عصاي‮ ‬لن أهش بها على‮ ‬غنمي – نصوص – عبد الجبار الجبوري

عصاي لن أهش بها على غنمي – نصوص – عبد الجبار الجبوري

 المساء دائما:-

يرمقني المساء …،حين أدنو من وجنتيه ،ويكحل وجهي بالقبل ،وها أنا أغسل من ضوئه أحزان روحي التائهة في صحارى القمر،أبلل ذاكرتي بالشجن،لا تقولوا لي أين الشجن ،الشجن هو بريق عينيها وعسل شفتيها وبهاء طلتها، وفراعة طولها ،وانطواء جفنيها، وكحل بسمتها، وذوبان ضحكتها بفمي،وانتحار حبها في قلبي، وانعقاد لساني حين تجلس أمامي،الشجن هو قبلتها على خد القمر ،وطيفها حين أغفو بلا أحلام،ووجعها حين أطوقه بقبلاتي لعيونها،ودمعها حين ينسكب على غصن روحي،روحي التعبى من شدو البوح لها، والترحال إلى صمتها البعيد،الشجن يا سادتي أنا حين اقلب طرفي فلا أجد غيرها في قلبي،الشجن هي وهي تفلي صباحاتي بالعناق،الشجن قارب يدنو من شفتيها إلى مرافيء الحلم القديم ،الشجن قلبي وهو يحبو إليها كطفل ويلعب بشعرها كطفل ويقبل شفتيها كطفل ويمسد شعرها كطفل ويركض خلفها حتى تسقط على عشب صدري كطفل ويراقص خصرها الحرير كطفل- أنا طفل بين يديها-فلا تتعجبوا لأني أحبها هكذا بنت ال…………..أحبها …

 طفولة بحر…

لاتجرحوا براءة البحر ،هو يجلس الان قربي. يحدثني عن غصن طفولتها..وعسل شفتيها..وغربة دمعتها..وجحود شمسها.وعناد قمرها..هو يعدد لي مزاياها فيقول ،لا أجمل من طولها، الذي يشبه نخلة فارعة.ولا أجمل من عينيها ،اللتان تشبهان عينا ليلى العطار..ولا أجمل من طلتها التي تشبه طلة وابتسامة القمر..ولا أجمل من بحة صوتها التي أموت فيها.و لا أجمل من زعلها الذي يشبه زعل الحمام،ولا أجمل من حزنها الذي يشبه حزن المعدان،.ولا أجمل من حبها الذي لايشبهه حب الا حب نزار لبلقيس أو حبي لها …ياه أيتها المجنونة كم مشتاق لبحة صوتك الان…يا بنت ال…..احبك..

-قميص البحر:-

هل يمل البحر مني،انظروا انه يمسد شعري،ويقف ليأخذ صورة معي،يبتسم لها حين تغار منه علي،الليلة البس قميص البحر ،واجلس قدام أنثاه ،هي الان تعبث بشعر الموجة الغافية على صدر الغيم،وأنا اعبث بالريح المجنونة مثل نهدين مشاكسين هاربان من خيمة الأسر.اعرف خيبة البحر وخيبة الريح وخيبتي أنا.حين يسرج الليل أمطار الاسى على صهوة الغياب.أنا غياب الاسى ودمعه الجاري على خد الزمان .أنا ليله المسكون بالعبرات وصوته المبحوح كالكلمات.أنا وجهه المدمى بالطعنات.هكذا أبوح للبحر بغيابك أيتها الانثى الحجر وألوح بأيد مقطوعة وقلب جريح.للاتين فوق أشرعة لايراها الصباح…

عصاي لن أهش بها غنمي:-

تلك هي نغمة ارددها في سيري وفي غفوتي،إنني رجل يحب الرحيل إلى جزر الصمت،ولا يحب الجلوس على دكة الغروب كي تأتي طيور الحب وتنقر حبوب الدهشة الأولى وتطير،انهضي أيتها الريح و-تعي- معي إلى شاطئ كي نستريح قليلا ،قالت الريح للموجة اجلسي فوق دمعة النهر ،فالنهر حزين هذا اليوم،ولا صدى لقصيدة تتدحرج على لسان الرمال ،إنها أغنيتي كتبت كلماتها بأزميل روحي ،ولحنتها بدمعتي ،وعزفت موسيقاها برمش جفوني،فكيف لا ترقصين على نغماتها ،وأنت صدى طفولتها،أيتها الغريبة في ديار الردى،تعالي فانا انتظرك هناك،نعم هناك على ساحل البحر الذي لا يضيء إلا لعينيك، ولا يسرج مويجاته إلا لك،ولا يهدأ إلا لجلوسك على سواحله البعيدة ،تعالي تعالي الآن أنا هنا من ألف عام انتظر اللقاء بعينيك ،والتوحد فيك ،والبكاء بين يديك، والغناء بين يديك،والموت بين يديك،البحر يناديك ،نوارسه العاشقة مثلي تناديك،كواسجه المتوحشة صارت أليفة مثل عينيك تناديك،أمواجه الهائجة سكنت في طيات شعرك،زواره على الضفاف يهتفون باسمك -بس تعالي- سأنثر الورد لعينيك وأطبع القبل في شفتيك ،وأرش الماء لمجيئك،واجمع البلابل لكي تغرد والعصافير لكي تزقزق،والليل لكي يهدأ،والريح لكي تعزف الحان المساء،والمطر لكي يزخ فرحا ،والسماء تنثر نجوما تحت قدميك،هذي عصاي لن أهش بها غنمي ولكن احملها كي أحرسك من غيلان البحر لو هجمت على جمالك الطاغي وأنوثتك الكافرة ،هكذا احبك أيتها المجنونة مثلي..بنت ال…….احبك …

 أحنّ إليها:-

أّحنّ الى غيمة لاتمطر ولكنها تضيء.أّحنّ الى نجمة تائهة في السماء لكنها تدل القوافل الى قلبي.أحنّ الى قلب جريح وعين دامعة ونشيد حزين.احن الى شفتين ارتشفهما صباحا بدل القهوة الباردة.أحنّ الى قصيدة اكتبها على صفحات الرمل ليقرأها العشاق بعدي .احن الى قبلة أضلت الطريق الى شفتي واصطدمت بفم البحر.أحنّ إليها وهي بعيدة مثلي تباهل القمر وتعيد عظامي وعي رميم.أّحن الى كلماتها تجرح غصن روحي .أحنّ فقط الى شفتيها وهما يصنعان لي دروبا اعبر إليها .? أحنّ الى ليل بهيم وسماء مقطبة وشوارع فارغة الا من الكلاب.لاأحنّ الى وطن يغيب في ظلام العصور ويختلق الموت بأطفال البساتين..بلى أحنّ الى وطن يعزف نشيد وطن مد على الافق جناحا …وارتدى مجد الحضارات وشاحا..الم أقل لكن أحنّ الى شفتيها وارتشف منهما عسل الصباح الاتي من عينيها .اقصد من فلك الزمان..ها إني افتح أزرار محبتها وأعانق بريق لظاها واغني لزمان لايعود….