علامة

علامة
(الحب يملأ أرجاء المكان)…وهل للحب رائحة أو هل الحب رائحة زكية ؟ أنا شخصيا لم اسمع أحدا من أصدقائي يستخدم ماركة من العطور أو الروائح اسمها الحب أو قريبة إلى هذا الشيء ..والعجيب ان هذه الجملة مكتوبة على بار رائحة الخمرة الرخيصة تشم منه على بعد ألف متر أو أكثر . أثارت فضولي كثيرا هذه الجملة وكانت المرة الأولى لي التي ادخل فيها هذا البار ..ولا اعرف أحدا فيه كي استفسر عن سر هذه الجملة الموجودة هنا ..صحيح ان الجالسين هنا من كلا الجنسين ولكن هل لهذا داع كي يضع صاحب البار المخمور حقا هذه الجملة هنا على باب الدار في فصل الشتاء هذا والناس لا تقوى على رؤية الأشياء من شدة ضباب المدينة والأفكار والمشاكل المزدحمة في الرؤوس .
ولا اعرف كيف ينعم هولاء الحمقى بهذه الرومانسية الرخيصة نعم الرخيصة لأنهم جالسين في هذا البار يشمون ويشربون هذه الخمرة الرخيصة النتنة التي أحاول ان أعود نفسي عليها كي أكون أحمقا مثلهم …وأحاول شرب الكأس الموضوع بجانبي فانا اشك في جودة هذه الخمرة على الرغم من رخصها والمفروض بي أني اعرف سخافة ما أقول ألا أني أقول.
لا بد ان حرارتها لاذعة جدا أو مرتفعة وعالية أي الم بركاني ستسببها هذه الخمرة في معدتي …قد يكون هذا العرق أو الخمرة ممزوجة بالتيزاب وسيحرق لي معدتي أو يمحيها من احشاءي وقد يمحيني أنا أيضا وأصير شيا من العدم ويصبح وجودي غير موجود وتصبح هذه تحولات ممكنة وغير ممكنة وأتحول أنا إلى علم تصديقي وادخل في مشاكل الفلسفة وابدأ بالبحث في الكتب عن الوجود والعدم وقد يستحيل الأمر إلى تأليف كتاب اسميه (المعدة والوجود) وما علاقة ذلك بـ (الحب يملاء أرجاء المكان)؟ لا اعرف حقا .
لا بد إني سكرت حقا من أول رشفة لي ..كيف يعقل ان يكون هذا العرق رخيصا وكل هذا المفعول له …لا يعني دخولي البار هذا أول مرة يعني إني أول مرة اشرب ….ههههه قد يكون دخول البار لأول مرة مثل شرب العرق أول مرة .
يالي من أهبل سكير … أسال النادل عن العرق وهل العرق مسألة فلسفية ..صحت على النادل لأفسر له العبارة ظننت أنه هو السائل وليس أنا .
قلت : لاشي ينفي المكان عن المكان ألا الضرورة هذه مقاييس عقلي ..بقي مبهورا بما قلت ثم تبين انه سبني فأكملت قائلا :وعندي تقاس الحقائق وفق الحقائق الوهمية لان رائحة العرق تجلب الأفلام الخيالية إلى الرأس وكذلك تجعلك بارعا في السرد اقصد سرد القصص الخيالية والرومانسية ….حيث اللاوعي سمة من يشرب عرقكم المغشوش ..
قال لي النادل : أنها مجرد علامة ياسيدي فهل أنت أحمق أم مجنون .
صفاء سالم اسكندر – بغداد
AZPPPL