إبتهال الخياط تتحدى الظروف وتتشبث بمدينة البرتقال
قاصة وكاتبة مبدعة من ديالى
خضير العزاوي
ديالى
بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها محافظة ديالى في مختلف النواحي وخاصة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق مما أثر ذلك على الحد من الطاقات المبدعة في المجالات الثقافية والأدبية والفنية حيث غادرها الكثير من الطاقات المبدعة بسبب الوضع الأمني المتدهور وبسبب الوضع الاقتصادي التي تعاني منها كما أعتكف الكثير من الكتاب والشعراء والفنانين خوفاً من الملاحقة ولكن هذا لم يمنع من أن تظهر كاتبة وقاصة مبدعة على السطح الثقافي والأدبي في ديالى وهي ( أبتهال خلف الخياط ) حيث أصدرت كتابين دفعة واحد يحمــــــــــلان الأول بعنوان ( أحداث وأنفعالات ) والثاني ( كوابيس بغداد ولياليها) ومجموعة قصص قصيرة تضمنها الكتاب وأعتزازاً بذلك الكتاب وتشجيعا لها لقد أقام لها البيت الثقافي في بعقوبة أحتفالية ثقافية على قاعته وكرمها بذلك وقد حضر الاحتفالية عدد كبير من مثقفي وأدباء ديالى ولغرض تسليط الضوء على هذه الكاتبة وأعطائها مكانتها الأدبية في المحافظة منفردة عن باقي القاصات والكاتبات أن وجدن على أنتاجها الجيد ألتقيتها في تلك الاحتفالية وكان لي معها هذا الحوار .
– كيف كانت البداية للكاتبة ؟
البداية كانت في مرحلة الدراسة الاعدادية أكمالاً لما بدأته منذ كنت طالبة في الصف الخامس الابتدائي حيث قرأت ( مولد أنسان لمكسيم غوركي ) ثم بعدها في الاعدادية قرأت الأدب الروسي منذ عام 76 – 77 .
بدأت أقرأ لنزار للشاعر نزار قباني وتأثرت بقوله .
أحترق المسرح من أركانه ولم يمت بعده الممثلون .
كما قرأت عدد كبير من قصائده الرومانسية .
عند أكمالي للدراسة الاعدادية تركت المطالعة وتفرغت للدراسة الجامعية ثم بدأت الحرب الايرانية العراقية والتي دامت ثمان سنوات أعطى العراق فيها الكثير . أكملت الكلية وتخرجت من فرع الاحصاء من كلية الإدارة والاقتصاد وبعد وفاة والدتي التي كنت مكرسة حياتي لخدمتها وكل جهودي قدمتها لها حتى وفاتها طيلة تلك الفترة لم أستطع الكتابة بعدها بدأت أقرأ قصائد نزار قباني بشغف كبير وقصائد بدر شاكر السياب ثم كنت أطلع على ما ينشر في الصفحات الأدبية في الصحف والفيسبوك وثم بدأت أقرأ ( لأحمد مطر ) وبذلك تكون لي عدد من الأصدقاء في المجال الأدبي أطلع على صفحاتهم في الفيسبوك وأرد عليهم .
تأثرت جداً بمعاناة بلدي من جراء الاحتلال الأمريكي والانفلات الأمني وفقدان القانون وما يجري من قتل وتهجير وتأجيج طائفي .
كتبت أول قصة بعنوان ( مقتل مرزوق ) وهي تمثل قصة شقيقي وكتبت قصائد كثيرة تعبر عن معاناتي ومعاناة أبناء شعبي .
– ما هو أول نتاج لكي تم نشره؟
أول قصة لي بعنـــــوان ( وعي مســـــمار) نشرت في جريدة ديالى والثانية ( خذ الحكمة من أفواه المجانين ) نشرت أيضاً في جريدة ديالى .
– رأيك في الحركة الأدبية والثقافية في ديالى ؟
تعاني محافظة ديالى من أنكماش وضمور في عالم الأدب والثقافة وخاصة من جانب العنصر النسوي وحتى بقية المثقفين الذين لم يقدموا أنتاجا جديدا منذ عدة سنين وفقدان التواصل بين المثقفين والأدباء وعدم حضورهم للندوات والمهرجانات وكل ما يجمع الأدباء والمثقفين مما أنعكس ذلك على الحركة الأدبية والثقافية في المحافظة كما أن أهمال المسؤولين للدوائر والمؤسسات الثقافية والأدبية وعدم أهتمامهم بالجانب الثقافي و الأدبي والأدباء والكتاب مما جعل المحافظة تتراجع إلى الوراء كثيراً في هذا المجال بينما كان أتحاد الأدباء والكتاب في المحافظة والذي يضم أكثر من سبعين عضواً كان نشيطا جداً قبل الاحتلال الأمريكي في 9 / 4 / 2003 وخاصة من خلال ندواته الاسبوعية الثقافية وأصدار مجلته ( ألق ) كما تفتقر الحركة الأدبية في ديالى للعنصر النسوي وهذا مؤشر خطير للحركة الثقافية والأدبية في المحافظة كما أن الوضع الاجتماعي وضعف الامكانات وعدم رعاية وتشجيع الكتاب وخاصة من خلال المؤسسات الثقافية والأدبية للعناصر النسوي حتى تبدع في الكتابة .
– ما هي نظرتك للأديب والمثقف في ديالى ؟
أني أكن كل أحترامي وتقديري لعدد من زملائي الأدباء والمثقفين والكتاب ولكن حالياً لا يوجد لأكثريتهم نتاج وأبتعدوا كثيراً لتواصلهم الثقافي والأدبي ولأسباب معروفة وحالياً نادراً ما نجد مبدعين وبارزين ولا مواضيع تستحق الاهتمام وعدم أهتمامهم بما ينشر من مواضيع أدبية وثقافية وفقدانهم للتواصل الفكري والثقافي والأدبي بين زملائهم في المحافظة .
– هل توجد حالة أثرت في حياتك ؟
وفاة والدتي خلقت لي حالة العزلة وجعلتني أترك الكتابة لفترة وأثرت على مجرى حياتي ولذلك أني أستمتع في المطالعة والكتابة بعد وفاتها
– ما هي أهتماماتك الأدبية حالياً ؟
أقرأ حالياً موسوعة تأريخ الأديان لفراس السواح والديانات القديمة مثل البوذية وهي تؤثر في فكري كثيراً وأكتب حالياً الشعر وأدناه أحدى قصائدي بعنوان ( حيرة الخطايا ) .
حيرة الخطايا
نتسابق دون وعود منهم بالفوز
نتساقط على طرق عبدوها للموت
نتقاتل دون جدوى بلوغ النصر
نتغابى متعمدين حين يضيء العقل
هل نكتفي بسماع الكذب ؟
أم ننحني للريح ؟
أم نرسل سهاماً نحو رايات الغدر ؟
تلك المحمولة هناك
فوق رؤوس الساسة المردة
عند حدائق قصور محمية
بخضراء الزرع .. وننهي الامر
ونعود لنكتب من جديد
عاد الوطن ليعيش
عاد لنرجوه أن يغفر
كل خطايانا السبع
وربما صارت أكثر
قل قبل الورطة يا وطن
أي خطيئة عندك أكبر
قال بعزم :
كسر الأقلام
حقن الطاعون الاصفر
المرفوعة علماً يمزق ملتذا
بجسدي بيد أقزام الاعلام
تجار الكلم وعباد الدم .
كما أكتب عدد من المواضيع مباشرة على الفيسبوك ثم أطالعها ثم أشرك أصدقائي بالدردشة حتى يطلعوا عليها وأنشرها في ما أذا كانت صالحة للنشر .
– ما هو الحافز والمشجع لكي في كاتاباتك ؟
يشجعني على الكتابة والمطالعة بأستمرار شقيقي المحامي أحمد خلف الخياط حيث أنه داعم لي في كل المجالات الأدبية والثقافية والكتابة والنشر ويمتلك مكتبة عامرة لكافة أنواع الكتب أستفاد منها في كثير من المجالات .
– أهم طموحاتك وأهتماماتك المستقبلية ؟
أكمال الدراسات العليا ولكن العمر لا يسمح لي وعدم أستطاعتي من تغطية مبلغ الدراسات الخاصة لكونه عالي جداً . حالياً أهتم بكتابة قصة مغناطيس على شكل حلقات أصف بها كل الأحداث وكل حلقة تحمل أسم .
بقي أن نعرف الكاتبة والقاصة أبتهال خلف الخياط هي من مواليد بعقوبة 1962 تخرجت من كلية الإدارة والاقتصاد – جامعة بغداد قسم الاحصاء عام 1983 – 1984 وتعمل حالياً مدرسة في تربية ديالى .
1- فازت في مسابقة على مستوى الدولة في مجال الخطابة عــــام 1977 .
2- فازت في مسابقة على مستوى الدولة في مجال القصــــة القصــــيرة عام 1978 عنــــدما كانــــت فـــــي مرحـــلة الدراســــة الاعداديـــة .
3- نشر لها العديد من القصص في جريدة ديالى وتكتب الشعر أيضاَ .



















