كارين – نصوص – كاظم السعيدي

قصة قصيرة

كارين – نصوص – كاظم السعيدي

يلفظ البحر زبده ، ليحتضن الورود التي طرزّت الوان علم عانق الساحل .فألبسها حلة بيضاء تعبث بها الريح ، تتطاير ثم تتلقفها اشعة الشمس فتختفي وسط الورود .تقبّل الامواج الهادئة العلم بين الفينة والاخرى …القت عيناي ابتسامتها عليه .اِرتدى قلبي ثوب الانتشاء والمتعة .من خلال ما نشره الورد من عطر فاحت رائحته الزكية، فابتهجت به النفوس …شكلت الالوان الجميلة خارطة علمٍ .لدولة سياحية متربعة على البحر الاسود .. ….اعجبني جمال العلم الجذاب .استوقفتني روعته اكثر من اي شيء .لأنني اعمل بصناعة الحرف والفرشاة .تجولت عينأي بالمكان ولاحظت، نسوة خط الدهر بصمات الشيخوخة على وجوههن ، ارتدين حلة جمال الورد .عسى ان يعيد لهن نضارة من شباب مضى ..لكنهن يتعطرن كل صباح بشذا العلم المورّد .حينما تلتقط اناملهن الورود الذابلة .طمعا وتعلقا بالحياة ..على ذلك الساحل الرائع ، بمنظره ، عطره ، وسوّاحه .راح العلم يمتد بساريته المغطاة بحلته المعطرة .ليسابق قطرات الماء المتناثرة من الامواج ..وهي تصفع الساحل لتعبث بامتداده ، الذي يبلغ عشرات الامتار ..فتستقرّ قطرات الماء وسط تويج الورد ..كأنها لؤلؤ يختفي داخل المحاّر..ظلت الامواج تسقي الورد تارة وأخرى تصفع الساحل ..اخرجتُ ادوات الرسم والفرشاة ووضعتها على الرمال ..تسبقهما قطعة من الكارتون تتربع على محمل الرسم …صافحتْ اناملي الفرشاة ، ونفضت عنها بقايا الاصباغ المتيبسة التي فارقتها تلك  الالوان الرطبة   ..ترقص فرشاتي فرحا بين اناملي وهي تعانق بهجة الروح ..لتبحث عن فكرة ارسمها على ساحل يطير فرحا بالحسناوات ..اللواتي  اشبه بالعاريات وهن يستعرضن اجسادهن البرونزية  على اعين السواح …صرتُ اقلب افكاري بحثا عن فكرة ما لأجسدها على اللوحة   ..

لاحت مني التفاتة الى ثلاث فتيات قد غطس نصفهن بالماء  . وهن يداعبن بأناملهن الغضّة –  كرة –  راحت اعناقهن تتطاول نحــوها ، يتبادلن رمايتها ..صارت الامواج تلثم صدورهن وتلاعب اجسادهن حينما تدفعها  الريح نحو صدورهن العاريات..ويتسابقن على مسكها  بقفزاتهن ،صيحاتهن، ضحكاتــهن ..عانقتني الغبطة والفرح لذلك المنظر الرائع المشبع بالجمال. استقرت فكرة اللوحة في مخيلتي لرسمهن وقفت لدقائق احصي حركاتهن ..فأرسلت ُمن عينـي ومضات سحرية لتطيح مشاعري بإحداهن فتصبح أسيرة في هواي ..شمَّرت فرشاتي عن ساعدها ..وصارت طوع اناملي ..وبدأتُ اضع بصمات اللوحة الاساسية عاودت نظراتي ثانية وثالثة .واعتبرتهن مشهداً حقيقياً امام ناظري لاكرر النظر اليه .. وهن مستمرات بلعبهن وضحكاتهن وصيحاتهن العالية بلغة لم افهمها لكنها احزنت قلبي لاني لم افهم ما يقولنّ..منحتْ اناملي الفرشاة حريتها .احتضنتْ جسمي حبات الرمال،  بسطتْ الشمس اشعتها على جسدي النحيف المتعب حدّ الاسترخاء .أتتْ  احداهنَّ بدافع  الفضول . تمشي على استحياء يسبقها همس خطواتها الوئيدة ،يرافقها ظلَّ ساقيها العاريتين المفتولتين.. القت ْ تحيتها بلغة احزنتي  ..اجبتها بايماءة من رأسي رداً على تحيتها .انطلقت ْالكلمات   من شفتيها وهي مبتسمة ..لكنني لم افهم كلامها ، لكن تبادر الى ذهني انها تروم ان ارسم جسدها الجميل وعيناها الخضراوتين   ..اطلقتْ عيناها ابتسامة تشع ُ اسئلة القتها عليّ ملامح ُوجهها..ابطأتْ في اللحاق بفريق اللعب .، التحقت ْبها صديقتاها ..تبادلن ْ الحديث  ،  حيتني احداهن باللغة الانكليزية ، اجبتها على الفور ، فرحت ْ لمعرفتي بلغتها تقدمتْ نحوي وانا مشغول برسم  اللوحة ..توقفت ْبجانبي،  دفأتْ يدها كتفي .ممعنة ًالنظر الى حركة فرشاتي التي كانتْ ترقصُ بين اناملي ..اذهلها الاعجاب بمهارتي الفنية اتكأتْ علي .التصق صدرها الناهد  بجسمي ، اثارتْ مشاعري ، ارتفعتْ دقاتْ قلبي،  تخدّر جسمي .راحتْ الفرشاة ترتجفُ حياءً ووجلاًً..توقفتُ عن الرسم ..شرحتْ لهن .قائلةً: ان الرسام  .يتكلم الانكليزية .وبعد لحظات من الصمتْ، اغنتْ اجابتي أسئلتها..واخذتْ دور المترجمة لصديقتيها ..قالتْ:.من اي بلدٍ انت ..؟

 قلت: _ من العراق ..

_ ومن اي المدن ..؟

من العاصمة بغداد ..

فرحتْ اثنتْ على بلدي وعلى تميزهِ في الادب والفن ..ووصفتْ شعبي بأنه ذكي ومتميز في ابداعاته ، وشجاعته..لكن اوجاعه كثيرة ونكباته متوالية ..

قالت:..اذنْ.انت.فنّان…

قلتُ:..نعم.. فنان..وكاتب..وانتقى لسانها المفردات الجميلة عن المعارض التي اقمتها في بلدي او خارجه..

_حسناً..حدّثنا عنها ..

قلتُ:.اقمتُ ثلاثْة معارض..الاول في بلدي.في 984وهوعن الحرب مع الجار  ..حول الارض والمياه ..والثاني ..اقمتهُ في باريس..ولوحاته عن الحصار الذي تعرّض له شعبي ..وترك بصمة المعاناة على وجوه الناس لعدم تسديد حاجاتهم اليومية.. والمعرض الثالث ..اقمتهُ في الاردن ..والذي صوّرتْ لوحاته الثروة الاقتصادية ..التأميم..النهضة العمرانية ..طال الحديث ..جلسنْ بقربي يصافح الرمل اجسادهن الفضيّة، تحدثن عن الفن العراقي ..والتراث الشعبي المسرحي والغنائي . وبعد ذلك ذهبنا الى المطعم  بدعوة مني لتناول الغداء ..فاتخذ كل واحد منا مقعده حول الطاولة ..وجلست الانكليزية بجانبي فسميتها المترجمة .كانت شابة رائعة الجمال ، بقامتها ، رشاقتها وجمالها المتميز..كانت تجيد المحادثة بلغة واضحة يسهل علي فهمها ..وحينما لاحظت صديقتاها ذلك ، انها استأثرت بيّ من خلال لغتها ..استأذنتا للذهاب الى البحر بعد انتهاء وجبة الغداء .واخذن يسبحن في البحر ، على مقربة مناّ لان المطعم قريب جدا من الساحل ..ظلت تحاورني ، ابحرتْ عيناها في عينيّ ، اخترق سحرها الاخاّذ قلبي وعانقتْ مشاعري مشاعرها واحتضننا الاعجاب لينجب وداّ.سألتها اجابتني بصراحة، انحلّتْ عقدة لسانها اخبرتني عن اسمها ، عن امها ، عن ابيها وعن مدينتها التي ولدت فيها ..قالت:اسمي _كارين _وولادتي وسكني في بوسطن ووالديّ منفصلين ..وانا طالبة في كلية العلوم _قسم الفيزياء _..ولدي مكتبة اعمل فيها في المساء .وانا الان اميل الى الادب اكثر من علم الفيزياء .وعرفتُ انه حلية الانسان وذلك بفضل المكتية .واخيرا قالت :ألا تحبُ ان تسبح ؟قلتُ:انا لااجيدُ السباحة ..قالت :حسناً انا اعلّمك..قلتُ:أنا اخاف البحر ، لان امواجهُ دوماً هائجة وغدّارة .ولا اريدُ ان اجرب ..قالت: ضاحكة لا تخفْ وسحبتني من يدي للبحر. ..قائلة:سأعطيك نجادة ، تجعلك تعوم في الماء، وتحفظك من الغرق ..وكذلك سأدربك على طريقة تحريك يديك وساقيك اثناء السباحة ..وافقتُ على طلبها مجاملة لها .رغم خوفي في بداية الامر ..ولما جربتُ عملية التدريب ، وجدتُ فيها متعة رائعة ، حسدني عليها بعض اصدقائي السواح .لكنها اثارت حفيظة صديقتيها اللتين كانتا تشاهدان عملية تدريبي على السباحة باشرافها..وهي تعلّق وتضحك على محاولاتي الخاطئة بطريقة تعلمي للسباحة ..ولما حان وقت الراحة .خرجنا من الماء في الساعة السابعة مساءً ..بعد ذلك دلفنا الى احد المطاعم لتناول العشاء..وجلسنا حول الطاولة ، دار الحديث حول زيارتهن للاثار العراقية ..قالت:كارين _نسيت ان أعرّفك بأسمَي صديقتيَّ.هما رولا وهيلين من فرنسا، كما اخبرتك في بداية تعارفنا ..وكأنهما شقتا قمر لجمالهما الاخّاذ ..وبعد خروجنا من المطعم ، أخذنا نتجول في الحدائق الجميلة المنتشرة حول الساحل ..فامضينا وقتاً جميلاً لاكثر من ساعتين ..قالت :_كارين _لقد هدني التعب ، وباتتْ ساقاي لاتقوى على حمل جسدي .اريدُ الذهاب الى شقتي ، قلتُ: واين تقع الشقة .؟ قالت: على مسافة 10 كيلو مترات تقريبا..من هذا  الساحل ..قلتُ: المسافة بعيدة جدا..تعالوا:امضوا الليل في شقتي فهي تسعُ لاربعة اشخاص او اكثر.وافقتْ كارين،  فرحة وبدون اى اعتراض منها …لكن صديقتيها رفضتا المجيئ لشقتي في بداية الامر .وبعد الحديث معهما اقتنعن بالمبيت في شقتي ..قلنَ: واين تقع..؟ قلتُ:هنا على بعد عشرات الامتار مشيرا باصيعي الى المكان..ها ..هو..فندق_لوُلِِكْ_ وذهبنا مشيا على الاقدام ، دخلنا الشقة وبعد دقائق، قلتُ:اناسأترككم واذهبْ الى السوق لاشتري ما نحتاج اليه..وانتنَّ خذنَ قسطاً من الراحة ، سأغيب  حوالي ساعتين لاتبضع.غادرتُ الشقة للتسوق، فاشتريتُ كل ما احتاجُ اليه ، من طعام ، وشراب وخاصة زجاجاتْ النبيذ.ومختلف انواع الفاكهة مما يكفي  لعشرة اشخاص وليس لاربعة..انقضتْ رحلة التسوق ، عدتُ ادراجي، طرقتُ الباب فتحتهُ لي_كارين_وكانتْ بملابس النوم الشفافة..رمقتْ عيناي جسدها المغطى بالملابس الشفافة، ذهلتُ من شبابها الغض وصدرها الناهد.تلعثمتُ اردتُ ان اقول شيئا..لكن اعتراني الارتباك والدهشة  لما رأيتهُ من فتنة وجمال رائع..اخذتْ تساعدني بحمل المواد الغذائية التي جلبتها ، صائحة، مستغربة _اه..ربي.._وهل لديك وليمة …؟ماذا تفعل بكل هذا الطعام.؟

لم اعلقُ بشيء، بل اكتفيتُ بالقاء ابتسامتي على وجهها الوضاء..ثم قالت: دعني اضعُ كل شئ في الثلاجة ..وكنتُ أناولها المواد، وهي ترتب الاشياء كل في مكانه ..وتعمّد جمالها الاخّاذ ان يتحرش بيَ، فكانت تلمس يدي برفق عن قصد بلا عفوية.وفهمتُ ما تريد..قالت:نحن اتعبناك معنا..دعني اعمل لكم وجبة خفيفة.نأكلها بعد الشراب.والان اذهبْ لتستحم لانك بالغت بتعب نفسك من اجلنا.واثنت عليَّ بالشكر..قلتُ:انتنَّ ضيوفي، والمثل العربي يقول:اكرام الضيف واجب ..قالت:_كارين_..متعجبة..انتم متميزون بكل شيء. ثمَّ تكفلتْ بملء  المائدة، بالمأكولات وانواع الفاكهة والمقبلات..دار الحديث بيننا ممتعا جدا على طاولة الشراب.وخاصة مع كارين والاخريات يتحدثن بلغة العيون والاشارة معطرة بالابتسامة. سكرتْ _كارين_رقصتْ مع صديقتيها على انغام مسجل كان بحوزة احداهنَّ ، وغنتْ فاطربتنا جميعاً..وبعد ذلك غلبنا النوم .نامت الفرنسيتان في الصالة.ونمتُ انا في الغرفة مفترشا الارض .تاركا السرير_لكارين_التي لعبتْ الخمرة برأسها.وبدأتْ تحكي بعض امورها الشخصية، التي كانت تعاني منها..اطاحتْ بحيائها امامي، تخلتْ عن ملابسها ، واستبدلتها بملابس شفافة  .استعدادا للعبة الليل معي..لكنني لم استعد لذلك رغم انني اتمنى  ذلك .. ولكن التعب و سلطان النوم غلبني  ورحتُ اغط ُّبنوم  عميق ، عازفا لحن النيام المتعبين ..عزفي الليلي اقضَّ مضجعها، لذلك لم تستطع النوم في تلك الغرفة .هذا ما قالته لي في اليوم التالي وهي مبتسمة قالتْ :.نزلتُ من السرير، تمددتُ بجانبك . ْ ..ظل عزفك يشقُّ صمت الليل وسكونه.محتضنا موجة الاستمرار للحن المزعج و.حملتُ فراشي تركتُ الغرفة لكَ وحدكَ اعددتُ لهنًّ  الافطار، وشرعتْ_كارين_تحدثهنَ عن  عزفي الليلي ساخرة بي وبذلك اللحن في تلك الليلة الصاخبة .فتعالتْ القهقهاتْ وضحكنا جميعا دون تعليق مني ..وكالعادة ذهبنا الى البحر ..وبدأتْ عملية التدريب على السباحة ثانية.وهذه المرة اشتركنْ ثلاثتهنَّ في تدريبي، مرة اعومُ لوحدي.و اخرى بمرافقتهن ..الى ان اخذتُ قسطا ممتعا وكافيا من التدريب ..ولكن البحر في ذلك اليوم كان هائجا جدا ، مما ازعجتنا امواجه العالية.حيثُ تلاحقنا تلك الامواج الى  اليابسة ..عدتُ لرسم اللوحة لانها لم تكتمل بعد..متحاشيا قربي من الساحل ، كي لا تعبث الامواج بادواتي .أما هنَّ فلقد احتضنتْ اجسادهنَّ الرمال على الساحل ، وارجلهنَّ تلاعب الماء..سرحن في الافق البعيد للبحر والتمتع بحرارة الشمس لتعانق اجسادهن الفتية ،والامواج تعلو وتهبط ، تقترب وتبتعد حيث  امتنع المتزلجون على الماء لعلو الامواج. كانت الفرشاة تقيدّ يدي ،ارسم وامسح بعض الالوان قلقا لا اعلم سببا لقلقي، اشعرُ بالهم المسبق ..تحررتْ اصابعي من الفرشاة .قلتُ:الا نذهب لتناول الغداء ، قالت ْ_كارين _لسنا جائعاتْ ، بعد ان تبادلت النظرات مع صديقتيها..قلتُ:حسنا.لا جلب لكم بعض العصائر من الكافتريا ..قلنَ:حسنا اذهبْ..ودّعتني نظراتهنَّ،  اقتربنَ من اللوحة، ابحرتْ عيونهنَّ بها ،  تبادلن النظرات المتسائلة ..اللوحة رائعة بفكرتها ، بالوانها. بدقة تفاصيلها لكنها ما زالتْ لم تكتمل..سألتْ هيلين..كارين..متى تكتمل اللوحة ..؟لا ادري..قالتْ:اريدها..لي ..هدية منه..لتعانق ذكراها هذه الايام الجميلة التي عشناها معه..بترتْ حديثها كارين قائلة:.لنعود الى السباحة..حثثنَ الخطى الى الساحل .وقبل ان ينزلنَ في الماء.. هاج البحر، هاجمتْ امواجه اليابسة..فاختفين تحت وطأتها..داهمتْ سمعي اصوات السواح المتعالية المرتبكة وهم يهربون من الامواج الغازية لليابسة ..رميتُ ما بيدي مسرعا نحو الساحل ، كانت الامواج تتدفق بعلوها ، ارادتْ ان تغيبي لكنني ركبتُ موجة الهرب مبتعدا عنها .لكن قلبي متعلق بكارين وصديقتيها

.القتْ الريح هدوءها على البحر .عادت  الامواج الى  السكون ..ارتبك السواح و هرعوا لمعرفة الضرر الذي لحق بالسواح. وهرعت فرق الانقاذ..وتعالى العويل والبكاء بين السائحات على الذين غيبتهم الامواج..أما انا فاخذتُ ابحثُ عن صديقاتي وخاصة كارين التي تعلق بها قلبي..لم اجدهنَّ..اصابني الهلع وتكدرتْ روحي وانا اجول  بعينيَ البحر.انتشلتْ زوارق الانقاذ الغرقى من السواح ، بعضهم فارق الحياة والبعض الاخر، مختنقا فيه رمق الحـــــــياة .كانت الاجــساد طافية فوق سطح الماء .  وغبنَ الثلاث تحتَ وطأة الامواج العاتية..اما أنا فقدتُ اعصابي ، انهارتْ قواي لغيابهنَّ .وخاصة كارين التي كانت صديقة حميمة لي ، فظلتْ لها بصمة في حياتي .وظلت لوحتي لم تكتملْ بسببها.لان الحدث اثرَّ في نفسي وترك عندي حالة مرضية نفسية..مرتبطة بتذكر الحدث المؤلم…وكلما حاولتُ ان اكمل لوحتي تظهر صورة .كارين .امامي.فترتجفُ الفرشاة وتتسمر بين اناملي…وظلت اللوحة تعانقُ بدايتها بعيدة كل البعد عن اللمسات الاخيرة.تلوّح للرائي بانها ناقصة الفكرة، وباتتْ   حدث  في تلافيف  الذاكرة ..