ليس لي سبيل للهروب

ليس لي سبيل للهروب

 لا تنتقد احلاما صغيرة،واخيرآ مسكت في يدي تاشيرة السفر ،هناك في بلاد العجائب سوف اجد ذاتي واحتضن امالي و احقق امنياتي في غرفتي وبعد حفل الوداع مابقيت سوى ساعات لاعبر المحيطات ،الملم حاجياتي ملابسي عطوري كل شيء احبه سوف اضعه في حقيبتي امتلأت حقيبتي بكل شيء احتاجه ولم يبق سوى زاوية صغيرة خالية سأضع فيها دفتر مذكراتي وارحل ،وكيف ارحل واترك تلك نخلة التي طالما قطفت من ثمرها متلذذة لترويني من شهد مذاقها ساضعها في حقيبتي وارحل ،وكيف وكيف ارحل واترك قصائد السياب وكتبه على الرفوف وارحل سأضعها في حقيبتي وارحل ،لا لا لن ارحل دون ابي وعطفه ساضعه مع عطفه فيها وارحل ساشتاق لطعم برتقال ديالى ساضع الفاكهة مع اشجارها وارحل من نافذتي الصغيرة واغادر بخطوات متسارعة وبلهفة لحياة جديدة يأخذني غروري لاحلق فوق سماء بغداد لاعانق النوارس واقبل الشمس واودعها ساهفو الى ذلك الجميل الذي طالما تغزلت به لأخذ قطرات من مائه العذب مع رائحة شموخ الذي يزيدني شوقآ اليه سازور المتنبي واجمع الروايات لاضعها في حقيبتي و ارحل ساحمل معي مسلة حضارتي ،سأخذ من ترابه المقدس ليواسيني في غربتي ،سوف احمل مأسي النازحين واضعها في حقيبتي وارحل ،ساترك الف و سبعمائة جرح في دجلة وارحل ،سيبقى عالقا في اذني انين و شكوى مرقد نبي الله يونس تاركة دموعي فوق ثياب وطني وراحلة ،،اقتربت من المطار وبعد دخولي سمعت نداء الاخير بدأت خطواتي تتثاقل وزاد الالم في قلبي وانا اقنعه بالسكوت يرفض ويبكي بانين موجع ويقول كيف ترحلين وتتركين وطنك الجريح يصارع بين طبول الحروب ،ليس بيدي حيلة ففؤادي ممزق عليه بالله عليك ياقلبي لنذهب مع احلامنا ونمضي الى اوطان الحريات صوت محركات الطائرة تعلو مستعدة للرحيل وانغلق الباب واقلعت في السماء كالنجمة الهاربة تكاد تختفي بين السحاب رفعت كفي مودعة احلامي ويردد قلبي معي سوف تلد احلاما غيرها ..ولم ارحل ..ولن ارحل -فأنا لست قيسا لاهيم بحب ليلى بل انا ليلى اهيم بحب بلادي –

ليلى حسام الهوبي

مشاركة