(كلام الناس) يتابع معاناة الصيادين ومربي أشجار الحناء بالفاو

(كلام الناس) يتابع معاناة الصيادين ومربي أشجار الحناء بالفاو

تراجع أعداد الزوارق وملوحة المياه وإرتفاع أسعار الوقود أبرز المشاكل

الفاو – سعدون الجابري

في حلقة من برنامج (كلام الناس) الذي تقدمه قناة (الشرقية) قام بجولة استقصائية الى مدينة الفاو التي تبعد عن البصرة 110 كم جنوباً .. حيث اشار مقدم ومعد البرنامج علي الخالدي لـ( الزمان ) التي رافقت فريق العمل في الفاو ان(في زيارتنا هذه للفاو.. كنا نبحث عن معاناة ومشاكل صيادي الأسماك هناك ، وكذلك عن الإهمال الذي لحق بمزارع الحناء الشهيرة جنوب المدينة).

المحطة الأولى كانت بزيارة فريق العمل لـ(النگعة) وهو مرسى الزوارق وعلوة بيع الأسماك البحرية الشهيرة بالعراق والشرق الأوسط ، حيث الصيادين كانوا يمتلكون زوارق الصيد الكبيرة التي تسمى ( اللنجات ) وعددها كان بالسابق أكثر من 1600  لنج ، وأصبح عددها الآن بحدود 120  لنج .. وزوارق الصيد الصغيرة ( الطرادات ) كان عددها أكثر من 2000  زورق والآن ماتبقى منها حوالي 300  زورق .واوضح الخالدي( هذا التراجع بعدد اللنجات والزوارق سببة عدم الدعم الحكومي لشريحة الصيادين بالفاو ، قبل عام 2003  كان دعم وزارة الزراعة لجمعية صيد الأسماك بقضاء الفاو ، من مكائن للنجات والزوارق وكذلك شباك الصيد والوقود (زيت الغاز).وقال أحد أصحاب اللنجات (أبو رضا )وهو نوخذة (ربان السفينة) ان(الجميع يعرف معاناة الصيادين وأهمها ، عدم وجود دعم حكومي للصيادين .. وعدم توفر المكائن للنجات والزوارق الصغيرة وعدم تزويدنا بالوقود الكاز ، جميع ماذكرته لكم نشتريه من السوق السوداء) مضيفاً (والآن أصبح تواجدنا في مياهنا الإقليمية قرب جنوب الفاو .. بسبب مضايقتنا من قبل زوارق الدول المجاورة).

وتحدث الربان أبا علي لـ (كلام الناس) خلال جولة بحرية على متن لنج صيد في البحر قائلا(ابرزمعاناتنا تتمثل بمطالبتنا بحمايتنا من زوارق الدوريات لدول الجوار وهم يشددون علينا أوامرهم بعدم المسير بعمق البحر ، ، وكذلك نحن نشتري الوقود الكاز بالسوق السوداء .. حيث يصل سعر البرميل من 60 الى 70  دولار).

في المحطة الثانية تعرفنا على أنواع وأسعار الأسماك في العلوة ( النگعة ) حيث  قال تاجر الأسماك الحاج بدران (هناك أنواع عدة من السمك البحري والذي يجري بيعة في ( النگعة ) بواسطة مزاد يبدأ عند الساعة الخامسة فجراً وينتهى عند الساعة السابعة وبعض الأحيان تصل للساعة العاشرة صباحاً ينتهي البيع). مبيناً ان( الفاو تشتهر بأسماك الزبيدي وبالهامور وسمك اليودر وسمك والنويبي والسمان والباسكر والبرطام وحمام اليود والروبيان ، وكذلك الأخطبوط الذي عليه طلب كونه يفيد بعلاج عدة أمراض .. وأيضاً سرطان البحر ، وبالنسبة للزبيدي هناك حجم الجامبو وهو الكبير.. ويوجد حجم وسط ويسمى بالسبيطي). فيما  وأوضح بائع الأسماك أبا أمجد (عملت بالأسماك البحرية منذ أكثر من 30 عاماً ولحد الآن ، وأسعار الأسماك جيدة في ( النگعة ) أرخص من أي مكان لبيع الأسماك بالعراق، مثلانرى سعر كيلوين الزبيدي الوسط بـ 25  الف دينار .. أما سعر سمك اليودر الكبير بـ 4  آلاف دينار) .

ميناء الفاو

من جهته بين الصياد أبا ماهر (الدولة أتعبتنا جيداً .. لادعم منها لنا ، العامل الذي يطلع بحر ويبقى بالصيد حوالي عشرة أيام الأجرة له هي مائة دولار ، بينما الكثيرين تركوا العمل بصيد الأسماك والتجأوا  للعمل في ميناء الفاو الكبير والبعض عمل في مساطر العمالة ، ويتقاضون أجرة العمل لليوم 25 الف دينار ،  وتركهم العمل على لنجات الصيد ومخاطر البحر وأعمالهم التي عملوا فيها هي أيضاً قريبة على أهاليهم)  موضحاً ان ( سعر اللنج هو 500  مليون دينار .. وسعر برميل الوقود الكاز يصل الى  85 الف دينار ، واللنج في كل رحلة صيد يحتاج الى 20 برميل وقود أي بكلفة تصل الى مليون و700 الف دينار فقط للوقود وزيوت المحرك والطعام والثلج تصبح تكاليف كل رحلة للبحر مليوني دينار ).

وفي لقاء لـ(كلام الناس) الضابط البحري بشركة صيد الأسماك السابقة أبا راشد اوضح  (لدي من الخدمة حوالي  48 عاماً ولم أحصل أنا وزملائي الـ  400 موظف سابق بتلك الشركة ، بعد توقف الشركة المذكورة أنهت تلك الشركة عملنا وأصبحنا بلا رواتب أو تقاعد ، برغم مراجعاتنا المتكررة في مقر وزارة الزراعة .. وحتى خاطبنا رئيس الوزراء ووزير الزراعة ، لكننا لم نرى الرد منهم .. واليوم نناشد المسؤولين عبر قناة الشرقية  ونأمل أن تصل هذه المناشدة للحكومة).

وكان للبرنامج لقاء مع عدد من الوجهاء بالقضاء، حيث قال الوجية أبا محمد  (الفاو مهملة وتركت بعد أعمارها وبنائها في عام  1989 الشارع الرابط البصرة بالفاو وطوله  110 كم تبليطة قديم وحدثت في تخسفات وحفر وكثرة الحوادث المؤسفة فيه ، القضاء فيه مردودات أقتصادية مالية كبيرة من الميناء الكبير والمرفأ النفطي وعلوة الأسماك ومزارع الحناء ، نطالب من المحافظ للنظر بطلبنا بتعبيد الشارع العام) . أما الوجية أبا يوسف الدوسري فقال( نطالب مدير مرور البصرة بتكليف أحد ضباط المرور بعملية الكشف عن الدراجات والستوتات لغرض تسجيلها في مركز القضاء ، وعدم لجوء أصحاب الدراجات لنقل دراجاتهم بواسطة سيارات البيكاب والأجرة العالية التي تكلف كل شخص يمتلك الدراجة الى 75  الف دينار) . وأختتم الوجبة أبا عبد الله قائلا(تركنا الزراعة هنا بسبب المد الملحي القادم للفاو من الجانب الإيراني ، مصب نهر الكارون الإيراني الذي كان قبل عدة سنوات الماء فيه عذب ويخفف ملوحة مياة شط العرب ، لكن الجانب الإيراني في عام  2009 أغلق مصب نهر الكارون وفتح مبزلاً للمياة المالحة ويصبها في قناة شط العرب ويزيد نسبة الملوحة في الفاو والمخراك والمعامر والدواسر والدورة والفداغية حتى من جهة الشط في ناحية السيبة التي تبعد عن الفاو شمالاً ب  50 كم). وفي ختام الحلقة كانت هناك زيارة الى مزارع الحناء الشهيرة . وبين صاحب مزرعة الحناء أبراهيم أبا حسن ( كثرة نسب الأملاح القادمة من مبزل للمياه المالحة قرب نهر الكارون الإيراني ، الذي جعل نسبة الملوحة بشط العرب ترتفع وتقضي على المغروسات للحناء وحتى قتل أشجار النخيل ، مع العلم نحن نقوم بشراء تناكر الماء العذب لسقي اشجار النخيل وأشجار الحناء وأرواء الحيوانات كذلك) . موضحا ان (أشجار الحناء تحب الأجواء الحارة والأرض الرطبة .. وحناء الفاو مفضلة عن الحناء في الدول التي تزرعها ، وخرط أوراق الحناء من أغصانها تقوم به النساء وبعد تركها في مناطق توجد فيها الشمس تنشر هناك ، وترفع لداخل غرفة تحت هواء المروحة وبعدها نرسل الأوراق اليابسة من محصول الحناء للطحن ونحصل على أفضل إنتاج للحناء ، والحناء لايوجد فيها غش تجاري كونها تسجل علينا ونحن قلة من يعمل بزراعتها ). وقبل مغادرتنا جنوب الفاو منطقة مزارع الحناء ، التقينا شاعراً شعبياً معروفاً في قضاء الفاو ويدعى الشاعر سالم حمود الذي قرأ لنا بعض القصائد من الشعر الشعبي.

فريق عمل البرنامج مؤلف من :الأعداد والتقديم : علي الخالدي ، مخرج ميداني ومدير تصوير : عمر الجابري،المصور : أسامة المفرجي، Drone  علي الطرفي ،المتابعة الصحفية : سعدون الجابري، مونتاج : عمر مظفر وأدريس الكعبي.

مشاركة