عندما تبكي‮ ‬التماثيل‮ – نصوص – شادية السعيد

عندما تبكي التماثيل – نصوص – شادية السعيد

مازال خاطري وقلمي يدق خلف أبواب الصمت فكيف القفز على مخيمات النفس وهاتف الذكريات يئن بالرحيل بدون جواز سفر أعبر ألى المجهول وأحاور دقات تلك الفصول الموؤدة من تاريخ الزمن أسرع لغلق النافذة من قدوم صوت المطر أمضى فى خطوات متتالية وأرتطم بصرير يغلق الابواب على عجلات ألالم وأعود أحبو على أطراف أصابعي أمسك خيالاُ حافي القدمين يحاول أن يدخل المطبخ يلتهم بقايا فتاة حسناء تقف فى متحف الشمع تحتسي كوباً من الحليب الاسود وتعزف الموسيقى على ضجيج سكين بارد يتمايل مع وشاح من الدانتيلا ألاحمر وشبح يرقص بالجوع يترنح على الجسد الصغير لايقاوم ثورة بحر هائج ولايرحم خنوع الضعف فازاح الغطاء وكسر قنديل النور وسكب الزجاج على شجيرات تطفو بالعار فى جميع أنحاء الغرف تحاكي تماثيل الاحياء بقايا الاموات فهل حكم عليه بالاعدام أم تناولت – شهد- بقايا السم الذى أهدته إليها أسرتها مع تابوت الاموات.

كنت فى صغري أعاني من التأتأة وصعوبة فى مخارج الالفاظ وراجعت عيادات الطب النفسي ومراكز التخاطب العلاج ربما يطول لكن ليس بمستحيل مع التدريب النفسى وعلاج عيوب النطق والكلام سبب لى قلق واضطراب نفسي فكنت لا أجيد الكلام وكنت منبوذة من أسرتي تخجل مني أمام المجتمع والناس فكنت أكلم نفسي من خلال القلم وألاوراق أدون مذكراتي وقد تكون مفيدة لبعض الناس ألتى تمر بحياتهم أحداث مؤلمة وأحيانا تزدحم صفحات مدونتي بأشياء ليس لها قيمة وهناك بعض الذكريات لاتنسى من الذاكرة حتى ولم تدون – وهذا ماحدث لى بالفعل كان أبى يعمل فى نحت التماثيل ولديه مخزن أرضي تحوط به الاشجار من كل جانب تختفى ألاقمار من على أسوار السجن ويظل صوت الموت يردد أين – شهد – كنت فى العاشرة من عمري وكنت ألعب مع أخي الصغير- فؤاد- كنا نختفي بعيدا عن العين ونراقب أفراد الاسرة وهم يبحثون عنا وشق النداء ضوء الظلام وهم يبحثون عنا وأستبد بهم القلق علينا.

وأنا مقيدة بين أنياب الذئب يلهو ويتجرع كؤوس الفجور من أواني عسل شهد وتركني عندما راى فؤاد يتقدم مني ويصرخ عمو عمو ماما تنادي علينا هي شهد عارية ليه هل هي نائمة أدرك عمو –فضل- أن أخي راى الجرم وشاهداً على الذبح فقرر قتل أخي ورمي الجثة فى النهر القريب وخرج من وكر الشيطان بعد أن لطخ جسدي بالطين ولطخ ملابسي بالتراب وحملني الى جانب النهر وجرحني بمقص النحت حتى يخلتط الدم مع بكاء التماثيل التي تبدو رابطة الجياش عن النطق بالحكم عندما يغني الظلم وتم دفن فؤاد وأنا احاول أشرح أكتب عن صديق أبي ألذي أغرق أخي ونهش لحمي فلم يصدقنى أحد والكل قرر أغلاق أبواب الصمت على لاني معاقة ذهنية فليس المعاق معاق الحركة واللسان ولكن المعاق من فقد الضمير والاخلاق ومع ألايام لم أنسي الجريمة الشنعاء كانت مسجلة بحروف ممزقة فى دفاتر أحزاني. وتم حرقي بالمنفى بين هياكل بشرية قبيحة المنظز ترى الاعدام خير من وصمة العار فى ظل مجتمع يرى ألانثى بالف قانون أعمى. مازال المطر فى حافة الشفاه يلتحم مع تيار البكاء وذات ليل قارس بالظلم كانت الرياح تلطم على خد النجوم وتجرف السيول مذكراتي الى ألاب المجهول المعلوم ودنا منى قليلا وشهق فى ندم كم مرت ألايام وتلاش الشهد من العسل ألان تكلم القلم عوضا عن لسانك ياليت لم تفك عقدة سرك وظل الورق طي الكتمان فدعاني الى شرب قدح من اللبن خالي من الامان ملوث بسم الشرف وقال صغيرتى الا العار!! عندما تنتهي من رشفة الفنجان لن أتخلى عنك سابني لكي تمثالاً من الفخار لكي يتمدد نقاء المطر مع عويل المومياء وأسجل نفسي في لوحة الشرف – شهم من ألابطال ومازال النور القادم خلف النافذة يحتس السخونة الباردة فى وجه الانسان عندما يبكى الحجر ويسخر الصلصال من عجائب البشر.