خالد جمال الموسوي
المثنى
وجه ُ وطني كرمال الصحراء
يبتلع ُ في عينيهِ الحياة لتطفو
فوقه ُ أرواح ٌ مغلفة بالمآسي
أرض ُ وطني تشتهرُ بزراعة ِ اللصوص
وصناعة ُ الموت
لأنَّ الموت طباخ ٌ ماهر
يتفنن ُ بطبخنا على مواقد السنين
كان َ للعراق ِ أخ ٌ همَّ بجلب الماء
ليسقي أفواه َ الأشجار
وأفواه َ الأرض ِ والسماء
لكن ساقي جواده فقدت
بكبوة ٍ ناسفة
والساعة ُ تطارد ُ الزمن ِ
لتذبحه ُ من القفا
رافعة ً رؤوس الدقائق ِ
فوق َ رماح ِ العصور
شمسه ُ مكتظة ٌ بالجراح
تنزف ُ أوطانا ً
سليبة الأحلام
أثاثه ُ قبور ٌ وأرائكه مزخرفة ٌ بالرماد
كلّما قضى الموت ُ منهُ وطرا
تزوجه ُ الجهل ُ وطرا
كلّما أشرقت ْ خارطة ٌ
قلت ُ هذا وطني
فلَما ذهبت ْ قلت ُ أنّ بلدي
ليس َ من الآفلين
لكن خرائط َ العالم
انقلبت إلى نمور ٍ
وخارطته ُ غزال ٌ
لا مفر لهُ



















