كاتيوشا.. على البيت الأبيض –  كاظم المقدادي

كاتيوشا.. على البيت الأبيض –  كاظم المقدادي

شخصيا .. لا انتظر نتيجة ملموسة ، من زيارة السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظــمي للبيت الابــــيض ..لانه غير قادر على تغيير سياسة امريكا في العراق .. فامريكا تريد ان يظـــــــل العراق ضعيفا ومــــهانا ، وفي حالة شلل تام .

السيد الكاظمي لم يوفر لنفسه مؤهلات ، ولاحتى مؤشرات ، كي يكون رجل دولة ، او رجل مرحلة ومهمات ، الا من باب ( انما الاعمال بالنيات ) فهو الان في تراجع مستمر ، وفي تناقض مستعر .. فحكومة الافعال التي وعدنا بها ، لم تبتعد كثيرا عن حكومة الاقوال .. فكثرت في  حكمه الاغتيالات ، وزادت في وجوده  معدلات اطلاق الكاتيوشا ، وكانها العابا نارية ، على الرغم من التحذير المستمر ، من الاجهزة الرسمية .

 ولم يستطع السيد الكاظمي .. ضبط ايقاع  الاوضاع الامنية ، ولم يقبض على الذين يهددونه يوميا ، حتى خرج عليه ، من يتحداه ، وهو  في عقر داره ، وظهر ضعيفا في اكثر مواقفه ، وباتت تحذيراته موضع تندر ، وظهوره تستر ، و باتت اللادولة ،  تتحكم  بمصير ومستقبل الدولة ، وتقود الناس والمجتمع الى طريق الفوضى .

ثم من قال لكم  ياسيدي .. ان الحل ياتينا من الادارة الامريكية ، بفرعيها (الديمقراطي .. والجمهوري ) و اصحاب الفيل ، غير صادقين معنا ، واصحاب الحمار  يناورون بنا ..

فلا نحن قادرون على احتواء غضب الفيل ، ولانحن قادرون على رد رفسة الحمار .. وهل نسيت ان امريكا ، اكلتنا ، وشربتنا ، وخربت بيوتنا ..ثم سلمتنا  لايران هدية  ، لنكون لقمة سائغة ، وحديقة خلفية ، وشوارع منسية .. لتفريخ الميلشيات والعصابات الشقية .

امريكا هي التي اسقطت دولتنا ، وشردت  علماءنا  ، ودمرت مستقبل شبابنا ، والغريب .. مازال هناك من يعتقد ان امريكا ، يمكن لها ان تساعدنا ، ويمكن لها  ان تعيد امننا.. وهي التي دمرت الطريق ، وجعلتنا نمشي كحيوان البطريق ( مشي بطيء ، وضياع في الطريق ) .

امريكا اليوم ..لاتجيد غير معزوفة ( الخطر الايراني ) واسطوانة الخطر الداعشي .. وبقية اغاني الاصفهاني .

يا سيدي الرئيس .. على اي امل انت ذاهب ، وعلى اي موج انت راكب .. فالبيت  الابيض ، لم يعد ابيضا .. بعد ان ادخل اللون الاسود في كل بيوتنا ، وغرسه في  قلوبنا ، فصار العنف عادة ، والقتل هواية ، والاغتيال غواية .

قلت .. وقبيل مغادرتك ارض السواد…ان العراق بحاجة الى امريكا لمقاتلة داعش .. ونسيت ان هيلاري  زوجة كلنتون ، اعترفت وبعظمة لسانها.. ان حزبها الديمقراطي هو الذي صنع  داعش .. فكيف تطلب ممن صنع الارهليين في بلادنا ، ان يقاتلوا بصدق معك  ، من دون اجندات ، ومن دون  حسابات ، و تعويضات .

هروب امريكا من العراق هو الذي شجع ايران ، وغير ايران على التدخل ، والهيمنة ، وبسط النفوذ ،  فصرنا ( حائط نصيص ) الكل بقفز ويتخطاه ، والكل لايخشاه ،  ولا حساب ، ولا عقاب  ، فهذه تركيا ، تتجاوز الحدود و تضرب ، وتقتل من تشاء في شمال العراق ، وهذه  السعودية ، تدير ظهرها  عن استقبالك تعذرا  ونفاق ، حتى تدنت  صورة العراق في زمنك القصير ، لادنى المستويات ، وصرنا نخشى من سحب الاعتراف بنا ، كدولة ذات سيادة ، وذات مكانة . ولاتقل لنا.. ان حكومتي جديدة العهد، وفاقدة العلاقات والود .. فالذي يبدأ ضعيفا ، ينتهي ضعيفا .

كتبت مرة.. ( عندي امل) ويبدو  اني تاملت سرابا  ، وتوسطت ضبابا  .. فالامل قد خــــاب ، والوطن قد ذاب ، بعد ان افتقــــــرنا  في علم السياسة ..من هم ، من اولي الالباب.. فلا  حل ، ولارجاء ،  ولا امل الا بهؤلاء الشباب ،  محتجين ، ومعتصمين ، اقوياء ، اوفياء ، شهودا  وشهداء ، فالمرء يا سيادة الرئيس .. لا  يموت مرتين .. و النعش لا يتسع  لشخصين

مشاركة