غينيس مالتنه
عرفت موسوعة غنيس للارقام القياسية من خلال فكرة بدأت عام 1951 على يد هيوغ بيفر وطبع اول كتاب سنة 1954 يحمل مجموعة أسماء مبدعين ومخترعين يدون لهم عن احداث غير قياسية في اقصى مدة زمنية كسرعة وإنجاز اعمال مختلفة اذ يتفوق الانسان العادي اجتيازها، يشترك به من جميع انحاء العالم، الا ان الأغلبية هم من حاملي الجنسية الأجنبية واقلية من أصحاب العقول العربية، يطبع الكتاب كل عام ويقدر اكثر من مئة الف طبعة ويعد الكتاب الأكثر مبيعا في الأسواق وهو بحد ذاته رقم قياسي الا ان هذا لا يعد إنجازا او رقما قياسيا كما يذكر لو يتم تسجيل الاستنكارات والتصريحات في الوطن العربي وبالأخص في العراق سيكون رقما قياسيا فعلا فالكتاب سيطبع كل شهر طبعة تحمل اكثر من مئة الف تصريح واستنكار بدل من كل عام مع ملحق هدية يذكر فيه النزاعات والتدخلات العشائرية وأصحاب العقول الفيسبوكية. فاذا تحدثنا عن العشائر وخبراء فيس بوك سنجد توافقا كبيرا بينهم وبين التصريحات الحكومية، فالجميع يبحث عن الحديث امام جمهور ويسعى للتشهير والافتخار بالنسب، وهنا السبب الا ان الزي مختلفة بينهم اذ كل انسان يمثل البيئة المحيطة به وحسب عمله وجمهور فيس بوك يجلس امامه (اركيلة وبملابس داخلية وبجانبه قدح عصير) ويستخدم البث المباشر لخاصية فيس بوك اما العشائر يجلس شيخ العشيرة داخل المضيف وبيده فنجان القهوة واليد الأخرى (برنو) و(بكيفة يصرح ويحذف ويضيف) والشخصيات المرموقة وذات الصيت العالي تتجمع لتكون شخصا واحدا يقف امام الميكرفون ويتحدث ويناشد ويستنكر ويقاتل من اجل مطالب الشعب من داخل غرفة مكيفة اذ تخرج تصريحات لطيفة (عفيفة) للمواطن (الغلبان والله يكون بعونك يا شعب) ومبارك عليك الموسوعة غينس الذي يبدو انه سيكون لنا من هول التصريحات والعنتريات للبعض فقط على صفحته او اضعف الايمان من خلال بعض القنوات الفضائية والمعني هو بكامل اناقته والمعنية أيضا بكامل مكياجها والاكسسوارات الا انها تتباكى على النازحين الذين تلفحهم شمس اب اللهاب وهم بحاجة الى شربة ماء والالاف من أطفالهم دون حليب.. هذه الصورة وأخرى كثيرة تمر امام مستخدمي فيسبوك يوميا ومشاهد تبكي وأخرى تضحك في الوقت نفسه وبلا مكان ان نقول لو استمرت الأمور على هذه الشاكلة ان (فيسبوك النه)!
مصطفى الكرخي – بغداد