قصائد

قصائد

 

صلاح صباح محمود

 

 

بقايا وطن

 

حقائبٌ تبكي في مقبرة المطارات

 

جميع المسافرين هم بقايا وطن

 

بقايا فُتاتٌ تساقطَ من فم العصافير

 

جميع المسافرين هم آياتٌ من سورة الفاتحة

 

مدينتي أنثى

 

يستوطنُ صدرها قبرين

 

كلما قّبلتها

 

تناثرت على خَصرها رفاتُ القصائد التي كتبتها أنا

 

قبلَ أن أشنَق بخيوط العنكبوت

 

الفقرُ رجلاً وسيماً

 

تزَوَجَتهُ جميع النساء

 

أنجبوا رغيفَ خُبزٍ يأكلونهُ بنصفِ فم

 

ونصفه ألاخر في جيوبهم سيخبرونَ بهِ اللهَ بكلِ شيء

 

أيها المسافرونَ الى عواصم النواح

 

لوّحوا بدِمعكم الى نخيلِنا

 

أجعلوا من صوت البكاءِ ترانيمَ كنائس

 

عانقوا الصداع

 

ضاجعوا الذكريات

 

طيروا الى السماء كما الحمامةِ التي قطّعوا أرجُلَها

 

فصارت لاتقوى أن تحملَ رسائل الغرام

 

البسوا كساءَ الكعبةِ السوداء

 

أقيموا العزاءَ على السحابةِ التي غسلت ظفائرَ ضمائِرهم

 

تيمموا بألآه

 

وصلوا صلاة الغائبِ على الوطن

 

 

من أكون

 

 

يجلسُ الكرسيُّ عليّا

 

ويقرأُ خطوطَ يدي كتابي القديم

 

أسافرُ في زوايا غرفتي

 

حينَ أصيرُ دخاناً لسيجارتي

 

يُعلِّقُ الحائطُ على ظهري صورَ دبابةٍ يقودُها ضفدعٌ غربي

 

أتركُ في فمي ملعقةَ سُكّر

 

يشربني الفنجان ويتقهقهُ من مرارةَ فمي

 

أغضبُ وأغرسُ رأسي في سندانة الزهرِ كنعامةٍ خائفة

 

 يُقيدني طائرُ الببغاء ويضعني في سجنهِ الخشبي ويضحك

 

أتُرى ماذا حَدَث..؟؟

 

أثاثُ بيتي تمردَّ عليّا..!!

 

قلتُ في نفسي لما لا أخلدُ الى النوم

 

وحينَ دخلتُ غرفتي وجدتُ وسادتي قد ضاجعَت شرشفي

 

من أنا ..؟؟

 

ماذا حدث ..؟؟

 

تذكرتُ أنني متُ قديماً

 

وما أنا الا هنا أطلالُ بيت