لاتأتوني بأنسابكم بل بأعمالكم

كلنا نعرف معنى هذه العبارة التي أصبحت مألوفة لنا من كثرة تكرارها، فكلما رأينا وجهاً منيراً تبدو عليه ملامح الإيمان، قلنا لصاحبه (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ) أي أن سمة الإيمان تظهر على الوجه، هذا ما نشعر به،ولذلك يقول الباحثون هناك تغيرات في نغمة الصوت أو لحن الصوت لدى الإنسان عندما يكذب!!أما أولئك المتقين الذين اعتادوا على السجود لله تعالى، وهذا أهم ركن من أركان الصلاة، بل أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، في هذه الحالة تظهر تغييرات على الوجه يستطيع المؤمن أن يميز بها المؤمن كثير السجود لله تعالى. ولذلك قال تعالى عن هؤلاء: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) (الفتح: 29).

فكثرة السجود لله تعالى تُكسب الإنسان التواضع، وتُكسبه الصبر، وتزيده خشوعاً، ويؤكد العلماء أن الإنسان عندما يكون في حالة تأمل فإن هذا يساعده على الإبداع وعلى شفاء كثير من الأمراض، وكم كنتُ أتمنى أن تُجرى تجارب على الخشوع على أناس مؤمنين، وسوف يرى العلماء أشياء مذهلة!لقد وجد أحد العلماء أن الطريقة التي ترف بها العين تتغير فجأة أثناء الكذب! يقول تعالى: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: ]، خائنة الأعين تعني اللفتات والحركات التي تخدع الناس ولكنها لا تخدع الله تعالى فيعلمها.فقد قام بعض الباحثين بتصوير إنسان يتحدث ثم بعد ذلك طلبوا منه أن يكذب ضمن حديثه دون أن يُشعرهم بذلك، وقد مرَّ الحديث ولم يلاحظ أحداً أن الحديث يحوي أية كذبة. ولكن بعد أن عرضوا هذا الفيلم على شاشة الكمبيوتر وأخضعوه لبرامج خاصة تبين حركة العين، لاحظوا أن الإنسان بمجرد أن يبدأ بالكذب ترف عينه بطريقة غير مألوفة تختلف عن طرفة العين أثناء الصدق.فان ظهور هذه  العلامة في بعض الناس من دون بعضهم، ليس سببه الوحيد كثرة السجود أو قلته،  فقد يكون بسبب اختلاف قوة وضعف جلودهم وعلى كل ماتقدم  قطعا اصبح الناس يختلفون بكل شي فقد اصبحت هذه العلامة المميزة في الجبهة علامة للتفاخر وبيع القيم والمثل العليا بكلام محترف ليس الا اما مانقول عليه ونرتكز به كفعل فلا يوجد هذا الشي ومن امثال هؤلاء الكثيرون ممن ينتحلون صفة الانسان التقي والزاهد والورع والمؤمن وهو عكس هذا كله عافانا الله من  مرض كهذا.

علي السباهي

مشاركة