لولاك

لولاك ِأنت ِلما عانتْ بأزماني

أيَّامُ عُمريْ كأنَّ اليوم َعامان

لولاك أنت لكانَ الفرحُ يغمُرُني

لكانَ عُمريْ وقلبيْ بين أحضاني

لولا لقاؤك ما سافرتُ عن وطني

 ولا بكيتُ ولا دوَّرتُ فنجاني

فأنت ِأوَّلُ مأساة ٍ تُعذ ِّبُني

وأنتِ آخرُ إبحار ٍبشطآني

فسافري بين أشعاري وموهبتي

وبين لحني فحُزني بُعدُ أوطاني

ولا تُبالي لأجفاني التي شَحُبَتْ

فالحبُّ حبٌ ولو ذا الشيبُ غطَّاني

تركت ُمن أجلِكِ الأيَّامَ عابثة ً

تركتُ زهرة َعُمري بين طُوفان

وجئتُ كي أجتني أثمارَ قِصَّتِنَا

لكنَّ غدرَك أمسى فوق َوجداني

ضيَّعت ِكلَّ حياتي في الهوى وأنا

ضيَّعت ُفيكِ شبابا ًكانَ عنواني

ناداكِ قلبيْ لكي تَشْفيْ مَدَامِعَهُ

ناداكِ كي تسمعي أوجاع َإنسان

لكنَّ عينيك أقستْ كلَّ فرحتِهِ

لكنَّ عينيكِ أبكتْ فرحَ نيسان

وهَّمتُ نفسي بحب ٍّكادَ يترُكُني

خلفَ البحار ِوبيني جمرُ ِنيراني

وهَّمْتُ قلبي وهل يا قلب ُتغفِرُ لي

طيشي ورِكْضِْي عليها مثلُ ولهان

تعذ َّبتْ كلُّ آمالي بلا تَعَب ٍ

إلا عذابَك فيه الصَّبرُ ينساني

حقولُ حُزن ٍونارٌ ترتدي أملي

والعمرُ يجري ولا حظ ٌّسيلقاني

من أنتِ كي تحرقي أوراقَ ملحمتي

وتعبثي بالهوى دهراً لحرماني

من أنت ِكي تجعلي الأحلامَ صارخة ً

تحت التُّراب ِوفوقي ظلُّ أغصاني

مهما فعلت ِبقلبي في الهوى فأنا

لم يبق َلي غيرُ أشعاري وَدُخَّاني

لم يبق َلي غيرُ وَهْم ٍظَلَّ يسمعُني

طول َالنَّهار ِوعمر ٍفيه يومان

سأترُكُ الحبَّ كي أرتاح َمن ألمي

سأترُكُ الدَّمعَ كي ترتاحَ أجفاني

لعلَّ حبِّيْ فتاة َالعمر ِتحضُنُهُ

لعلَّ جُرحِيَ يغفُوْ بينَ أحظاني

اياد محمد  الحداد- بغداد

مشاركة