مابعد التكنوقراط

مابعد التكنوقراط

 يعتقد الكثير من السياسين والكتاب ان عملية التغيير المرتقب في الكابينة الوزارية وتشكيل حكومة تكنوقراط التي تعتبر معالجة لاوضاع اي بلد يعاني من الخلافات السياسية والترهل في مؤسساته هي بحد ذاتها نقلة نوعية في الواقع المزري الذي يعيشه والذي ألقى بضلاله على العامة من أبناء الوطن الذين فقدوا الأمل في حل قريب او إصلاح شامل ينقذ البلد مما هو فيه حيث يرونه يترنح ما بين مطرقة داعش وسندان الوضع الاقتصادي المتردي والفساد الذي نخر جسد الدولة وأضعف كيانها الذي لم ير العافية منذ سنوات التغيير وسقوط الصنم .

يتصور البعض تشكيل حكومة تكنوقراطية هو مفتاح الخلاص الوحيد لهذا البلد وشعبه المسكين متناسين الأسباب الحقيقية وراء الاخفاق في ادارة البلد وحفظ كيانه من داعش والفساد وعبث المنتفعين من الوضع الراهن ، لابد من اعتماد الطريقة السليمة لإعطاء التكنوقراط او بالأحرى الكفاءات الوطنية المتخصصة فرصتها في التشكيلة الوزارية القادمة مع وضع معايير وتحليل منطقي يعطي الأمل للناس المتذمرين من الوضع الحالي وكذلك إعطاء الاطمئنان للكتل السياسية وجمهورها الذي يعشق ويذوب في الانتماءات الحزبية .

الكل يتفق على ان التغيير ضروري وجوهري لكن الخلاف مازال قائماً على اليات التغيير ، هنا أقول لزاماً تحديد آلية التغيير الواضحة الأبعاد والمعلومة النتائج حتى نضمن سلامة البلد من فوضى كبرى تجعلنا نتحسر على هذه الايام رغم تعاستها وشقائها علينا، ولاسيما هناك الكثير من المظاهر المسلحة بدأت تظهر داخل العاصمة والمهددة باقتحام الخضراء مع موجة التظاهرات ،البلد الان في عنق الزجاجة كيف لا وشبابه على سواتر المعركة يواجهون عدواً  شرساً  تمثل بعصابات داعش التكفيرية في ظروف صعبة جداً هذا من جانب ومن جانب اخر التفكير بمستقبل البلد والعملية السياسية وكيان الدولة الذي لم ير استقراراً منذ سنوات والآن هو مهدد بالانهيار لو الأصوات المدوية والمهددة باقتحام الخضراء .

وهناك عدة تساؤلات تطرح هل سيكون الصدريون حصان طروادة الذي يتسبب في قلب نظام الحكم في العراق ام ستكون تهديداتهم باقتحام الخضراء رسائل تحذيرية لساكني هذه المنطقة ان الشعب لم يبق صامتاً وعليكم بالإصلاح وإعطاء الشعب حقوقه في الحياة والعيش الكريم ومحاسبة الفساد ، المشهد معقد والمواجهة قريبة وانقلاب المعادلة يلوح في الأفق بعد المطالَب الكثيرة بتشكيل حكومة التكنوقراط والمهلة التي أعطاها الصدر للعبادي بتغيير الكابينة الوزارية والوكلاء ورؤساء الهيئات المستقلة واختيار الكفاءات لكن البعض يرى ان حكومة التكنوقراط ليست الهدف بل الأهداف ابعد من ذالك وهذا ماستثبته الايام القليلة المقبلة .

حسنين الزيدي –  بغداد

مشاركة