
قاوم بغزة والأقصى
شعر: يونس ناصر
الإمارات
عيبٌ على الرأس لا عيبٌ على الجسدِ
لا خيرَ في الرأس إن أضحى بلا رشَدِ
والعارُ في الصمتِ عن ذبحٍ ومحرقة
والذلّ في النفسِ أن ترضى بجورِ رَدِي
لقد عتبتَ ولكن دونَ مستمعٍ
الكلّ موتى فلا تعتبْ على أحدِ
فلا الرجالُ رجالٌ إن صرختَ بهمْ
ولا السيوفُ سيوفٌ والضمير صَدِي
لم يبقَ غيرُك في الساحات فارسها
أنت المخلـّد والباقون كالزبدِ
وصبرُ أمّك موصولٌ بعزّتها
حتى تساوتْ مع الخنساء في الجَلدِ
يا حسبُها الله في ضيمٍ تغالبهُ
لم تحتملْ مثلُها أمٌّ ولمْ تلدِ
يا شاهقَ العزم يُعيي كل فلسفةٍ
أنت الحقيقة في فكري ومعتقدي
وليذهبِ الشعرُ للنيران تأكله
ما قيمةُ الشعرِ في بيتٍ بلا عمدِ
ما أرخص النفس إن صاحت مُصابـِرة
الله أكبرُ يا أهلي ويا سندي
يا أمّتي بلغ السيلُ الزبى وطغى
دوسي على جمرةِ الأحقاد واتحدي
لقد تمادى بنو صهيون وانكلبوا
ودنـّسوا حُرمتي واستهدفوا ولدي
إن يبتغوا السلمَ إذعاناً فليسَ لنا
إلا الصمود لصونِ العرض والبلدِ
إن حاصروكَ فأنت الصقر فوقهمُ
وهم بغاثٌ يلوذ القبْلُ بالجُددِ
أو قيّدوك ستبقى أنت سيّدهمْ
وهُمْ عبيدٌ وإن كانوا بلا صفدِ
وهم أرانبُ إن طالوا وإن قصروا
لا تخدعنـّك منهم كثرة العددِ
فالفأر فأرٌ وإن باهى بعدّتهِ
شتّان بين فلول الفأر والأسدِ
مدجّجون بحقد لا قرارَ له
والحقدُ كالنار إن شبّت مع الحسدِ
والحقدُ يعمي، وقد أعمى قلوبهمُ
حتى البصائر لم تسلمْ من الرّمَدِ
من قال وحدك في الميدان منكفئاً؟
هذي الجماهير فانظر أيّ مُحتشَدِ
من قال وحدك في الأهوال تزحمها
هذي دمائي وتبّاً عيشة النكدِ
وفوق زندِك زندي لن اشحّ به
وإن فعلتُ ألا شلّ الإلهُ يدي
قاومْ بكلّ جراح الأمسِ مقتحماً
قاومْ بحيفا ويافا أو ربى صفدِ
قاومْ بغزةَ والأقصى وقبّـته
وبالمناجل والأسنان والكبدِ
بالنخلِ بالكرْم بالزيتون ملتهباً
مثل الأبابيل لا تبقي على وتدِ
قاومْ بمعتصمٍ واقحمْ عِداك كما
هبّت خيول صلاح الدين بالمددِ
قاومْ بشعبك بالتاريخ أجمعِهِ
قاومْ بنا عضُداً يلتفّ بالعضُدِ
قاومْ.. وقاومْ.. وقاومْ كلّ مغتصبٍ
حتى تعيدَ بهاء القدسِ للأبدِ