الشعب مستقل، إن هناك 3 أمور دفعت جماعة الإخوان لاتخاذ هذا القرار: الأول أن هناك مخاوف من صدور قرار المحكمة الدستورية العليا إلي حل مجلسي الشعب والشوري، في ظل رئيس منتخب غير منتم لجماعة الإخوان، وأن هذا الرئيس سيكون له تأثير بشكل أو بآخر في إجراء الانتخابات وهو علي قمة السلطة. وأضاف “بكري” في تصريحات خاصة أن الأمر الثاني هو أن جماعة الإخوان سعت إلي حسب الثقة من حكومة الجنزوري، وقد اتضح لهم أنهم لن يستطيعوا تحقيق هذا الهدف من الناحية الدستورية، ولم تلق تجاوباً من المجلس العسكري لاختيار حكومة بديلة، كان شرطها الأساسي أن تكون من حزب “الحرية والعدالة”، ومع الفشل في ذلك تم القفز للأمام وطرحت الجماعة مرشحاً للرئاسة. وأوضح أن العمل الثالث يتمثل في أن جماعة الإخوان بعد أن تأكد لهما أن حازم صلاح أبو إسماعيل هو الأكثر شعبية من بين المرشحين وبعد أن ترددت أنباء باحتمال ترشيح عمر سليمان، الذي له مواقف معروفة ضد جماعة الإخوان، أو طرح مرشح عسكري بديل كان طبيعياً أن تقطع الطريق علي الجميع وتدفع بخيرت الشاطر ليكون مرشحاً عن الجماعة. وقال محمد الأشقر، منسق عام حركة كفاية، إن هذا القرار ما هو إلا ما عهدناه في الإخوان، فهم دائماً يقولون ما لا يفعلون، وتاريخهم كله في هذا الاتجاه، ونحن أعلم بهم. علي الجانب الآخر اوضح النائب الاخواني صبحي صالح وكيل اللجنة التشريعية ان الجماعة قررت طرح خيرت الشاطر للرئاسة ردا علي رفض المجلس العسكري اقالة حكومة الجنزوري والاستجابة لقرارات اعضاء البرلمان.
الرسائل
وقال في تصريحات خاصة انه يجب فهم القرار في ظل معطياته والتغييرات التي حدثت فالعسكري تحدانا وعندما يتحدث البرلمان بالاجماع عن سحب ثقة ويكون الرد ان الوزارة الباقية فما معني هذا اتفقوا يعني وكان امامنا 3 خيارات اما ان ننسحب من البرلمان احتجاجا او ان نقبل بالامر الواقع او نكمل الطريق وهذا ما اخترناه وردا علي تساؤل الشارع اذا كانت هذه المشاركة فكيف تكون المغالبة؟ اجاب صالح ان اردنا في البداية المشاركة لا مغالبة ولكن اين الشريك فالحكومة متخانقة معانا والعسكري بيتحدي الشعب واضاف يجب ان يفهم الجميع ان البلد مش لعبة والثورة مش هزار. وحول استكمال البرلمان لخطة سحب الثقة اكد سوف نري اذا فهم العسكري الرسائل وكيف ستكون مستجدات الامور. وحول ما اثير عن انشقاق في جماعة الاخوان المسلمين قال هذا الامر لم اسمع عنه ولا يمكن تفسير اختلاف الرأي في مجلس الشوري علي انه انشقاق ونحن نفهم جيدا كيف تفكر مؤسسات الجماعة ومنذ اسبوعين ونحن تعبانين والناس اكلت وشنا ويتساءلون لقد انتخبناكم فماذا فعلتم لنا. وعن الجدل حول العفو عن الشاطر وحقيقة كون ذلك صفقة مع العسكري اشار الي ان الازمة حقيقية وليست تمثيلية وان الشاطر سوف يطرح برنامجه الانتخابي قريبا وسوف نشرح للجماهير سر الترشح والفيصل يكون للشارع وتابع قضية انتقادنا امر معتاد وسوف نظل في طريقنا الي الامام ونحن نسعي للتفاهم والتعاون لا للصدام.
/4/2012 Issue 4164 – Date 3- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4164 – التاريخ 3/4/2012
AZP07