عن .. التقسيم ـ سعد عباس

عن .. التقسيم ـ سعد عباس
ما الذي يجعل التقسيم ممكناً، والسعي إليه حثيثاً في معظم البلاد العربية؟.
في السودان تحقق مشروع التقسيم وبات مسألة لا يتوقف عندها أحد بسؤال أو مراجعة. وتتجه اليمن الى مصير مماثل ما لم تنجح مبادرة ما في تحييد أزمة الانفصال. ولا تبدو سوريا بعيدة عن رغبات التقسيم لتنضمّ الى العراق ولبنان المؤثثين بمشاهد تقسيم لا ينقصها سوى الإعلان الرسميّ. بل إن مصر التي كانت تنطلق منها على الدوام مشاريع الوحدة العربية باتت اليوم مسرحاً جديداً لتقسيم مقترح.
على أن حديث التقسيم لم يعد سرّاً في بلدان عربية أخرى خليجية أو مغاربية، وهو في معظمها خيار مطروح على خلفية أزمات تتفاوت في نسب سخونتها وفي أشكال التعاطي الأمني معها.
الحكومات تتهم أحزاباً وأجندات خارجية إقليمية أو دولية بالوقوف وراء مؤامرة التقسيم. لكنّ كثيراً من هذه الحكومات إن لم تكن كلها متهمة هي الأخرى بحشر شعوبها في مناخات شديدة القسوة كي تتجرّع مضطرة سموم التقسيم.
كلّ فريق من المتهمين يبالغ في ادعاء حرصه على وحدة البلاد، لكنه لا يمارس في الواقع إلا ما يكرّس الانقسامات والصراعات والاحتقانات التي يبدو معها التقسيم بديلاً مرّاً لواقع أمرّ.
أيْ نعم، ثمة مشاريع إقليمية ودولية تغذّي النزوع الى التقسيم في بلادنا العربية، إنما هي مشاريع ليست وليدة اليوم بل هي في جدول أعمال الجوار القريب والبعيد منذ عقود، لكنها ظلت في الأدراج لتعذّر تنفيذها، ما يعني أنّ العوامل الداخلية هي الفيصل في نجاح المؤامرة الخارجية أو فشلها.
رفض التقسيم وشتم دعاته أمر يسير جداً، لكنه بائس وتافه جداً، أيضاً، ولا سيما من حكومات تتمسك بالحلول السياسية والصفقات والتنازلات المذلة مع الخارج الإقليمي والدولي، لكنها تتمسك بالحلول الأمنية القمعية مع معارضيها في الداخل. وللحديث صلة.

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول فيثاغورس من المفترض أن يدفعنا القلق إلى العمل وليس إلى الاكتئاب، فليس حراً من لا يستطيع السيطرة على نفسه ؟.
جواب جريء
ــ قول الشيخ محمد عبده إنما بقاء الباطل في غفلة الحق عنه .
AZP02
SAAB