قصص قصيرة
عيسى عبد الملك
عظمة
انزوى فرحاً غير مصدق، لقد خطف عظمة،عظمة فيها بقايا لحم لم يأت عليه ضيوف الحفلة الصاخبة. هدأ خوفه، أمِن الطلب. لم يعد يلهث. أثنى قائمتيه الأمامية.اندلق لسانه وسال لعابه. ليتهم يولمون كل يوم وليمة، تمنى لكنه فوجيء بما لم يكن في الحسبان.انقض عليه كلب الجيران. قرر الدفاع،لن يعطي العظمة، فالعظمة رزق ساقه الله، وكانت معركة..أثخنته الجراح.راح ينزف لكنه يقاوم. قرر أن يموت. دب اليأس في قلب كلب الجيران فاختار الهرب وخوف أن يعود طارده حتى جدار الجيران. عاد منتشياً يلحس جراحه . وقف. أذهلته المفاجأة.راح يعوي . لم يجد عظمته. كانت بين قوائم كلب رابض عند عتبة جار آخر. كلب ضخم متحفز للعراك…
موسم البطيخ
البيئة.، ثلاثون مليون لغم في العراق، يعني لكل فرد لغم.لم يغبنوا أحدا،علّق على التقرير ساخرا.طوى الجريدة وراح يرشف الشاي من كوب أمامه. كانت تنظر إليه. أبهِ لوثة أم أن ألألغام فعلًاً تقلقه؟.نظرت ساقه المبتورة،عذرته. ناولته عكازه وهمت بالقيام ولما لم يعترض تركته.تسللت خلسة. من مخزن قريب مهجور أخذت مسحاة..تبعها. هو الآن يستطيع أن يحمل المسحاة، أن يحفر.ابتسمت.عوّذته بسيل من الآيات .قريبا سيحمل عبء أبيه. سارا.المزرعة لم تعد بعيدة. دخلا بحذر.لنبتعد عن بعضنا، لا نحفر في مكان واحد.هو في الداخل افتقدها.هل فعلتها ؟ ذهبت إلى حقل ألغام، حقل موت كان يوماً مزرعة ؟.والله فعلتها المجنونة، منذ أيام تتحدث عن موسم البطيخ وفرحة الصائم عند الإفطار على بطيخ مبرد.شيء في الأعماق راح يعوي كصفارة الإنذار اللعينة. ثمان سنين دوّت. ثم استوطنت هنا، فّرّخت صفارات إسعاف وأطرافاً مبتورة. مئات المئات تجوب الشوارع. أبعد الأفكار عنه.عاد إلى الجريدة،جنازة للكهرباء. سيارات مصفحة للنواب ، مدن تستنجد من غزو المزابل. نسب الطلاق ترتفع.أفعى سيد دخيل تستوطن مضاجع الفلاحين. انتقل إلى حقل الفضائح. أزكمته الرائحة فأغلق الجريدة. في الخارج دوى صوت. تبعه آخر. صوت غول يعرفه.لا.لا، راح يصيح دون أن يدري.تحول الصوت إلى عويل.
.ـــ ولكن كيف حدث هذا،عزيزي المواطن سين ؟.نظر في وجه المسئول وفي وجوه رجال ملثمين حوله وقال كالمعتوه ولكن كم لغما بقي أيها السادة ؟ أريد أن أعرف….
المحماس…
هل أنت من البصرة أم ميسان ؟ سأله مقدم البرنامج على الهواء. أطرق قليلا،رفع رأسه وقال في ميسان واجهت الحياة فأطلقت أول صرخة وفيها
تحديت عنفوان الشط صغيرا وتعلمت السباحة، وفي ميسان طفلا اصطدت أكبر شبوط بصنارة. في ميسان تعلمت كيف أمسك القلم ورسمت على السبورة دارا من قصب. في البصرة صارت الدار دورا من طين. في البصرة عرفت أن هناك عالماً أوسع من ميسان والبصرة والعراق حتى، وأن أناساً يُقلبون مثلنا بنفس المحماس كالقهوة،.صارت لي عيون مركبة ولما تحدثت عن المحماس سجنت وصرت.أعوِلَ.حتى الآن..
/6/2012 Issue 4223 – Date 11 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4223 التاريخ 11»6»2012
AZP09