متى تكتمل التشكيلة يا رئيس الوزراء ؟ – سامي الزبيدي
نحو سبعين يوما مرت منذ ان تم تشكيل حكومة عادل عبد المهدي غير المكتملة ونحن نسمع ونتابع جلسات مجلس النواب حيث يتم درج عرض بقية الوزراء في محضر كل جلسة وبسب الخلافات وعدم التوصل الى اتفاق بين الكتل ولا سيما بين كتلي الإصلاح والبناء على بعض المرشحين خصوصا مرشح كتلة البناء لوزارة الداخلية حيث ترفض كتلة الإصلاح ترشيح الفياض للداخلية فيما تصر كتلة البناء على الفياض كمرشح وحيد لهذه الوزارة المهمة وكأن العراق خلا من الكفاءات المهنية والمتخصصة لقيادة وزارة الداخلية وأجهزتها إلا فالح الفياض والعجب كل العجب من إصرار كتلة البناء على الفياض وهو سياسي ورئيس حزب وحزبه جزء من كتلة البناء ولا يجوز تسليم وزارة أمنية الى سياسي يجيرها لحزبه وكتلته كما حدث سابقا في كل الوزارات الأمنية والمعروف ان الفياض في السلطة منذ ستة عشر عاماً ألا تكفي كل هذه السنين في السلطة والدستور يحدد فترة شاغلي المناصب بأربع سنوات فقط وفي هذا الصدد فان أسئلة عديدة يجب ان يجيب عليها رئيس الوزراء منها متى تكتمل التشكيلة الوزارية والمدة التي منحتها لك بعض الكتل وهي مئة يوم لتقييم أداء وزارتك قد قاربت على الانتهاء فكيف يتم تقييم أداء وزارة هي مكتملة ؟ ولماذا لا تتخلص من تأثير ونفوذ الكتل الكبيرة خصوصاً كتلتي الإصلاح والبناء وتأتي بمرشحين جدد تختارهم أنت لحقيبتي الداخلية والدفاع على ان يكونوا من غير السياسيين أو المقربين من الكتل السياسية الفاعلة في الساحة العراقية حيث تم الاتفاق بين الكتل الكبيرة قبل تشكيل حكومتك على ان لا يتولى أي سياسي منصب إحدى الوزارات الأمنية خصوصاً الدفاع والداخلية بل يتم اختيار مستقلين مهنيين لهاتين الوزارتين ؟
ومتى تباشر بتنـــــــفيذ برنامجك الوزاري الذي عرضــــــته على مجلس النواب وعلى الشــــــعب العراقي وهو البرنامج الطموح والكبير والمتشعب والذي يحتاج الى عشرة أعوام لكي ينفذ وليس أربعة ؟
ثم الى متى يتم هذا الخلاف بين كتلتي الإصلاح والبناء على فالح الفياض وهل يجب أن تتوقف أعمال الحكومة وتتوقف مصالح الشعب العراقي بسبب شخص بعينه تصر كتلة واحدة على استيزاره فيما تعارض كتل أخرى ومعها ملايين العراقيين تعيين هذا المرشح كوزير للداخلية وهو السياسي الذي اخذ حقه وزيادة من المناصب الحكومية الأمنية ومن المشاركة في العملية السياسية منذ الاحتلال والى أيامنا هذه هل (هو شبع) كما يقول المثل الشعبي العراقي وأظنه شبع بل اتخم من المناصب التي شغلتها (مستشار الأمن القومي _ رئيس جهاز الأمن الوطني _ رئيس هيئة الحشد الشعبي) بالإضافة الى المسؤوليات السياسية فلماذا لا يعطي المجال لغيره من المهنيين الأكفاء ليعملوا ويخدموا شعبهم ووطنهم ولماذا لا تفسح كتلة البناء المجال للقادة الأمنيين المهنيين المعروفين في البلاد بكفاءتهم ومهنيتهم ونزاهتهم ووطنيتهم ليتولوا منصب وزير الداخلية وهم أهل لها لما يمتلكونه من خبرة وتجربة ومهنية وكفاءة (وكفى الله المؤمنين القتال)؟
ثم ألا تخشى كتلة البناء تحريك الشارع المضطرب أصلاً من قبل كتلة الإصلاح التي لها صولات وجولات في تحريك الشارع العراقي لما تمتلكه من قواعد شعبية ودينية مؤثرة في المجتمع إذا بقيت مصره على الفياض أو حاولت فرضه من خلال مسرحية تصويت في مجلس النواب ؟
ونقول للسيد عبد المهدي متى تكتمل تشكيلتك الوزارية ؟ يجب ان يُحسم هذا الأمر من قبلكم دون تدخل أي من الكتل الكبيرة ودون تأثيرات خارجية والحل الأمثل ان هو تختار أنت مرشحين مستقلين للدفاع والداخلية لكي تكتمل تشكيلتك الوزارية ولكي تباشر في تنفيذ منهاجك الوزاري الالتفات بل الاستجابة سريعاً لمطالب الشعب الملحة في توفير الخدمات ومحاربة الفساد وكشف الفاسدين وسراق المال العام وإيجاد حلول آنية ومستقبلية لمشكلة للفقر والبطالة المتفاقمة وتوفير فرص عمل لجيوش خريجي الجامعات والمعاهد وإيجاد حل للمعارك الضارية على مناصب المحافظين ورؤساء مجالس المحافظات (ام الخبزة ) وتحديد موعد الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات بالتنسيق مع مجلس النواب بالإضافة الى متابعة أمور البلاد الأمنية والعسكرية بعد التأكد من عدم عودة داعش الى عدة مناطق و محافظات مثل نينوى والانبار وكركوك وديالى ومن ثم التوجه لحل باقي المشاكل الكبيرة والملحة التي يعانها منها العراق وشعبه المظلوم .