عن.. القمع واليأس ـ سعد عباس

عن.. القمع واليأس ـ سعد عباس
… القمع هو الحلّ. هذا شعار لا يرفعه الحاكم في بلادنا العربية، لكنه مبدأ يؤمن ويعمل به جميع حكامنا إلا من رحم ربي منذ عشرات القرون.
ولأن فكرة العدالة يستحيل استواؤها مع القمع، فمن الطبيعيّ أن يكون هناك مستفيد ومتضرر، جلاد وضحية، ظالم ومظلوم، قاهر ومقهور، قامع ومقموع.
أسوأ مرحلة من مراحل القمع تتباين في تبلورها بحسب أحوال كل بلد وموازين القوى الاجتماعية والثقافية ومدى فاعلية قوى التنوير والرفض، فضلاً على حضور العقل التنويري داخل البلد أو غيابه عن مسرح الحدث.
إنما بغضّ النظر عن الزمن اللازم لبلوغ القمع أسوأ مراحله، فإن الثابت في جميع التجارب الإنسانية أنّ المنتوج النهائي للقمع هو اليأس.
واليأس هنا متعدد العناوين. فثمة اليأس النهائي من إمكانية التعايش مع القامع، واستحالة تصوّر أي خلاص إلا بالقضاء على سلطته. بمعنى انتفاء أي أمل بصلاحه وتوبته عن نهجه القمعي. وثمة اليأس بإمكان الخلاص من القامع، والاستسلام بالتالي لسلطته القمعية. وثمة اليأس من زوال القمع بزوال القامع، بمعنى سقوط قامع وتسلط قامع آخر.
في مستنقع اليأس تنمو وتزدهر قناعات يائسة. والتقسيم قناعة يائسة بامتياز.
سيقولون بل هم يقولون فعلاً إن مشاهد التقسيم في السودان ومصر والعراق ولبنان وسوريا وسواها طائفية، ما ينسف الباعث القمعيّ.
وستكون لهذا القول وجاهة سوى أن الطائفية ها هنا محض تفصيل، ففي الدولة العادلة لا يصبح العامل الطائفي عاهة، لأن الناس على اختلاف طوائفها تتمتع بكامل حقوقها في إطار الدستور والقانون اللذين لا يحولان دون انتهاك السلطة الحاكمة لهذه الحقوق، فحسب، بل ويمنعان أيّ تمييز طائفي، أيضاً. وأبعد من ذلك فإنهما يقطعان الطريق على إمكانية أن تجر طائفة على أخرى، أكان هذا الجور تقوم به أي طائفة وهذا افتراض أم تقوم به جماعات سياسية تتاجر باسم الطائفة وهذه حقيقة . وللحديث صلة.

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول حمزاتوف لا قياس للإنسان أفضل من عمله ؟
جواب جريء
ــ قول ابن خلدون اتباع التقاليد لا يعني أن الأموات أحياء، بل أن الأحياء أموات .
AZP07
SAAB