قبل أن يكتمل كومبارس الدمبكجية

توقيع

فاتح عبدالسلام
هجمت قبل أيام مصورة صحافية مجرية على اللاجئين كما لم تفعل شرطة بلادها المتشددة على الحدود، وركلت أمرأة ورجلاً يحمل طفلاً وهم في طريق الخلاص من بقاع الموت الى ساحل الأمان.
هنا تعود المسألة الملحة حول نزاهة الصحفي في التعامل مع الخبر ونقل الحدث ولكن أتعس أنواع الإخلال بالنزاهة ليس تغيير حيثيات الوقائع وطمس بعض الحقائق لصالح أكاذيب وفبركات ،وإنما حين يصبح الصحفي في ساحة الحدث لاعباً وطرفاً في الصراع .
فما عساه أن ينقل الى الناس ؟ أينقل موقفه الشخصي من ذلك الحدث الذي يهم خمسين او سبعين مليون انسان ؟. أية سخافة ستكون عندئذ؟
دائماً هناك اختراق لمهنة الصحافة الحرة ليس في الشرق الأوسط الرازح تحت سطوة وزارات الاعلام والرقابات الأمنية ولكن في بعض الدول التي تنتسب الى أوربا المتحررة شكلاً لا فعلاً وسلوكاً.
ربما لا تدري هذه المصورة الصحافية الحاقدة على اللاجئين السوريين ومن معهم من العراقيين المتعبين والجائعين والخائفين والمفلسين بعد ركوبهم أمواج البحار المخيفة، أن المجريين أنفسهم يكدون ليل نهار من أجل الحصول على فرصة الهجرة الى بلد راق مثل بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا ،لكن الفرق الوحيد هو أن تلك الهجرة المجرية مرحب بها لأنها تتم من بلد منتسب للإتحاد الأوربي وتمرّ في سياقات قانونية معترف بها وفي ظروف مريحة وعادية.
لكنها تبقى هجرة،للخلاص من الوضع الاقتصادي في بلد نخرته الشيوعية يوماً وتركته تائها يبحث عن هويته الاوربية من دون أن يجدها بوضوح حتى الأن.
في الجانب الآخر كان هناك صحافيون أحرار نقلوا صورة تلك الصحافية المجرية وهي ترتكب فعلها العدائي المشين ليقولوا أن المارقين على المهنة الحرة لن ينجو من عيون نقل الحقائق . وكان رد التلفزيون المجري الخاص الذي تعمل لديه تلك المصورة أن طردها من العمل .
غير أن ذلك لا يكفي ويجب أن تكون السلوكيات المنحازة للإعلاميين موضع بحث في المعاهد الدراسية ومراكز الدراسات الصحافية، لأن تنقية مهنة الصحافة أمر ضروري قبل أن يكتمل كومبارس الدمبكجية في التسيّد على سدة قيادة المؤسسات الإعلامية ،سيما في الدول العربية التي تبحث حكوماتها عن دقّاقي الطبول والدفوف والراقصين بالجمبارات.