تشهد الناصرية همس كثير ودلالات عن توجه الشباب العاطلين للالتحاق بصفوف المليشيات والعصابات وحتى جماعات الارهاب وكل يبحث عن لقمة العيش بعدما تيقن كل ملتحق بان العراق بلد مستباح وخال من أي شكل من اشكال الدولة التي تسيرها القوانين والقرارات والارادة الوطنية .
وتقف وراء تلك القوى الخارجة عن ضوابط التنظيم الرسمي احزاب ومنظمات وجهات داخلية ممولة من جهات خارجية واخرى تدار من مخابرات دول الجوار وحتى جهات عشائرية والمستهدف فيها امن المواطن لما تتصارع تلك القوى على المصالح والمحاصصة .
وهناك مليشيات او جماعات تجد في العاطلين بكل اشكالهم وتسوقهم للميادين خارج الوطن لتنفيذ اجندة خارجية اقليمية او على خلفية صراع دولي ستراتيجي بين القوى الامبريالية الامريكية والصهيونية لنرى لافتات ترفع اعلان شهادتهم دفاعا عن رمز مقدس او قضية .
وبينما الوطن يترك مستباحا بدون مدافع عقائدي او وطني لوقف النزيف المستمر الذي يطال شعبنا على يد القوى الارهابية , نرى اولادنا يساقون لساحات اخرى مظللين بان قضايا الاخرين واجـبة وقضية الوطن مستحبة.
واحمل من تصدى للقيادة في بلدي مسؤولية هدر الدم العراقي في قضية لاناقة لنا فيها ولاجمل مادام جراحنا مفغورة يعبث بها كل من هب ودب ليتركنا خائفين مرعوبين من الموت غدا وكاننا بلا مصير وافق نتمناه لاجيالنا الذين سيبصقون على ثرانا لاننا خلفنا لهم سجن كبير صنعته امريكا باحتلالها المشؤوم .
وادعو ك اخي يامن قرات كتابي ان تصطف معي لاننا الوحيدين الباقين هاربين من المليشيات والمفخخات لنلوذ ببعضنا اتقاء الفناء .
نتسلى بحكايات علقت باعماقنا اثر الخوف والموت البطيء لوطن كان امنا وكان عظيم .
او نلتحق بجذوع النخل لنقلد الشموخ العراقي او نموت وقوفا اعزة في ميدان الدفاع عن كرامتنا وعرضنا ونبدأ بالطواغيت ثم نغير ستائر نوافذنا لتكون اقل عتمة لتدخل بيوتنا شمس الحرية .
هيثم محسن الجاسم – الناصرية