كل شيء إلا خيانة الوطن

كل شيء إلا خيانة الوطن

نهب الثروات

الفشل يكون دائما حبيس نفس صاحبه التي تحاول قدر المستطاع إخفاءه عن الناس ، في زمن أصبح فيه الخطأ مباحا و الخيانة وجهة نظر ومبدأ من مبادئ حقوق الإنسان وبوابة (الديمقراطية ). الخيانة صفة نكرة لمن خان الأمانة والعهد فباء بغضب على غضب ، هي جريمة بشعة  وصمت عار تلاحق صاحبها، أينما حل وارتحل وللخيانة أوجه مختلفة ومتعددة ، لكن عندما يتعلق الأمر بالوطن لا فرق بين الخطأ والخيانة لان النتيجة واحدة ، لا تغتفر ومن يقدم عليها يستحق أقصى العقوبات ، ثمنها كبير يجب أن يتحمل العبء من باع ضميره وأدار ظهره للوطن . يذكر احد أهل العلم أن لكل حرف من فعل (خان) معنى وهي : الخاء، من الخنى وهو المقرون بالفعل المخزي، وحرف الألف ، من جذب وهو المخبول الطائش الذي لا يعرف ولا يقدر عواقب الأمور ،حرف النون: من ناقص :و هو النذل الديون ناقص الشرف والكرامة. بيع الوطن والتأمر عليه ضلال مبين وخيانة عظمى ، اكبر مما تتحمله أي نفس لان كل عمل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله إلا خيانة الوطن لا مبرر لها ، قد يلصقها البعض بمفهوم العامية ، فقط بمن ارتمى في أحضان العدو (العائدين) ، لكن ليس هو الخائن الوحيد بل هناك أوجه كثيرة لممتهني هذه الحرفة المنبوذة منها : سرقة المال العام ،زرع القبلية ،التأمر على الوطن ، إفشاء الأسرار العامة ،عدم أداء الواجب كالخدمة الوطنية ، العمالة والتجسس ،التقصير في العمل وإهمال الممتلكات العامة ،وكل ما من شأنه أن يمس بوحدة وامن الوطن … لغر، ويقول عز وجل “إنا أنزلنا عليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولاتكن للخائنين خصيما”سورة النساء . الخيانة آفة من الآفات وكارثة من الكوارث، هي عدم المروءة ومن ليست له مروءة يمكن إن يبيع عرضه وشرفه ، لا مبرر لها ولا شفاعة لمرتكبها مهما كانت منزلته ومهما كان السبب الذي يدفع لها فهي في خانة القدر والنفاق، لها وجهان مختلفان قد يستغلهما الصديق والعدو معا ، قد يمتطيها السياسي الصديق لتوزيع صكوك الوطنية، وإلصاق التهم بمن يخالفه الرأي ،أو من اجل منفعة خاصة ، أما استغلال العدو لها فلا يعد و لا يحصى وتضاعف الكارثة إذا كان من يخون لا يدري انه خان ولا يحس بقذارة الوحل الذي غرق فيه .

زعيم اوحد

قد نختلف في أفكارنا و مصالحنا وقد نختلف مع الزعيم الأوحد ونمقته ونمقت حكومته ، وقد يظلمنا من يسيرون شؤون بلادنا وأبناء جلدتنا، لكن الوطن لا يظلم أبناءه وما من عرف أو دين يبرر خيانته , ومرتكبها ستناله يد العدالة في يوم من الأيام وسيلحق العار بنفسه و بكل من حوله بنظرات الناس لهم ، لكن للأسف هناك من يرضون لأنفسهم بيع الضمير والشرف والتعاون مع أعداء الوطن والتاريخ والحقيقة ، لينالوا الخسران والعار والخجل في الدنيا والأخيرة، رؤوسهم مشدودة إلى الأرض كالنعاج . ثمن الخيانة كبير والارتماء في أحضان العدو سقوط حروانتحار لا مبرر له ، ومن تخون وطنك لصالحهم ينظرون إليك كشخص حقير تافه ،لا يثقون بك ولا يحترمونك ، من يبيع وطنه قد يبيع أوطان الأخريين ،أين آنت من ذلك الشهيد الذي ضحى بنفسه في سبيل رفعة شأن وطنه ليقدوا بطلا شهيدا شامخا كالجبال. كلمة الوطن جامعة لمعان كثيرة لا يمكن حصرها ، والمعنى الكامل الذي يتفق الجميع عليه هو أن الوطن عبارة عن المكان الذي تحفظ فيه الكرامة ويصان فيه العرض.

 إن حب الوطن من الأمور الفطرية ، فليس غريبا إن يحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه وشب على ثراه ، وترعرع بين جنباته لكن الغريب والضال وغير المقبول خيانته، يذهب كل شيء ويبقى الوطن . عندما نرى وفاء الحيوان يصعب علينا حال البشر ،حب الوطن فرض والدفاع عنه شرف و وطن لا تحميه لا يحق لك أن تعيش فيه. وطني العراق الكل يريد الاكل من جسدها الطاهر، والكل يبحث عن الوسيلة التي تؤدي به الى ما يريد من اموال وتجاوزات حتى من خلال القانون للوصول الى غاية غير نبيلة وربما حتى غير اخلاقية، نعم مسكين هذا الوطن، ايها المتاجرون استيقظوا وعودوا الى رشدكم وتذكروا ان العراق هي بيتكم وعرضكم وهويتكم ووجودكم، فكونوا عونا وسندا ودرعا يصون ترابها من الصعاب والشدائد آه يا وطن النهار فقد صار حبك سعيا للدولا ر،حين اسمع كلام البعض عن حب العراق والتضحية في سبيلها اشعر بالاعجاب، ولكن عندما ارى الافعال اشعر بخيبة الامل، لأن ما يأتي على الألسن يختلف ما في القلوب. ساسة فاشلون فاسدون، شلة من اللصوص والحرامية الذين نهبوا العراق بدون ضمير،كانوا في السابق. لاجئيين في كثير من دول العالم يقبضون اموالا من الرعاية الاجتماعية وآلان ينهبون الملايين ويهربون إلى كثير من دول العالم وليتركوا الوطن العراق خرابة .

ظلمة الحياة

وطن يعيش في ظلمَة الحياة لم يسمع مواطنوه بنور أسمه الكهرباء ولكنهم لايشاهدونه الا نادراً ولم يسمعوا عن مأوى يطلق عليه البيت أوالدار غير دار الآخرة وتنتشر فيه الأمراض ويهرب الأطباء والممرضون خارج بلادهم خوفا من عمليات الاغتيال. جعلوا من العراق سلعة يتاجر بها الكثير من السياسيين, يتغنون بحبه ويعملون على خرابه, فباسمه يقتلون وباسمه ينهبون يخربون ومن أجله يعطلون الحياة, يخربون المصالح، يناضلون من أجل تقسيمه وتقزيمه، يناضلون ويقطعون الطرق تحت دواعي الخوف عليه. كم هي معذبة هذا البلد، يتاجر بها الساسة الفاسدون بدواعي حمايتها حفنة من الانتهازيين والفاسدين الذين حولوها من أرضٍ فاضت خيراتها على العالم إلى بقعة قبيحة الطلع والطالع، أرض الإرهاب والموت والعذاب, بعدما كان العراق ارض السلام وموطن الانبياء أضحى اليوم أسيرا لنزوات بنوها الذين أورثوه الجمود والجحود وجعلوا أهله فيه أغراباً وألفاسدون يلقون فيها الترحاب،هناك أناس طالما أصموا أذننا بشعارات الوطنية ،هم اليوم أكثر الخلق إجراماً وألماً للوطن، يعرقلون، يقتلون يغتالون، يخربون، يعطلون، ليشبعوا نزوات طالما أخفوها. للاسف إننا لم نشعر يوما أن لنا دولة مستقله و لنا هوية كباقي دول الجوار،بسبب التخبط في السياسة والوعود الكاذبة والتي مازالت باقية الى يومنا هذا إضافة إلى الموامرة والإحتيال بكل الوسائل على الشعب. لذا وبعد مضي ما يقارب عشر سنوات كانت لدولتنا مقومات وأصبحت بلا،كانت لها مقدرات وأصبحت بلا كان لها هوية وأصبحت بلا،اسئلة كبيرة وخطيرة لا يوجد لها جواب الا لدى الذين يخططون لدمارالعراق وتفتيته ووهولاء لايعرفون معنى وأهمية حب الوطن أو حب العراق سوى المكتسبات الشخصية التي نهبوها والتي ينهبوها .  وان اول من تآمر على العراق هو من نهب ثروات الوطن وضحك على الشعب من خلال جعلهم ينتظرون مكارم الحصة التموينية الغير الصالحة لأستهلاك البشري،وحتى أطفال المستقبل لم يسلموا من سياسة. الفساد

احمد عباس الذهبي – بغداد

مشاركة