قصص قصيرة
محمد عذاب
الجنة خلقت الامطار
احتضنت المدفئة خلف نافذة غرفتها بعد أن ازاحــــــــــت الستـــــــــارة جــــــانبا ، والقت نــــــــــظرة من خلال الزجاج ، فشـــــــــــاهدته كعادته ، واقفـــــا غير مكترث بالمطر المنهر بغزارة على جســــــــده الناحــــــــل .
كان هو الاخر متسمرا يلقي بنظره الى الشباك لكنه لم يتبنهـــــــــــا بسبب الظلام الذي اغرق غرفـــــتها ، وتشــــــابك شـــــــــــظايا المطر .
تنفست بحــــــــسرة ، وإشفاق ، وكلمت نفسها : – ياله من مسكين مشاكس !.
كان كمنَ يشتبك مع المطر، والخيبة ، وبعد ان ركبة اليأس جراء فشل كل محاولاته لمشاهدتها . سحب اقدامه بتثاقل ، واحنى رأسه ، وَدَسّ يديه بجيوب ، معطفه العتيق وارسل الى الشباك آه مرةٍ ، واقفل راجعا وهو يتمتم :
– الفقراء لايرون الجنة
الكابــوس
استيقظ فزعاً ، وجبينه يتصبب عرقاً وهو يتلفت ويتفحص من حولة :
– آه انه الكابوس ذاته الذي يراودني كل حين نهـــــــــــض وبتثـــــــاقل توجه الى الحمام وسكـــــــــــــــب الماء على رأسه وعاوده السؤال نفسة الذي لم يلق له اجابة :
– الى متى سيبقى شبحها يرعبني ؟ . . أمن العدل خون العهود وعدم الوفاء لمَ قلت لها سأتزوج بها ؟.
وأخذ يفرك يدية والحسرة تعتصره :
– آه لو عادت الايام كرة اخرى ، فسوف لا ارتكب تلك الخطيئة ، لكن هيئات . . إن الماضي لم يعيد نفسة .
فأبدل ملابسه وحزم امره وقرر الذهاب الى زيارة قبرها .
إنهُ أحد غيره
وهي تلتهم بأقدامها قارعة الممر الطويل ، الذي يفصل بين الردهات كانت عيناها تعيد قراءة اسم المريض الذي أدخل الردهة ، رقم (4) لغرض سحب عيّنةٍ من دمهِ ، لتحليلها في المختبر .
وكلما اقتربت من الردهة ازدادَ خوفها وقلقها ، مدت يدها وفتحت الباب ، فأحدث صريراً زاد في دقات قلبـــها ، المتسارعة أصلاً .
ضوء الردهة الخافت اخفى معالم وجه المريض ، فلم تتمكن من تمييزه.
اقتربت من سريره أكثر ، وبارتباك تفحصت معالم وجهه ، كان قـــــــــــــــــابها يعلو ويسفل . . وكمن اسقط في يديه ، تأوهت بحسرة:
– إنه ليس زميلي في الجامعة . . انه أحد غيره
كان في الواقع مجرد تشابه في الاسماء



















