عن موت مرسيدس بارشا باردو – نعيم عبد مهلهل
1
توفيت اليوم ( مرسيدس بارشا باردو ) زوجة الروائي الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز .السيدة التي كان يرى العالم من خلال عينيها ، تلك التي قالت له لحظة كتابته روايته القصيرة ليس لدى العقيد من يكاتبه : ابقيه في هذا السأم الدائم ليخرج من قلبه كل الماضي الذي نحتاج اليه.
هي الملهمة التي صنعت روايته الأولى مائة عام من العزلة .وهي من أرسلتها الى الناشر حين قالوا لها أنها تحتاج قروشا اخرى ثمنا للطرد وما كان بمحفظتها لا يكفي فذهبت لتبيع مكنسة البيت ومجفف الشعر .
هذا المرأة التي رافقت محطات ماركيز وكل روايته ، وعندما أصيب بالخرف ولم يعد يعرف أصدقاء الأمس .
وحدها من كان يعرفها عن طريق دمعتها التي كانت تهطل على خدها كلما تقدم له كأس الحليب.
2
الأدباء والمولعون بقراءة الروايات وكتب الحلم والفلسفة هم من انتبهوا الى موت مرسيدس بارشا باردو زوجة كإبريل كارسيا ماركيز .
لم ار مقاول او سياسي او صاحب مذخر أدوية ضخم او مدير بلدية في كل هذا العالم من انتبه الى الخبر .
هو ليس مفخخة او فعل لانتحاري ارعن او ممثلة من هوليوود تمشط فخذيها أمام الكاميرات في كان او وزير نفط يتحدث عن حصص بيع النفط.
انه خبر موت روائي ..
لكن هذا الموت يذكرنا وبفجائية غريبة ،بالحدس الذي سيملئ راس ماركيز بما كان سيحدث لهذا العالم لو انه لم يكتب الحب في زمن الكوليرا ، ولكنه أيضا لم يستطع ان يكتب الحب في زمن الكورونا ..
الذي أريد ان أستعيده في حدث موت مرسيدس . ان الشيء الأخير من غراميات ماركيز بيننا قد رحل .وعلينا ان ننتظر فعالية اللقاح الروسي ضد هذا الفايروس .