كتاب جديد عن واقع الاقتصاد العراقي

د. محمد طاقة

عرض كتاب 

الاقتصاد العراقي على وشك الانهيار

علاء العاني

 

غلاف الكتاب

استوقفني عنوان الكتاب الذي أصدره الأستاذ الدكتور محمد طاقة والمعنون (الاقتصاد العراقي على

وشك الانهيار).. فكيف لمفكر اقتصادي معروف ان يقول ان الاقتصاد العراقي على وشك الانهيار..

والاقتصاد العراقي الان يمر في أسوأ مراحله منذ تأسيس الدولة العراقية، حيث أغرق بالديون

وفوائدها ورهنت ثرواته، وسرقت الموارد ودمرت البنى الارتكازية وقضي عمدا على الصناعة

والزراعة والخدمات، وتدهورت المؤسسات الصحية وتراجع التعليم وانتشرت الامية وتشرد الملايين

من الشعب وسرقت الاثار وزورت الشهادات، هذا كله باعتراف القائمين على البلد قبل المنظمات

الدولية التي جعلت العراق في أسفل قوائم التقييم في معظم المجالات وأصبح العراق متأخرا عن اكثر

بلدان العالم فقرا وتخلفا.

وبينما اتصفح الإصدار الجديد للأستاذ البروفسور الاقتصادي محمد طاقة والذي يقع في) 161 )

صفحة من القطع الكبير والصادر عن دار امنة للنشر والتوزيع بعمان ، وجدت الإجابة واضحة على

تساؤلي ، أذ يؤكد الأستاذ طاقة على ان بلدا مثل العراق هو أحد اغنى بلدان العالم ولديه موارد مادية

وبشرية تمكنه من النهوض مجددا أذا ما جيء بنظام وطني متحرر من الاملاءات الخارجية ليدير

الاقتصاد العراقي الوطني على أسس علمية تعبأ طاقات العراق المادية والبشرية وزجها بخلق تنمية

مستدامة، وتقضي على جذور التخلف، والاهتمام بالتعليم والصحة والقضاء على الامية والاهتمام

بالبحث العلمي وبناء صناعة متطورة تعاضدها زراعة وطنية وقطاع خدمات مناسب لهذا التطور،

وإعادة بناء الانسان على أسس وطنبة بعيدة عن الطائفية والاثنية والمحاصصة والتبعية .

وعلى هذا الأساس يرى الدكتور طاقة ان الاقتصاد العراقي رغم كل الحقائق المؤلمة التي يمر بها

البلد الان، الا ان الاقتصاد المتردي لن ينهار بشكل نهائي طالما توفرت الإمكانات المادية والبشرية

وتوفرت الإرادة الوطنية لتجاوز هذه المحنة ولو بعد حين

يتضمن الكتاب بعد التمهيد ثلاثة فصول رئيسية:

الفصل الأول: الاقتصاد العراقي على وشك الانهيار.

يوضح الدكتور محمد طاقة في هذا الفصل بان الهدف الحقيقي لاحتلال العراق ليس بسبب

الادعاءات الامريكية المعلنة وانما بسبب النفط فضلا عن أمور أخرى جيوسياسية، وقد تناول تفاصيل

التدمير الشامل الذي حدث في العراق وعلى الأخص في مجمل القطاعات الاقتصادية وكيف كان وضع

الاقتصاد قبل وبعد 2003 ، وورد في هذا الفصل العديد من الجداول والبيانات والاحصائيات المهمة

للعديد من القطاعات والمستمدة من مصادر محلية ومنظمات دولية، فيما اختتم الدكتور طاقة الفصل ب

16 مقترحا يرى انها كفيلة بحل مشاكل الاقتصاد العراقي.

وقد تضمن الفصل المحاور الاتية:

المقدمة، واقع الاقتصاد العراقي قبل وبعد الاحتلال، واقع قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات

والصحة والتعليم والكهرباء والبطالة والفقر في العراق، كما افرد بابا تفصيليا للناتج المحلي الإجمالي

لعام 2019 والاهمية النسبية لكل قطاع، ثم افرد بابا أخرا لقراءة الموازنة العامة للعراق لسنتي

2020 – 2021 .، كما قدم شرحا تفصيليا عن التغلغل الاقتصادي الإيراني في العراق ونهب ثرواته،

ومؤشرات عامة عن الفساد المالي في العراق، ومقترحات لحل مشاكل الاقتصاد العراقي.

الفصل الثاني: الأهمية الاستراتيجية لنفط العراق.

يبين الدكتور طاقة في هذا الفصل الأهمية الاستراتيجية للنفط والغاز العراقي، ولماذا أتت أمريكا الى

العراق وغزته واحتلته بمبررات مزيفة، فيما يرى ان الهدف الأساس هو النفط والغاز العراقي

والسيطرة عليه، وان الولايات المتحدة الامريكية تتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة عما يجري في

العراق من تدمير ونهب ثروة العراق الطبيعية وسرقة أموال الشعب العراقي وهي مسؤولة عن كل

قطرة دم اسيلت من الشعب العراقي.

وورد في هذا الفصل عدد من البيانات والجداول الخاصة بإنتاج واستهلاك النفط والاحتياطي النفطي

والغاز وكلف انتاج النفط وتفاصيل عن جولات التراخيص، وفي نهاية الفصل تناول الدكتور طاقة

خمسة عشر ملاحظة مهمة لاهم ما توصل اليه في هذا الفصل. ومن المفيد الإشارة الى ان الدكتور

طاقة قد أشار في ملاحظاته الأخيرة على ان جميع الاحصائيات المستخدمة في هذا الفصل اخذت من

مصادر مختلفة، ولكنها بنفس الوقت هي احصائيات قد لا تكون دقيقة بسبب ان الإحصاءات المتعلقة

بالنفط والغاز بخاصة حول حجم الاحتياطي والإنتاج والاستهلاك لا تكشف الدول معلومات دقيقة عنها

، إضافة الى ان الاحتياطيات تتغير حسب الظروف ونفاذ واكتشاف حقول جديدة، ورغم كل ذلك فان

الدكتور طاقة يرى ان المتاح من ارقام هي قريبة من الحقيقة وتعتبر مؤشرات قابلة للدراسة والتحليل

الاقتصادي .

وتضمن الفصل الثاني بعد التمهيد المحاور الاتية:

الأهمية الاستراتيجية للنفط العراقي، لماذا نفط وغاز العراق، جولات التراخيص. واهم ما توصلت اليه

الدراسة.

الفصل الثالث: مقالات مختارة، وهي مقالات فكرية وسياسية متنوعة كتبها الدكتور طاقة في الأشهر

القليلة الماضية ووجد ضرورة وأهمية اضافتها الى كتابه الجديد.

لقد سجل الأستاذ الدكتور محمد طاقة في كتابه هذا أهم المؤشرات في التراجع الاقتصادي الذي

يشهده العراق منذ احتلاله عام 2003 ولغاية الان،وحاول ان يعطي صورة عن أهمية ما يمتلكه

العراق من موارد طبيعية هائلة تجعله واحد من اكبر عشر دول غنية في العالم، من حيث النفط

والغاز والفوسفات والكبريت والانهار وغيرها من الموارد الطبيعية، وهو كتاب يعتبر بحق أضافة

نوعية متميزة في دراسة وتأثير المتغيرات الاقتصادية ومسبباتها خاصة للبلدان التي تحتوي على

مكامن نفطية وغازية هامة والتي تشكل لهذه الأسباب أحد الأهداف للقوى الدولية الكبرى، ومثالها

البارز العراق.

مشاركة