قصة قصيرة –
(1) للنصيب كلمة
(هيا يا صغيرتي عليكِ أن تنامي الآن و سأقص عليكِ اليوم قصة (فلة والاقزام السبعة) بدأ محمد يحكي لها حكاية فلة والأقزام السبعة سألته نور قائلة : – لماذا فلة والأقزام السبعة الم تقصص لي قصة السندريلا أجابها : – لأنني أريدك بعد أن نتزوج أن تنجبي لي سبعة أطفال حينها صاحت نور : – سبعة أطفال يا محمد! ولكن كثير هذا العدد.
كيف لي أن انجب لك سبعة أطفال سألها : – كم طفل تريدين أن تنجبي لي إذن قالت : – أريد طفلين فقط بنت و ولد أظنهم كفاية فقال لها : – ستبقى ابنتنا وحيده لا شقيقة لها وابننا كذلك أتظنين أن ذلك سيكون منصفاً؟ فقالت : – سننجب أربعة أطفال فقط ابنتين و ولدين ولا تقل لي أربعة قليل! من أين سناتي بالمال؛ كي نعيل كل هؤلاء فأنا لا زلت طالبة في الصف السادس الإعدادي وأنت طالب في المرحلة الرابعة في الجامعة أي كلانا لم نتخرج بعد؛ كي نجد عمل حتى نتمكن من تأسيس عائلة وإعالة أربعة أطفال ثم سألته قائلة : – ما بك يا محمد اشعر أنك بالكاد تتحدث معي؟ أجابها : – لا أعرف يبدو أن معي التهاب حاد في اللثة انتشر في منطقة الفك لقد استيقظت اليوم صباحا كانت جهة كاملة من وجهي متورمة وتؤلمني ذهبت إلى الصيدلي أعطاني بعض المسكنات التي سكنت لي الألم كما خف الورم قليلاً فقالت : – الم تذهب إلى الطبيب؟ يجب أن تذهب إلى الطبيب يا محمد لا تستهن بالأمر أجابها : – لا أظن الأمر يستدعي لذلك فقد أعطاني الصيدلي علاج والآن أفضل من الصباح ثم عاود يحكي لها حكاية فلة والأقزام السبعة حتى نامت فأغلق الهاتف ونام هو الأخر… . استيقظت نور في صباح اليوم التالي باكراً ؛ كي تذهب إلى المدرسة اجتمعت على مائدة الإفطار مع والديها وشقيقها علي كانت حينها قد بدأت والدتها الحديث مع علي وكان الموضوع يدور حول رشا خطيبة علي التي تعثرت وسقطت على الأرض مما أدى إلى حدوث فطر في أحدى فقرات ظهرها والتي تخضع للعلاج الفيزيائي وكانت والدة علي ترفض إتمام الزواج وتصر على فسخ الخطوبة عندما حضرت نور إلى المائدة كان علي صامت بينما كانت والدته تقنعه أن رشا لم تعد تصلح أن تكون زوجة لأحد بعد اليوم؛ لأنها صارت عاجزة ولا يمكنها القيام بالأعمال المنزلية ( انظر إلي يا بني ولا تشح بوجهك عني كيف بإمكان فتاة مصابة بفطر في احدى فقراتها والطبيب منعها من حمل أو سحب أي شيء ثقيل أن تقوم بتدبير كل هذه الأعمال المنزلية من غسل وتنظيف وطبخ وغيرها من الأعمال كيف ستعتني بك وستنجب لك أطفالاً وهي لا تتمكن من حمل شيء ثقيل قل لي كيف؟ حينها ردت نور عليها بعد أن القت على الجميع التحية الصباحية وجلست إلى المائدة الإفطار: – هو سيساعدها!
وابتسمت بينما هي تنظر إلى علي وكأنها توجه حديثها إليه وأردفت قائلة وهي تدير نظراتها إلى والدتها:- ثم أنها لا زالت تتعالج وغداً ستتحسن حالتها وتصبح افضل من الآن وتتمكن من القيام بكل هذه الأعمال التي ذكرتها بينما بقي علي صامتاً فردت عليها والدتها : – حتى لو تحسنت لن تعود كما كانت سابقاً لا يمكنها وأضافت – فكروا بي أنا.. .
لقد تعبت كثيراً.. . إلى متى سأبقى وحدي أدبر كل أعمال المنزل؟ .. إلى متى؟ وأنت غداً ستأدين امتحاناتك النهائية وستنالين الشهادة الإعدادية وتتزوجين وتتركيني وحيدة ورشا لا يمكنها أن تقوم بكل هذه الأعمال قالت نور حينها – علي سيساعدك أنت ورشا وسيحضر لكما خادمة! وأضافت – أرجوكِ يا أمي كفي عنه ونظرت إلى علي مرة أخرى موجهه حديثها إليه عله يقول شيئاً وهي تقول – لا يمكنه.. . أنا اعرف أخي جيداً إلى إي حد هو متيم برشا ولا يمكنه أن يتركها كما اعرف إلى أي حد رشا مغرمة به؛ لذا لا تحاولي تفرقتهم نظر علي إلى أخته نور نظرة المستنجد كمن يستنجد بها وهي تواصل حديثها ترجو أقناع والدتها ؛ كي تكف عن محاولاتها في أقناعه بفسخ الخطوبة وبعد أن أنهت حديثها نهضت وطلبت من علي أن يوصلها في طريقه إلى المدرسة ودعا والديهما على المائدة وذهبا معاً استغلت نور وجودها مع شقيقها لوحدهما وبدأت الحديث معه بعد أن أبدت استغرابها من موقفه حيال خطيبته رشا وذكرته بكم حبه لها كما وذكرته بنفسه عندما ضل يرقص حتى الصباح في حفلة خطوبته؛ لأنهم ما تمكنوا من إقناع والدها؛ كي يوافق على زواجه منها والذي كان رافضاً لفكرة زواج ابنته من علي بحجة أن لا عمل لديه وشرط أن لا يتم الزواج إلا بعد أن يتخرجا من الجامعة ويجد علي عمل كانت نور تتكلم بينما كان علي صامت حتى سألته نور – ما بك يا أخي؟ الم تعد تحببها؟! أجابها : – كيف لك أن تقولي ذلك؟ وأنت تعلمين جيداً كم احبها فقالت : – لكن لما لم تحارب من أجل حبك؟ لما تواجه بالصمت ؟ فقال لها – من تريدينني أن أحارب؟ هل أحارب أمي؟..
فقالت له : – أنا لا أقصد أن تحاربها بمعنى الحرب ولكن قل شيء و لا تبقى صامتاً أين كلمتك رأيك ؟؟ حاول أن تقنعها انك تحبها ولا يمكنك أن تفسخ الخطوبة؛ لان لا يمكنك أن تعيش مع غيرها ؟ أليس هذا ما تشعر به؟ أنا متأكدة أن هذا ما تشعر به رشا حيالك حاول لطالما أنت تحب رشا حاول أن تحمي حبك يا أخي ولا تستسلم بسهولة وأنا لا أرى حبكما إلا خيمة في صحراء جرداء والآن تواجه وتهب عيها الأعاصير إن لم تثبت خيمتك بالأرض وتتمسك بها جيداً ستقلعها الرياح.. . حينها أوقف علي السيارة وفتحت نور الباب ونزلت منها إلى المدرسة لوحت له بيدها مودعة ودخلت المدرسة بينما واصل هو سيره إلى منزل خطيبته رشا كي يطمئن عليها ثم يذهب إلى دوامه في الجامعة..
ايمان نجاح – بغداد