كن صديقي – كمال جاسم العزاوي 

كن صديقي – كمال جاسم العزاوي

يتعدد مفهوم الصداقة بتعدد زوايا النظر الى هذا المفهوم وهذه من طبيعة الانسان في التباين والاختلاف لكن يمكننا الوصول الى عوامل اخرى جديدة غير التي نعرفها ونعتمدها كأسس تقليدية تلك التي يمكنها رسم الصورة الواقعية للصداقة وترسيخ مفهوم جديد لها وهنا شيء من هذه العوامل

– مدحك للصديق في وجهه ومحاباته ليس احساناً لكن الذود عن سيرته بغيابه هو الاحسان بذاته

– لا يحتاج الصديق المواساة بعد حصول المشكلة بقدر حاجته الى التحذير والنصح قبل فوات الأوان

– قد يخطئ الصديق ويستلزم التصحيح والتقويم الذي يكون بالموعظة والتذكير لا بالتعنيف والتشهير

– ان لم تكن لصديقك في معاناته فلا تقف كعقبة كأداء في طريق خلاصه

حقوق متبادلة

– اقراضك المال لصديقك المعسرأمر في غاية النبل والكرم لكن الصبر لحين الميسرة وعدم التعجل هو أكرم وأنبل وأكمل للمعروف . نستشف من تلك المضامين مسار آخر للصداقة وحقوقها المتبادلة أكثر جدوى وأكثر واقعية فالمرء قد يكون يوماً في محنة تشتد عليه فلا يجد حوله غير الصديق الصدوق الوفي المتفاني لا الصديق المجامل المراوغ ولا عجب  فالأيام تدور وتغيّر من حال الى حال فلا تأمنن لتقلباتها ولا تخدعنك الوجوه المزيفة وانظر من تصاحب ليس عجباً أن يكون عمر الصداقة في كثير من الأحيان آني وقصير يزول بزوال الظرف الذي أنتج تلك الحالة فالسبب الحقيقي لهذا هو عدم تكافؤ طرفي الصداقة أي عدم توازن المعادلة بين الأخذ والعطاء لكن هذه العلّة ستزول حين يكون العطاء متبادلاً والشعور بالثقة والاطمئنان مكتملاً وراسخاً .

 – بغداد

مشاركة