ماما من سويسرا إلى بغداد

ماما من سويسرا إلى بغداد
بداية انا من عشاق النساء، احب المرأة في داخلي واحترمها ولا اتجاوز عليها بالكلام والفعل الدنيء.. لاني اجد فيهن ابنتي واختي..
وادرك مثل غيري هناك الدلوعة.. والمتكبرة والمغرورة.. والمتصابية، والثرثارة، والمثقفة، والصادقة والمبالغة وغيرها كثير في منهج الحياة اليومية.
وفي الدائرة الحكومية التي عملت فيها عام 1976، وجدت فتيات انسات وسيدات، جميلات وجميلات جدا، ومقبولات، وغير جميلات.. في اقسام وشعب الدائرة.. بعضهن خريجات جامعة، او معاهد واعدادية ومتوسطة، ولكل واحدة مواصفات ايجابية وسلبية، كتحصيل حاصل في مسيرة الحياة.
وجدت هذه النخبة من تهتم بكامل هندامها واناقتها وعطورها ومكياج وجهها مهما يكن الوجه.. بشكل عادي او مبالغ فيه.. ولمست هناك من تلبس ارقى الملابس، ولكنها لا تلفت الانتباه.. واخريات يلبسن من البالات وتتجه اليهن الانظار.. ويحصل التعليق ما بين بين.
القسم الذي عملت فيه ضم (4) سيدات وخمس انسات، ثلاث منهن مقبولات الشكل والباقيات ما بين سمراء وسمراء قاتمة واخرى برونزية.. ولكل واحدة تصرفاتها وحركاتها.. كأنثى تريد الاغراء.. والمديح.. الدائم لها.. ولكن.. زميلتي في الغرفة التي خدمت اسرتها في المجال الطبي والصحي.. وكانت تدعي انها تكن لي المودة والاحترام.. عمرها (24) سنة، طولها 152سم ووزنها 60 كغم سمراء اللون لها خصر واضح وورك تتدلع به.. سليطة اللسان، تغير في لكنتها اثناء الكلام.. لم يحبها احد.. بل كانوا يتحاشون، عراكها.
ـ تلبس القمصان، والتيشرتات والوان من السوستيان والملابس الداخلية.. والتنورات القصيرة والضيقة.. والاخذية المتنوعة.. وتأتي الى الدوام اليومي بكامل الزينة كما يحلو لها لم يتمكن لا رئيس الدائرة ولا رئيس القسم من معاقبتها او ارشادها الى الالتزام بالدوام صباحا وبعد الظهر.
لانها تدعي ان المسؤول فلان هو سندها.. وكنا من اسمه نشعر بالرهبة، وتدعي انه اعطاها قصرا سعره آنذاك خيالي لانه في موقع متميز.. وقدر لي ان اشاهد ذلك القصر عندما تعرضت زميليتي هذه الى وعكة صحية طارئة وطلبت مني ان اوصلها الى ذلك القصر.
ـ تلبس ملابس غير مألوفة واكسسوارات متميزة.. وحين يسألونها من اي محل.. تقول ماما.. كانت في سويسرا وجلبت لي ولاخواتي كثير من الملابس والاحذية.. وسبق وجلبت لنا ملابس توب من لبنان.. ماما كثيرة السفر.. مرة وحدها ومرة مع الوالد.. لان والدي كان آمر موقع (ـــ) العاملين والمنافقين.. يدركون ان ملابس زميلتهم شاذة في الوانها وموديلاتها غير المألوفة.. بيننا.
وفي يوم من الايام اتصلت بي في القسم وهي تقول لي.. ارجوك تعال لبيتنا (امي متخربطة) وتعال ساعدنا لنأخذها الى مستشفى الدكتور (ــــ).. ودخلت القصر.. الذي لا يتناسب لهم.. وشاهدت والدتها.. فهي امرأة عجوز ولهجتها جنوبية.. ويبدو عليها الطيبة.. وذكرتني بوالدتي فهي تلبس (الفوطة مع جلاب ذهب) واكثر من وشم في وجهها ويديها.. وبسيارتها دخلنا الى المستشفى.. وقام الدكتور المدير الذي يعرفنا بالاجراءات والفحوصات وتبين بعد ساعات.. ان الام هذه يجب رفع الرحم منها.وبكت زميلتي لهذا الامر..
واخذتني على جنب وقالت لي.. انت بمثابة اخ لنا.. ارجوك لا تقول شيء في القسم عن امي.. وبصراحة اذا سمعت من احد (اخليك وره الشمس).
ـ وتمر الايام.. وكنت اتجول في السوق وادخل في المحلات لشراء الاحتياج.. وفي احد محلات البالات.. وجدت زميلتي وشقيقاتها يشترون الملابس وكان صاحب المحل من معارفي والده ابن خالتي الذي قال انا اعرف فلانه واخواتها فهن من الزبائن المتميزات.. واذا بزميلتي تقول لي (اسمع بالك ادكول شفتنا في البالات).
وتوفيت والدتها بعد اشهر من اجراء العملية لها.. ولبست زميلتي ملابس سود غير محتشمة.. وغابت عن الدوام ايام عدة تقول اقمنا مجلس العزاء في (ــــــ) ولم اخبركم حتى لا اتعبكم في المجيء.
ـ وفي يوم شتوي بارد.. تشاجرت مع زميل لنا.. وكانت مشاجرة شاذة فيها الفاظ معيبة تخدش الحياء.. ووصل الامر الى المدير العام الذي شكل لجنة تحقيقية في الموضوع.. وفي التحقيق اشارت الى ان الزميل (وعد) تهجم بالكلام عليها محاولا ضربها.. وامام شاكر.. وفي لحظات المشاجرة كنت قد تركت القسم متجها الى الكافتريا مبتعدا عن مكان المشاجرة.. لان زميلي وعد كان يعزني ويحترمني فكيف اكون شاهدا لها في التحقيق.. (آني شعليه).
ـ ولكن ما ان خرجت من لجنة التحقيق.. واذا بزميلتي تتشاجر معي.. حول الموضوع مدعية اني شاهد اثبات لما حصل لها.. ويجب ان اكون سندا لها..!!
ـ ايام تمضي والزميلة غائبة.. اسبوعان وهي غائبة ومدير الدائرة يخاف ان يغيبها.. وذهب احد المنافقين الى دار الزميلة لمعرفة ما هو جديد.. وسأل الجيران.. فقالوا له.. انها باعت القصر ورحلوا الى الامارات، لانها ستتزوج هناك.
شاكر عباس
AZPPPL

مشاركة