قيس محمد يحيى الدباغ
عذرا لروحك سعد الدين خضر عذرا منك وألف عذر استاذنا الفاضل ، أحسك الان تدخل الصف الثاني متوسط تتناول كتاب التاريخ بيدك لترى اين وصلنا بالمادة ، تغلق الكاتب بهمهمة وابتسامة ساخرة مكتومة ملوحا بكف يدك تذهب الى سبورة الصف لتكتب عنوان المحاضرة فهمنا امتعاضك واحتجاجك على المنهج ونحن مراهقون صغار مبتدأ كلامك بعبارة يقول المنهج ولست انت من تقول فهمنا ذلك ونحن صغار .
عذرا لم نودعك بما يليق بقامتك الادبية العلمية، كنت قريبا جدا أراقب مافعله الدواعش عندما فجروا منارة جامع النبي جرجيس وترك ذلك اثرا عميقا وجرحا غائرا في صدري لم يشفَ وهاهو اليوم يتجدد ذلك الجرح عندما سمعت من منارة مسجد محلتنا صوت المؤذن ينادي الصلاة على الجنازة لم أدرك انها جنازتك سيدي .
عذرا استاذنا سعد الدين خضر لم يدرك الناس انهم يحملون فوق أكتافهم منارة أخرى هوت من منائر الموصل مابال الموصل تسقط منائرها الواحدة تلو الأخرى بلا ضجيج مابال منائر الموصل تلفها اكفان الصمت عذرا منك استاذي سعد الدين خضر.
قضيت حياتك هادئا بلا ضجيج ورحلت بسكون مطبق.
سلاما لروحك الطاهرة ارقد بسلام سيدي مع آلاف المبدعين الذين غيبهم الصمت المطبق احياءا واموات.
عذرا منك استاذنا سعد الدين خضر وعزائنا ان اهل السماء يعرفونك أكثر من اهل الارض تحية لروحك وبلغ عنا سلاما لمنائر النبي يونس ومنارة النبي جرجيس والنبي شيث ومنارة جامع النوري وكل المنائر التي تناثرت اشلاؤها وبلغ سلامنا لكل الأنبياء.
وعذرا مرة اخرى لروحك سعد الدين خضر، وبلغ السلام لاستاذك المرحوم علي الوردي ولكل العباقرة والمبدعين من العراقيين .
نم هادئا ملتحفا بتراب الحدباء فترابها هو الصدر الحنون لأم لن تضيع أبناءها، سلاما سلاما أستاذي الفاضل