كريم صدام .. بالأمس أثنينا عليك واليوم ندينك – أحمد كاظم نصيف

كريم صدام .. بالأمس أثنينا عليك واليوم ندينك – أحمد كاظم نصيف

بالغ من حيث يدري أو لا يدري الكابتن كريم صدام في ولائه لنادي الزوراء، وهو يتحدث لأحد البرامج الرياضية، هذه المبالغة جعلته في ورطة كبيرة أمام الجماهير التي هتفت له في يومٍ ما، بل أنه قال ذات يوم: «عندما كنت ألعب لنادي الرشيد وأسجل هدفاً لم أرَ تفاعل الجماهير، ولم أسمع هتافاتهم، ولم أفرح كوني سجلت هدفاً، عكس ما كان يحدث عندما لعبت للزوراء وأسجل في مرمى الفريق الخصم، عندها أسمع صيحات المشجعين وهتافاتهم، وأكون في غاية السرور وأشعر بسعادة لا توصف»؛ ليعود اليوم ويدين ممارسة يفترض به أولاً أن يباركها، لا يسخر منها، ويقول: «هل يعقل أن مشجعاً يصبح رئيساً لنادي الزوراء»؟ عليك أن تذكر (يا أبا غيث) فضل هذا المشجع في دعمه وتشجيعه وهتافه لك، بل سخَّر نفسه واقتطع من قوت عائلته كي يقطع تذاكر المباريات من أجل أن يهتف لك، والآن تقف ضده وهو وقف معك في أوقات كثيرة؟ لولا هذا المشجع لم تكن كريم صدام، وهل المشجع حسب رأيك لا يفقه شيئاً عن كرة القدم، وإذا كان كذلك فلماذا تفرح عندما يهتف باسمك؟ وهل لمباريات كرة القدم طعم بدون جمهور؟ وأنت تعلم قبل غيرك بأن راتبك وما حصلت عليه من أموال وجميع من يعمل في هذه الرياضة، هو ما يدفعه المشجع من جيبه الخاص، ولولاه لأعلنت كرة القدم وغيرها من الألعاب إفلاسها، وبالتالي ستبحث عن عمل يناسبك! ولا تنسى بأنك كنت مشجعاً وما زلت، وهل خلقك الله تعالى لاعباً منذ الولادة؟ بالأمس أثنيتُ على حضرتك في مقال (نشر في هذا المكان) بتاريخ 27/ 5/ 2025 عندما أدليت بتصريح ينم عن روح وطنية تتضامن مع شعبك وأهلك، وهذا حق لك وما علينا إلّا أن نمجده وأنت تستحق عليه الثناء، لاسيما وأنت اللاعب الذي كان سبباً في تأهل منتخبنا لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى والوحيدة في تاريخه، أما اليوم فأنت لا تستحق منّا إلّا الادانة، ولا بد لنا من أن نكون منصفين معك ومع غيرك، أتمنى أن تبقى كريم صدام صاحب الشعبية الكبيرة الذي هتفت له الجماهير التي تستهين بها الآن، وأن تحفظ لها حقها، لأننا لا نتوقع أطلاقاً من نجم كبير أن يكون ناكراً للجميل، ويخسر رصيده من مشجعي نادي الزوراء، بل الاساءة طالت جميع مشجعي أندية كرة القدم في العراق والاستخفاف بهم، هؤلاء جميعاً سيرغبون عنك بالهجر الجميل.

مشاركة