ما هكذا تورّد الإبل يا برلمان
مايحصل في جلسات البرلمان العراقي من هرج ومرج ،وسباب وشتيمة ، اصبح عرفا سياسيا ممنهجا وفلسفة حزبية تستبيحها فرائض القوة وطرائق الغلبة بدءاً من التفكير والهمسات مرورا بالتلميح والتلويح وقوفا عند نقطة الاستضافة وصولا الى باحة الاستجواب الديموغرافي التعبيري والتي كلها تثير الشجون من اقصاها وتستنفر العواطف الى اقصاها فآخر مستحدثات السخرية السياسية وبدع الجهد الرقابي البرلماني ، ماحصل في ملف وزارة الرياضة والشباب منذ الخطوة الاولى للبحث والتقصي عن معلومة قد تكون ضلّت طريقها للطي والكتمان الديمقراطي التعددي فاسقطتها الاقدار في مرمى الباحثين عن موطئ اصبع يبيح لهم التمركز في صد الخصوم ولعلها تكون البداية التي يستميلونها تارة للابتزاز النفعي او الانتخابي وتارة للتسقيط السياسي كي تتعادل الذنوب في محطة الحسناة الجافة من تصحر الضمائر والفوز بمساحة من مقبولية الناس عندما قيامة الانتخابات الكبرى (الشفافة للنخاع) وبعد جهاد البحث في ملفات المدينة الرياضية (المقدسة ) في محافظة الثغر الباسم عن دالة للتجريم او قرينة يعتد بها للادانة ، كي يأفل منها نجم الوزير ولكن الباحثين عن تلك البصائص تجاهلوا ان (معاليه) محفوف بثلة من البرلمان ولم يدركوا ان امتناعه عن حضور جلسات الاستجواب البرلمانية التي قد تتيح له فرصة الدفاع عن نفسه بطرائق الدفع المشروع ، ولثقته المطلقه بخنياب مد المرابطين خلفه ، وتقاصر جزر المستجوبين ، ومتيقناً ان البيوت جميعها من زجاج ولايمكن ان ترمى بالحجر فاغلق المسامع التي تلجلج في علياء الاعلام بعد ان يأست قنوات الدولة الرسمية من الزامه بالحضور وتوعده المستجوبون بردود انفعالية ستلقيه الى محاجر السجن الانفرادي مسبوقة باجراءات الاقالة الغيابية عند التمادي وعدم الامتثال لاجراءات الاستجواب القانونية ، وتعمد البرلمان السير في اجراءاته المنصوص عليها غيابيا وتليت صفحات الاتهام المشفوعة بقرائن اعدها المستجوب على مسامع النواب وبعد الشد والجذب كان الجميع يترقب موعد الثلاثاء وذلك الصبح القريب ، المصطف من النواب خلف صراط الاستجواب يجتره القلق وتلتفه الحيرة يتوجس خيفة من ديناصور الطرف الاخر الذي يختبئ خلفه صاحب المعالي والعصمة الوزارية ودخل الجميع في باحة اليوم الموعود واصبح الكل يترقب فتيل مدفع الافطار السياسي وبين العد الالكتروني والعد اليدوي اطلقت صافرة النصاب القانوني عنانها معلنة اكتماله واعلنت شارة البدء باجراءات التصويت فتعالت الصرخات ، بعضا يتشفى بطريقة عدو عدوي صديقي وبعضا يطلب ثأر الابتزاز وبعضا قلوبهم مع معاليه ولكن سيوفهم بنحره وبعضا ينسخ الجينات اذا لزم الامر ، ولكنها مشيئة السياسة وعفرتت الغلبة عند وطيس المنافع فقد تمكنت مجموعة من التصدي للاقالة وافلت منها السيد الوزير وكالعادة بذريعة الحفاظ على المال العام ورمزية الوطنية ، قد لاتستعاب الافعال وردودها الانفعالية ولكن الاعابة بالهتافات والاهازيج والزغاريد والتصفيق الساخن لدرجة الغليان والشماته التي رافقت اعلان عدم تمرير الاقالة حقيقة كانت مخزية ومخجلة لمعاني ادارة الدولة الحديثة ،كنت ومعي الكثير نتمنى ان تكون هذه الزغاريد حاضرة لحظة تشريع قانون تعديل رواتب المتقاعدين ، او قانون رعاية الاسرة ،او قانون توزيع نسبة من واردات النفط على ابناء هذا الشعب ، كنت اتمنى ان تكون البرلمانيات اكثر زغردة عند اقرار قانون تخفيض امتيازات ومنافع الرئاسات والدرجات الخاصة واعضاء البرلمان ، او حينما تسترد الاموال العراقية المسروقة من افواه الجياع والمهربة الى ملاذات اخرى في البنوك الغربية او العربية ،او حينما يساق المفسدون بالصفقات الوهمية الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، اوليس القضاء على الارهاب وتجفيف ينابيعه وتوطين الايتام والارامل والمشردين هي اولى بزغاريدكن ،واولى من فسفسة المتكبرين على جرف الوطن ، وبصرف النظر عن صحة ادلة الاتهام الموجه لشخص الوزير من عدم صحتها فالاصح ان لاتسوّق تلك البهرجة عرفانا لهذا او ذاك وكأننا في مشهد وطني مفترى عليه ولا وطني مزعوم ولابد للجميع ان يتماسك بصراط الوطن حتى لايدع فجوة ينفذ منها المتربصون بالعراق شرا اتمنى ان يترفع الكل عن هذه الترهات المسوسة للوجدان والتي تسقط الافتراضات الوطنية عند الجميع امام العالم المتحضر والمحافل الدولية وبالتالي ستسقط الافتراضات السيادية وتلقي بمهـابة الدولة الى الحظيظ لاسامح الله. .
اخزيتمونا ايها البرلمانيون ، اخزاكم الله
فاروق الجنابي – بغداد
AZPPPL