قل ياعبادي
يقول تعالى آمراً عباده المؤمنين بالأستمرارعلى طاعته وتقواه (قل ياعبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة وارض الله واسعة انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب) اي لمن احسن العمل في هذه الدنيا حسنة في دنياهم وآخرهم وقوله (وارض الله واسعة) قال مجاهد : فهاجروا فيها وجاهدوا واعتزلوا الاوثان ,وقال شريك عن منصور عن العطاء في قوله تبارك وتعالى (وارض الله واسعة) قال: اذا دعيتم الى معصية فاهربوا ثم قرأ(ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها ) والسيد العبادي هرب أيضا من النظام السابق خوفاً من بطشه له ورفاقه لانه كان يحلم بعراق ديمقراطي تعددي اتحادي فدرالي واستلم زمام السلطة بعد مخاض عسير بعد الانتحابات البرلمانية الاخيرة ومنح البرلمان الثقة لتشكيلته الوزارية التي قال عنها انها(تكنوقراط) وقد تبنى السيد العبادي حزمة الاصلاح الاداري والمالي بعد خروج تظاهرات في محافظات عده بما فيها العاصمة مندده بالاوضاع المزريه منذ دخول القوات الاحتلال وقد سمعنا أن الرجل اتنقل الى المرحله الثالثة من حزم الاصلاح علماً أن الحزمتين السابقتين لم يفهم شيئاً منها الشعب فالعباد في واد والعبادي في وادٍ آخر وتتضمن الحزمة الثالثة تغيراً وزارياً جزئياً للنهوض بواقع البلاد المأساوي على حد وصفه ونسمع مراراً عبر وساائل الاعلام بان هيئة النزاهه احالت العديد من الفاسدين الى القضاء الذي وصفه شيخ الاعلامين الوصف الدقيق وماعدت استشهد بأقواله لان ذكره ربما يثير البعض وبالتالي لايأخذ المقال طريقه الى المطبعة ان اربعة من هؤلاء المسؤولين الكبار تمت حالتهم الى القضاء بتهمة (التكسب غير المشروع وتضخم الثروة) إلا ان القضاء رد الدعوى لعدم كفاية الادلة علماً ان احدهم غادر البلاد منذ العام الماضي وهو يقيم الان في الولايات المتحده الامريكية وبالتالي لا قيمة للحكم او ماصدر بحقه؟ (ونسمع طيلة الاعوام من السادة المسؤولين عن رغبتهم الصادقة في نباء دولة الموئسسات لكن الذي رأيناه هو نباء دولة المليشيات ؟ وقد قرأت قبل بضعة ايام في منطقه باب المعظم لافتة خط عليها (نطالب الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة )ومكتوب تحتها منطقة الاعظمية الحزب الشيوعي العراقي ألا يقترض في هذه الاحزاب علمانية كانت او دينية وتدعى عراقتها وتاريخها السياسي الطويل ان هناك فيها من يتابع تلك الشعارات قبل وضعها على جداران كي لاتكون مدعاة للسخرية والتمدر من قبل المواطن الحصيف الذي يقرأ الاحداث بوعي وان كانوا قلة بل والغريب ان اغلب مسؤولي البلاد مثل رئيس السلطة التشريعية وقادة احزاب يطالبون بذات المطلب والسوال ماهو تعريف الدولة القانوني وهل ينطبق على بلاد اليوم؟ تعريف الدولة (كيان سياسي قانوني يتولى مهمة ادارة شؤون الافراد الذين يسكنون ويعيشون ويمارسون نشاطهم بصفقة دائمة على اقاليم جغرافي محدد) اما تعريف المفهوم الوظيفي للدولة: عبارة عن مؤسسة وظيفية تقدم قضيتين اساسيتين وهي ببساطة الامة والمعيشة والواقع على الارض ان كليهما مفقود فحديث المسؤولين عن الدولة والسيادة كحديث (السارق عن الأمانة والبغي عن الشرف). واستعراض على عجالة ماورد في وثيقة تشكيل الحكومة الحالية نصت الفقره ثالثاً: حصر السلاح بيد الدولة وحضر تشكيل مسلح خارج سيطرة الدولة حسب ما نصت عليه المادة(9) أولاً ب:يحظر تكوين مليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة وقد وردت عبارة الدولة مرتان فأين هي الدولة انما يحدث الان لاينطبق علية وصف الدولة بأي حال وفي خطاب القاه رئيس الحكومة قبل ايام عن التغير الوزاري الجزئي المرتقب ومما جاء فيه هو ان يكون السلاح بيد القوات المسلحة من اجل الحفاظ على هيبة الدولة واين هي هذه الهيبة عندما تعجز الحكومة عن ردع المليشيات او ايقاف جرائمها المستمرة دون هوادة ولم نسمع عن احالة احد للقضاء بتهمة ارتكاب جرائم التطهير العرقي أو جرائم الديموغرافي عبر التهيجير الممنهج واين هي هذه الهيبة عندما تعجز الحكومة عن استرداد دولار واحد من اموال الشعب المنهوبه الى خارج البلد واين هذه الهيبة عن عجز الحكومة عن تهريب البترول العراق من قبل مافيات مرتبطة بالاحزاب الحاكمة وقد اقرت وزارة النفط بذلك بينما تصدع رؤوسنا عن تهريب النفط من قبل داعش الى تركيا للحصول على الاموال من اجل ديمومة البقاء واين هذه هيبة عن تفكيك المعدات مصفاه بيجي التي هي اكبر مصفة في الشرق الاوسط من قبل مليشيات متنفذه وبيعها عبر مزادات في مناطق عدة من العاصمه وامام انظار الجهات المسؤولة ونقل معدات مهمة منه الى دولة مجاورة تدعي على الدوام حرصها على وحدة واستقراره وسلامة اراضيه وثرواته مما يؤدي الى استحالة عودته للعمل المجدداً من اجل الاستغناء عن منتسبيه لاحقاً والذين يقدر عددهم بحدود سبعة الاف منتسب واغلبهم ينتمون الى محافظات بعينها واقول أخيراُ انتم ايها السادة مثال سيء بامتياز ولكن ليس اسوأ من مثال اخر في لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية قد فاق كل تطور والحديث بقية.
ناطق العزاوي- بغداد