

حزب البعث وتداعيات رحيل عزة الدوري
لماذا تراجعت القيادة القومية عن تأييد إغتيال الزعيم؟
– هارون محمد
شهد حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، خلال الشهور الستة الماضية، اضطراباً واضحاً، عقب وفاة زعيم الحزب عزة الدوري في نهاية العام الماضي، عندما تنافس عضوا القيادة القطرية، عكلة الكبيسي، وصبار المشهداني، على موقع أمانة السر، أعلى مرتبة حزبية، في قيادة التنظيم القطري، غير ان التدخل السريع للقيادة القومية للحزب، حال دون تطور الأحداث، وحسم الأمر للأخير، الذي يوصف بأنه واحد من القيادات البعثية التي تصدت لإعادة تنظيم الحزب، عقب الاحتلال الأمريكي في التاسع من نيسان 2003? حيث تولى مسؤولية فرع المحمودية وما جاورها، وهو من فروع الحزب الأساسية في العاصمة بغداد، قبل أن يُفرّغ لشؤون التنظيم، ويعين عضواً في القيادة القطرية، صعوداً إلى القيادة القومية.
وعلى عكس التوقعات التي تكهنت بحدوث انشقاقات خطيرة، وظهور أجنحة متصارعة في الحزب، عقب رحبل الدوري، الذي قاد الحزب، بكفاءة عالية، وفي ظروف بالغة التعقيد، إلا أنه تم تطويق الخلاف بين الكبيسي والمشهداني، بأقل الخسائر التي تمثلت في انزعاج بعض الكوادر التي انتقدت عضو القيادة القومية، ونائب الأمين العام للحزب، السوداني علي الريح السنهوري، وانحيازه وفقاً لوصفها، إلى المشهداني، مع أن النظام الداخلي للحزب، يمنح تلك القيادة، في أوضاع معينة، وحالات محددة، حق اختيار قيادات لفروع الحزب أو تعيينها في الدول العربية، ولكن بعض أنصار الكبيسي، الذي تعرض لتجميد عضويته الحزبية، لمّحوا إلى أن العلاقة الوثيقة التي ربطت بين السنهوري والمشهداني، جُيرّت لمصلحة الأخير، في إشارة إلى تعاون الاثنين مع رفاق آخرين، في لملمة البعثيين في مرحلة ما بعد الاحتلال، وإدامة الصلات بهم، وإجراء تنقلات حزبية اقتضتها متطلبات العمل ومستلزمات النشاط الحزبي، في حين ترى قيادات بعثية ملتزمة، كما توصف، خطوات السنهوري، بأنها تصّبُ في خدمة مستقبل الحزب وأنها جاءت منسجمة مع الواقع السياسي الذي يمر به العراق، عقب احتلاله.
ويُسجل للسنهوري، الذي عاش في بغداد، سنوات قليلة، قبل الاحتلال، أنه أمضى فيها، بضعة شهور بعد الغزو الامريكي، وأسهم بفعالية في إعادة تنظيم الحزب، وتوزيع المسؤوليات، وتحديد المهمات، وينقل بعثيون عراقيون، عاصروه وتعاونوا معه، في تلك المرحلة، أنه كان شعلة من النشاط، ونجح في الاتصال بكثير من الرفاق المحبطين من الاحتلال، وشجعهم على استئناف مسيرتهم الحزبية، مستثمراً سودانيته، وعدم معرفة القوات الأمريكية والأجهزة الأمنية الحكومية بشخصيته، وإخفاقها في كشف هويته، حتى أنه هجر سكنه المرفه في أحد الأحياء الراقية، منتقلاً إلى غرف متواضعة للإيجار، في حي البتاويين، الذي يقطن بيوته المتهالكة، عمال وحرفيون سودانيون ومصريون فقراء، وأضفى على نفسه صفة (عامل)، مكنته من خداع الامريكان، وتضليل المتعاونين معهم، وقد ارتقى بنشاطه السري، إلى درجة الإشراف وحضور مؤتمرات حزبية، عُقدت في عديد من المحافظات العراقية، قبل أن يغادر العراق، في نهاية العام 2003? وهكذا.. أمكن احتواء الخلاف التنظيمي بين المشهداني والكبيسي، والأخير تقبل قرار تجميده، انصياعاً لتوجيهات القيادة القومية، وفي ما عدا ذلك، فأن الحزب استمر يمارس نشاطه السياسي الاعتيادي، في حدود الإمكانات المتاحة له.
وهنا، لا بد من الاقرار بأن وجود عزة الدوري، وهو البعثي الخمسيني، على رأس الحزب، بعد الاحتلال، وعقب اعتقال الرئيس صدام حسين، قد سكنَّ من روع الكثيرين من البعثيين، الذين زحف الإحباط إلى نفوسهم، وصُعقوا من وقع الاحتلال، وسرعته في فرض أجندته، بقوة آلته العسكرية، في ظل مقاومة بعثية لا ترقى إلى مستويات خطورة الغزو الأمريكي على العراق عامة، وعلى الحزب بخاصة، فالرجل وهذا ليس دفاعاً عنه، أدرك، منذ بداية الاحتلال، أن المهمة الأولى له، تتمثل في الحفاظ على بنية الحزب، وتنظيم صفوفه، وتحجيم الشعور بالخيبة لدى أعضائه وأنصاره، مع رسم خارطة لحركة مقاومة كفوءة، كانت محور مراسلات مع الرئيس صدام، منذ اليوم الثاني للاحتلال، العاشر من نيسان 2003? حيث كان الدوري مسؤولاً عن القاطع الشمالي، ويتنقل بين محافظات الموصل وكركوك وصلاح الدين، وتحت إمرته فيلقان من الجيش، تعرضا إلى الدمار، بصواريخ القاذفات الأمريكية، وهجمات قوات البيشمركة الكردية.
عمل حزبي
ولعله من حسن حظ حزب البعث، أن ينجو عزة الدوري من الاعتقال، ويتمكن من الاختفاء عن أعين الأمريكان، ويواصل عمله الحزبي بمثابرة، برغم حالته الصحية الصعبة، وفي ظل ملاحقة قوات الاحتلال له، ولكنه. وهو البعثي المتمرس صوفي النزعة، قبض على الجمر، وهو ملتهب، وزادته إخفاقات الارتال الأمريكية وانزلاتها الجوية لاصطياده، مزيداً من الثقة بنفسه والاعتماد على الملتفين حوله، من رفاق بعثيين ورجال نقشبنديين.
وقد ثار لغط في أوساط الحزب المفجوعة من الاحتلال، عن سر العلاقة العميقة التي تربط الدوري القيادي البعثي، بالطريقة النقشبندية، الدينية الصوفية، وكيف يمكنه التوفيق بين طرفين متناقضين في العقيدة والتوجهات، خصوصاً وان رسائل من الرئيس صدام حسين، أثناء اعتقاله وخلال محاكمته، قد حذرت البعثيين من مغبة التعاون مع التنظيمات الدينية، التي أعلنت مقاومتها للاحتلال، وقد كشف عديد من مرافقي الرئيس، ممن ظلوا في خدمته، إلى تاريخ اعتقاله، في لقاءات ومكاتبات ومكالمات هاتفية، مع قناة المحامي سليمان الجبوري، أن الرئيس كان قد تحسّب من تنظيمات المقاومة الدينية، وتحديداً غير العراقية، مثل (القاعدة) ومشتقاتها، وحذر من انخراط البعثيين بها، ادراكاً منه، أن هذا الأمر يجر البعث إلى التناقض مع عقيدته كحزب قومي علماني واشتراكي، يرفض التعصب الطائفي، غير أن الدوري تمكن من احتواء اللغط وطمأن رفاقه أن رجال الطريقة النقشبندية، عراقيون أصلاء، وليسوا وافدين من الخارج، يعملون من أجل شعبهم والدفاع عن بلدهم، مؤكداً في الوقت نفسه، أن? لا تناقضات جوهرية بين المفاهيم القومية التي يتبناها البعث، والعقيدة الصوفية التي تنتهجها الجماعة النقشبندية، ما دام الطرفان في خندق واحد، في النضال والجهاد ضد الغزاة، وبالفعل اقتنع كثير من البعثيين بهذا المنطق، وثمنوا جهود الدوري، في تعزيز قدرات الطريقة النقشبندية والزج بها، فصيلاً مقاوماً ومقاتلاً ضد الاحتلال، والتفريق بينها وبين الحزب تنظيمياً، مع وجود تنسيق سياسي وعسكري، بين الطرفين، يمثله هو شخصياً، بصفته زعيم الحزب من جانب، وقائد رجال الطريقة، من جانب آخر، وقد أحرز نجاحاً ميدانياً، في أكثر من منطقة ومحافظة، ولكن احتلال تنظيم داعش للموصل، وبعدها صلاح الدين، في حزيران 2014? واعتقال عديد من قيادات الحزب وتغييبهم، وملاحقة رجال الطريقة النقشبندية وتصفيتهم، فوتَّ على الدوري، ما كان يتطلع إليه، من توسيع الرقعة الجغرافية للمقاومة، وفتح أكثر من جبهة مع الامريكان، والأطراف السياسية المتعاونة معهم.
وهنا.. لا بد من الإشارة إلى ان رحيل عزة الدوري، من دون وجود نائب له، منذ استبعاد عبدالباقي السعدون نائبه السابق، في مطلع العام 2014? ومن دون تسمية من يخلفه في موقعه، قد أربك بعض الشيء، القيادة القطرية للحزب، التي استعانت بالقيادة القومية التي سوت الأوضاع وحلت المشكلة، برغم ان عكلة الكبيسي، شارك في فعاليات سياسية، في السنوات القليلة التي سبقت وفاة الدوري، كنائب له أو ممثل عنه.
قضية داخلية
قبل أسبوعين، صدر قرار من القيادة القومية للحزب، بتجميد عضوية صلاح المختار، في القيادة القطرية، وتضمن القرار، أسباب إقصائه، وهذه قضية داخلية، ومسألة تنظيمية، لا يحق لغير البعثيين التدخل فيها، سواء بالانتقاص منها، أم الإشادة بها، ولكن بإمكان المراقبين والمتابعين السياسيين للشأن العراقي، وأزعم أنني واحد منهم، تحليلها أو التعليق عليها، بتجرد وموضوعية، وبعيداً عن الأهواء الشخصية، والمواقف السياسية.
ومن يعرف المختار، ومُطلّع على سيرته الحزبية، يعرف أنه من بعثيي مرحلة ما بعد ثورة 14 تموز 1958? في تنظيمات الحزب بجانب الكرخ، حيث شهدت هذه المرحلة اقبالاً كبيراً، من الشباب العراقي، للانتماء إلى الحزب، مع تنامي الصراع مع الحزب الشيوعي، واشتداد معارضته للزعيم عبدالكريم قاسم، وصلت إلى حد اغتياله، بعد خمسة عشر شهراً على تسنمه السلطة.
ولعل كثير من المراقبين يشهدون، أن الانتشار الحقيقي لحزب البعث، واستقطابه لفئات واسعة من العراقيين، وبروزه حزباً شعبياً له حصة في المشهد السياسي، تم في المدة الزمنية القصيرة التي أعقبت الثورة التموزية، حيث رفع البعث شعار الوحدة العربية الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر، والتفّ حول الرجل الثاني للثورة، العقيد عبدالسلام عارف، واشتبك مع الشيوعيين الذين سعوا إلى تسيّد الشارع، بطروحاتهم السياسية المناهضة للوحدة، والدعوة إلى الصداقة مع الاتحاد السوفييتي.
ويعترف كثير من البعثيين، في تلك المرحلة، أن قيادة فؤاد الركابي للحزب، أسهمت في رفع شأن البعث، وتحوله إلى رقم صعب في المعادلة السياسية، لما يتمتع به الشاب القادم من الناصرية، من قدرات سياسية وفكرية، وطاقات تنظيمية، ومثابرة نضالية، تضاف إليها شخصيته الودودة، وبساطته الشعبية، وعلاقته الحميمة مع رفاقه.
وقد أحدثت عملية اغتيال الزعيم عبدالكريم قاسم في تشرين 1959? التي أشرف عليها الركابي والقيادة القطرية للحزب، وأيدتها القيادة القومية، قبل تنصلها منها، بعد عام، بذرائع كيدية، دوياً سياسياً هائلاً، داخل العراق وخارجه، كانت من نتائجه، أن أجواء التحدي تصاعدت في أوساط الحزب، وزادت شعبيته في الشارع العراقي، خصوصاً عندما حوكم المخططون والمنفذون للعملية، أمام محكمة العقيد فاضل المهداوي، واعترفوا بها، وجادلوا في أحقيتها، في مواقف بطولية سُجلت لهم، وما زال كثير من البعثيين المخضرمين يذكرونها ويشيدون بها، برغم ما تعرض له أبطالها، من تنكيل واغتيال وملاحقات، عقب 17 تموز 1968.
ولم يبرز صلاح المختار في الحزب مثل آلاف الأنصار والأعضاء غيره، ولكن تردد اسمه، في العام 1966? عندما عُرف بأنه كادر متقدم في الجناح الذي كان يسمى يسارياً في حزب البعث، الذي تمزق، حينذاك، إلى أكثر من جناح ومجموعة، وللتوثيق التأريخي فإن هذا الجناح، وكان من أبرز قادته الطبيب فؤاد شاكر العاني، والمحامي هادي العبادي، وأحمد العزاوي، ونقيب معلمي بغداد، محمد على خلف، ومسؤول الموصل موفق عسكر، والقائد العسكري عبدالكريم مصطفى نصرت وآخرون، كان يتفوق على الجناح البعثي الذي كان يقوده، أحمد حسن البكر وصدام حسين وصالح مهدي عماش ورفاقهم الذين وصفوا باليمينية، والانقلاب على الحزب، عبر مشاركتهم في حركة 18 تشرين الثاني 1963? التي أطاحت بسلطة 8 شباط 1963.
وكان الجناح اليساري ويسمى (السوري) أيضاً، لارتباطه بحركة 23 شباط 1966 في سوريا، التي طردت ميشيل عفلق وصلاح البيطار، والمؤيدين لهما من الحزب، قد نجح في استقطاب بعثيين كثر، من قطاعات الطلبة والشباب والعمال، وبالتأكيد فإن الدعم السوري، السياسي والمالي، ساعده كثيراً في الانتشار بالساحة العراقية، والسعي إلى عزل جناح البكر وصدام، كما كان يسمى.
وأذكر شخصياً، مشادة كلامية حادة، كادت تؤدي إلى اشتباك بالأيدي، بين صلاح المختار، وكان عضواً في قيادة فرع بغداد في حزبه، مع صلاح عمر العلي، القيادي في الجناح الآخر، خلال التظاهرات التي أحاطت بالسفارة السورية في بغداد، وكانت في بارك السعدون، تنديداً بالعدوان الاسرائيلي في حزيران 1967? وتأييداً للقضية الفلسطينية، وما زلت أذكر، وكنت مشاركاً في تلك التظاهرات مع رفاقي الحركيين، بقيادة هاشم على محسن، رئيس الاتحادين العراقي والعربي لنقابات العمال، وجه المختار، المحتقن وهو يحمل مكبرة صوت ويهتف صاخباُ قبالة العلي: (الشرعية الشرعية) يكررها عديد مرات، في محاولة لإضفاء الشرعية على حزبه، ضد القيادة البعثية الأخرى، التي كان يراها غير شرعية، ومن المفارقات أن الصلاحين، العلي والمختار، التقيا بعد عشر سنوات، تحت سقف الممثلية العراقية في الأمم المتحدة، الأول سفيراً، والثاني مستشاراً صحفياً.
وقد تعرض المختار، نتيجة ارتباطه بالجناح اليساري أو السوري لحزب البعث لمتاعب ومضايقات من الجناح الآخر، الذي استولى على السلطة في 30 تموز 1968? حيث اعتقل في صيف العام 1969 في قصر النهاية مع رفاقة الأخرين الذين أطلقت عليهم تسمية (المنشقين)، وشهادة للتاريخ، فإنه لقى تعذيباً شديداً، من ناظم كزار وشلته، وأذكره جيداً، وهو متورم الساقين، وآثار الكدمات والضربات على وجهه ورقبته، وكان مشدوهاً من غلظة رفاقه السابقين عليه، وهم يمارسون اضطهاده، وبعضهم اشتغل، حزبياً، معهم، أو على علاقة به، من قبل.
ولا أدري كم أمضى صلاح المختار في قصر النهاية، ولكن عرفنا، لاحقاً، أن (المنشقين)، وضعوا أمام خيارين، لإطلاق سراحهم، إما الالتحاق بالحزب الحاكم فرادى، وفقاً لدرجات ومراتب حزبية، تقررها قيادة الحزب لكل منهم، أو التعهد باعتزال العمل السياسي نهائياً، واكتشفنا أنه كان من الفئة الأولى، علماً أن كثيراً من رفاقه، لا أعرف، حقيقة، إن كان هو من ضمنهم لكثرتهم، سُجلت لهم لقاءات تلفزيونية مصورة، اعترفوا بخطأ انتمائهم إلى الحزب (السوري)، وأدانوا (ردة) 23 شباط 1996? وهاجموا صلاح جديد، قطب القيادة السورية وقتها، يبدو أنها حُفظت ولم تُعرض، والمدهش أن مخرج هذه المقابلات واللقاءات، كان الفنان حمودي الحارثي، الذي أذكر ذهوله، والحيرة تملأ وجهه، وهو يُصدر تعليماته إلى المصورين، ربما من هول المشهد الذي أقحم فيه، وهو النجم التلفزيوني الضاحك دوماً.
درجة متدنية
وعموماً.. أعيد صلاح المختار إلى الحزب بدرجة متدنية، وعين في مجلة (صوت العمال) محرراً، بتزكية من عبدالخالق السامرائي، كما أشيع، انتقل منها إلى وكالة الأنباء العراقية، بصفة باحث في قسم المعلومات والارشيف، صعوداً إلى مركز البحوث والدراسات التابع لمجلس قيادة الثورة، وفيه رتب أوضاعه، وأعاد صلاته مع قياديين في الحزب منهم طارق عزيز، الذي التزمه، وعينه مستشاراً صحفياً في الأمم المتحدة، ومن ثم مديراً عاماٌ للإعلام الخارجي، وصولاً إلى الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام في الجامعة العربية، وفي المنصب الأخير، تلقى عقوبة إدارية لتقاعسه في الانفكاك من وظيفته، عقب أحداث الكويت في آب 1990? ونقل إلى وزارة التعليم العالي وحسب تنسيبها، ومنها أطل على صحافة عدي صدام حسين، وكتب فيها، حيث انفتح الطريق أمامه من جديد، ليعين رئيساً لتحرير صحيفة (الجمهورية) وبعدها سفيرا في الهند.
وصلاح لمن تابعه، كاتب صدامي (بكسر الصاد) وبعثي هجومي، يغلب عليه الانفعال، ويسجل عليه تفاؤله المفرط، بعودة البعث إلى الحكم من جديد، حتى يُخيل لمن يقرأ مقالاته، بهذا الخصوص، أن الحزب أنجز مستلزمات عودته إلى السلطة كلها، ولم يبق غير إذاعة البيان (رقم واحد).