قصائد لأم الربيعين

hassan-nawab

كلام مسموع

حسن النواب

1

الظلاميون ثقبوا قلبهُ

وملأوا فمه بالرصاصْ

لكنَّ قصيدته

مازالت تتنفس في جيبهِ

تُرى أي جندي غيورْ

سيدفنُ جثة الشاعر

ويقرأ قصيدته للناس ؟

2

لا تظنوا في مهاجرنا البعيدة

لا نراكم

نحنُ معكم ..

هناك عند مشارف الموصل

نشدُّ من أزركم

ونمسح الغبار عن وجوهكم

ونبلسم جرحكم بقصائد من رماد

ونذرف دمعة بالخفاء

حتى يضيء دمنا معكم

ايها الجنود البواسل .

3

وأنت تضع رأسك

على وسادة الريش

تذكر ان هناك جنوداً

يتوسدون التراب

عند مشارف الموصل .

4

الحرب بالنسبة للجندي

تشبه يتيم الأم

الذي وجد نفسه مرغما

أن يدافع عن حياته بضراوة

امام وحشية وقسوة زوجة الأب .

5

لكثرة ما خضنا من حروب

أحلامنا ترمّلتْ

وصار طعامنا

الرصاص !

6

كثيراً ..

ما يثمل الجنود بالنصر

وبلقاء الأهل

أكثر من الخمرة

حدث هذا معي مراراً .

7

في المعارك

الجنود ينزفون دمهم

ويقاتلون حتى آخر رمق

بينما الرئيس

يقرأ بيان النصر .

8

الجندي الذي أزال الغبار

عن صورة المسيح

قبّلَّ جبينه ..

الصليبْ .

9

آثار خطاهم

تحوّلت الى أعشاش حمَام ٍ

وهم يتقدّمونَ لتحرير الموصل .

10

صدحتْ انشودة موطني

بفضاءاتِ قلبِ هذا الجندي

حين بدأ جرحهُ ينزفْ .

11

في معاركنا الدامية

مع ايران

وحرب الخليج الثانية

ظهر جنود شجعان

في المواقف الحرجة

كنّا نظنهم مجرد مساكين !

12

الشمس مشرقة

لكن ثياب زوجها

على حبل الغسيل

مازالت تقطرُ ..

منذ يومين !

لم تعرفْ زوجته ..

ان ثيابه كانت تبكي على زوجها

الذي استشهد في المعركة .

13

رقص القاتلُ مبتهجاً

لمّا أصابَ الهدفْ

بينما الطلقة

حين سكنت قلب الضحية

ظلّتْ تنوحْ !

14

حملوا جثتهُ

وتركوا خوذته المثقوبة

في العراءْ

حينَ جنَّ الليلُ

حطّتْ عليها

حمامةٌ تائهةْ .

15

قبل ان تذهب الى المعركة

إغرس فسيلةَ نخلٍ

أمام منزلك .

16

قبل ان ترتدي ثياب الحداد

إسمع الأغنية

التي كان يحبها الشهيد .

17

كلّما كتب الشاعر

قصيدة جميلة

تفاقم حسد الشعراء

وكلما تقدّم الجندي خطوة

لتحرير الموصل

تكالب الحقد على العراقْ .

18

هل عرفتم لماذا

لوحات راكان دبدوب

ملأى بنهود مذبوحة

وثغور دامية

وأفراس بأطراف مقطوعة

وثقوبْ سودْ ؟

19

صعقوا الدواعش حين شاهدوا

منارة الحدباء

تنحني أكثر

حتى أصبحتْ مدفعاً

يطلق القذائف

على أوكارهم النتنة .

20

في الربيع القادم

ستكون نزهة العراقيين

في غابات الحدباءْ

تذكّروا ذلك .

مشاركة