بغداد- كريم عبد زاير – عمان – الزمان
بدأت القوات العراقية صباح امس الاثنين عملية واسعة لاستعادة مدينة الرطبة الحدودية مع الاردن التي سيطر عليها تنظيم داعش قبل نحو عامين.
وافاد بيان لقيادة العمليات المشتركة ان “القوات العراقية تقدمت صباح اليوم (الاثنين) باتجاه مدينة الرطبة لفك اسرها من دنس الدواعش الارهابيين”، موضحا ان جهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية وشرطة الانبار والحشد العشائري يشاركون في العملية.
كما تشارك الدبابات والمدفعية والهندسة العسكرية وقوات حرس الحدود والطيران بالاضافة الى طائرات التحالف الدولي في علمية الرطبة الواقعة في محافظة الانبار.
واكد البيان ان “العمليات مستمرة لحين إكمال تحرير هذه المدينة والمناطق المجاورة”.
من جهته، اشار اللواء علي ابراهيم دبعون قائد عمليات الجزيرة الى “عملية عسكرية واسعة من محاور الشرق والجنوب والغرب، لتحرير مدينة الرطبة من سيطرة داعش”.
واعلن في وقت لاحق “مقتل انتحاري يرتدي حزاما ناسفا حاول استهداف القوات المتقدمة في المحور الشرقي من الرطبة”.
بدوره، قال الكولنيل ستيف وارن المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده واشنطن، ان “الرطبة مهمة وتمثل مصدر دعم اضافي للعدو”.
واضاف ان الجهاديين يستغلونها “لتنظيم واعداد القوات لشن عمليات”.
واكد “عدم وجود دفاعات كبيرة كما في الفلوجة او كما كان الامر في الرمادي (…) وعندما يتخذون قرارا بتحرير الرطبة، فانهم يقدرون على ذلك” في اشارة للقوات العراقية.
يرجح وجود مئات من مسلحي التنظيم المتطرف في الرطبة.
وتقع الرطبة التي سيطر عليها التنظيم الجهادي في حزيران/يونيو 2014، في غرب محافظة الانبار قرب الطريق الرئيسي المؤدي الى الاردن.
وكانت القوات العراقية استعادت السيطرة مناطق واسعة من الانبار مطلع العام الجاري، آخرها مدينة هيت الاستراتيجية.
لكن لايزال التنظيم يسيطر على مدينة الفلوجة التي تبعد 60 كلم غرب بغداد اضافة الى مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق.
فيما قال مسؤول أمريكي كبير يوم امس إن تنظيم داعش لم يكسب أراض تشكل أهمية منذ استيلائه على مدينة الرمادي العراقية قبل عام والتي فقدها بعد ذلك في ديسمبر كانون الأول بعد أن ساعد تحسن معلومات المخابرات وتحسن تجهيز القوات المحلية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
وقال بريت مكجورك المبعوث الخاص للرئيس باراك أوباما لدى التحالف الذي يحارب تنظيم الدولة الإسلامية في مؤتمر صحفي في العاصمة الأردنية عمان إن تنظيم الدولة الإسلامية”ينكمش بحيث أنه في موقف دفاعي بشكل كبير .”
ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الموصل في العراق والرقة في سوريا كما ثبت أنه يشكل تهديدا قويا في الخارج بعد إعلان مسؤوليته عن هجمات كبيرة وقعت في باريس في نوفمبر تشرين الثاني وبروكسل في مارس آذار.
وقال مكجورك إن جهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للسيطرة على الموصل والرقة تحقق تقدما.
وأضاف”نوجه ضربات دقيقة في الموصل بشكل شبه يومي.
“هناك ضغط متزامن متواصل.”
وأشار مكجورك إلى عملية جرت في الموصل في الآونة الأخيرة حدد فيها التحالف مكان خزائن أموال لتنظيم الدولة الإسلامية واستهدفها “وأخذ مئات الملايين من الدولارات من خزائنه.”
وتسبب هذا في أزمة نقدية أجبرت تنظيم الدولة الإسلامية على تقليص رواتب مقاتليه إلى النصف . ولم يقل مكجورك متى جرت هذه العملية.
وقال مكجورك إن مايدل على توتر تنظيم الدولة الإسلامية عمليات الإعدام العلنية التي قام بها في الميدان الرئيسي بالمدينة وتضييق الخناق على نطاق واسع على خدمات الانترنت في الموصل.
وفي الرقة قال مكجورك إن معلومات مخابرات ثمينة تم جمعها من كنز رئيسي من البيانات والمعلومات التي حصلت عليها القوات الخاصة الأمريكية في غارة في شرق سوريا العام الماضي سمحت للتحالف بتحسين استهداف المتشددين.
وقال مكجورك “سنبدأ خلال الأسابيع والأشهر المقبلة حملة ضغط على الرقة بكل جوانبها.”
وأضاف أن قرار الرئيس باراك أوباما في الشهر الماضي بزيادة عدد أفراد القوات الخاصة في شمال سوريا والتي كانت أكبر زيادة في عدد القوات البرية الأمريكية منذ بدء الحرب الأهلية السورية سيساعد في تعزيز المكاسب التي حققتها القوات المحلية المدعومة من الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة.
وأشار إلى فقد تنظيم الدولة الإسلامية بلدة الشدادي الاستراتيجية في شمال شرق سوريا في فبراير شباط أمام قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من قوات كردية وعربية .