عقدة عراقية

عقدة عراقية

جيل قادم

لعل كثرة الحروب التي مر بها العراق خلال السنوات السابقة عكست أثاراها على تكوين الشخصية العراقية وميوله فالحروب و النزاعات تبث روح العنف و العدوان في شخصية الفرد حيث تجعله ميالاً الى حب الحروب والنزاعات والعدوان و تؤدي الى تكوين شخصية عدوانية وغالباً ما يرافق هذه الحروب والنزاعات خاصة وأن كانت هذه النزاعات داخلية بث روح التطرف والعنصرية والطائفية بين افراد المجتمع وجعلهم يخوضون حرباً طائفية لا غالب فيها ولا مغلوب ان الطائفية ادت دوراً كبيراً في تمزيق النسيج الاجتماعي للمجتمع و قيام صراعات داخلية بين أبنائه ذهب ضحيتها الاخضر واليابس ولم يستثن منها أحد اغلبنا شهدةَ الحرب الطائفية التي حصلت في العراق بعد عام 2003 و سقوط النظام حيث قامت حرب طائفية كبيرة ذهبةَ ضحيتها الكثير من الضحايا وأدت الى تمزيق المجتمع بشكل كبير جداً حيث أثرت بشكل كبير على الدولة حيث تخلخلت الطائفية في جميع مفاصل الدولة كل طائفة تسيطر على مجموعة من الدوائر الدولة كل طائفة تسيطر على مجموعة من المناطق حيث اصبح التنقل الى محافظة او منطقة اخرى صعباً ان لم يكن مستحيلاً اصبح العمل(التعيين) في دوائر الدولة يسوده الطائفية والمحسوبية ساعدت الطائفية على تكوين طبقة كبير من تجار الفساد والدم الذين تاجروا بأرواح الابرياء وحياتهم ومستقبلهم لقد عانت الدولة ولا زالت تعاني من هيمنة هذه الطبقة على الدولة عملت هذه الطبقة على تعزيز الروح الطائفية والقومية بين ابناء المجتمع لأن هذه الطبقة تعيش على الطائفية فما دامت الطائفية تلهي افراد المجتمع بصراعات داخلية فيما بينهم وتنسيهم مسؤوليتهم وحقوقهم وما دامت الطائفية تحقق مكاسبهم وطموحاتهم فهم يسعون الى تعزيز روح التطرف و الانقسام وبمساعدة بعض رجال الدين الذين ساعدت فتاواهم على اشعال الحرب الطائفية وتعزيز الكراهية بين ابناء المجتمع بحيث ادخلوا الدين في السلطة واصبح الدين يستعمل كوسيلة للوصول إليها مما أثر على الدين بشكل كبير وظهور موجة كبير من النفور من الدين وذلك لابتعاد الدين بسبب هذه الفتاوى والخطابات عن روح التسامح والسلام والمحبة حيث اصبحت خطابات رجال الدين تحمل قدرا كبيرا من الكراهية والتحريض والتطرف .

شخصية محبة

ولعل الجيل القادم هو من أشد المتضررين من هذه الصراعات والنزاعات وما سببتهُ الطائفية من تكوين شخصية محبة للعدوان والحروب و الكراهية تنجرف بسرعة الى الصرعات والخطابات التحريضية الجيل القادم الذي نشأ في ظل الطائفية و ترعرع في عمق الصراع الطائفي الذي يعاني منه المجتمع طفولتهم في الطائفية شبابهم في الطائفية في أسرهم نبتة بذرة الطائفية في المحيط الخارجي لا يرون امامهم إلا معاني الطائفية والتعصب والتطرف اول شيء يتعلمه الطفل أنه ينتمي الى هذه الطائفة ومن ثمة الى الوطن فالطائفة قبل الوطن هذه المفاهيم و الخطابات الطائفية المتطرفة أدت الى ظهور طبقة طائفية بالفطرة وتعيش على الطائفية تتغذى منها محت معالم الوطنية ان ما نحاول ايصالهُ هو مدى تأثير الطائفية على هذا الجيل هذا الجيل الذي سوف يكون في يوم من الايام هو اساس المجتمع عمادهُ سوف يمسك زمام الامور هل سوف ينجح في محو ما خلفته الحرب الطائفية من اثار ونزعة عدوانية وحب للتطرف ؟ هل يستطيع أن يكون جيلاً معتدلاً لا طائفيا؟ جيلا محبا للوحدة جيلا محبا للجميع جيلا محبا للسلام جيلا يتعايش سلمياً مع جميع المكونات و الطوائف هل سوف يأتي هذا اليوم الذي لن نسمع فيه هذه المسميات طائفية و العنصرية؟؟؟ هل سوف تكون الوطنية والوطن قبل الطائفة و مذهب؟

مجموعة من التساؤلات سوف يجيب عليها المستقبل والجيل القادم.

سلام هاشم – ديالى

مشاركة