عائلات متسوّلة وشاهد إثبات

عائلات متسوّلة وشاهد إثبات

جريدة الزمان العدد (4783) الصادر يوم 12/4/2014 في ص7 نشرت مقاله تحمل عنوان (عائلات متسولة) بقلم الاخت الفاضلة الاستاذة  نزهت الدليمي تنقل لنا عن افراد من العوائل التي تتسول عند الاشارات الضوئية والشوارع العامة واماكن العتبات المقدسة وبيوت العبادة ووسائط النقل سواء في بغداد ام المحافظات وهي تذكر الامهات من مختلف الفئات العمرية والاباء والبنات والبنين واستخدامهم نغمات الاسطوانة المشروخة المكررة يوميا واساليب مزعجة مرفوضة اجتماعيا ودينيا ووددت المتابعة كشاهد اثبات لهذا الموضوع لاقول ما عندي بامانة عن المتسولين .

كانت هناك في محلة شعبية عائلة مات الاب وترك خمس بنين وبنت واحدة وجميعهم وبمتابعة الام تخرجوا وتعينوا في وظائف وتزوجو ولكل واحد سكنه الخاص وبقيت الام وحيدة مع ابنتها التي تنتظر ابن الحلال .. ومع سنوات العمر بقيت الام وحدها في ذلك القصر وسمعت انها تستجدي امام احد المساجد وهي تلف وجهها (بالفوطة) وتمد يدها وتقول (أرملة وحيدة ساعدوني) ولم اكن اصدق ما اسمعه لان اولادها محترمون ومناصبهم الوظيفية محترمة الى ان اكد لي احد المقربين ان ام فلان شاهدها بأم عينه، ولكن الفضول الصحفي شدني للمتابعة ميدانيا وشاهدت بنفسي وحزنت وجاء على بالي اولادها وتبين ان أم فلان عندما تعود الى القصر معها ما يحتاجه المطبخ وهي سعيدة .. ولما عرف اولادها تم بيع القصر ولم نعد نعرف اخبار ام فلان ؟؟

احضر الى دوامي الوظيفي مبكرا واصعد الكيات من الكراج وبالتكرار وجدت ان رجلا تجاوز الستين يصعد معي وينزل في اخر الخط كل يوم وان اغلب السواقين يعرفونه وانه يدفع الاجرة حاله حال الجميع وتبين انه يستجدي وهذا دوامه اليومي من السابعة صباحا الى الرابعة عصرا وله موقع واحد .. وذات يوم جلس الى جانبي ونحن نتجة الى بغداد الجديدة حيث رن موبايله واذا بواحده تكلمه فقال (اسمعي يابنتي اليوم حصلت اربعين واصبري كم يوم الله يرزقني حتى تشترين موبايل محترم مو صيني .؟؟

وفي احد الايام المتميزة في بغداد وانا قادم صباحا للدوام أشاهد امراة في سن الاربعين ومنذ اربع سنوات تفترش الارض بالعباية وتمد ساقيها واحدهم (مجبس من اربع سنوات) ولها نغمات تخدر المواطن حتى يدفع .. واثناء وجودي حصل انفجارين متتاليين جعل الرعب في كل مكان ..وهذه المراة ظهر لها احدهم ويبدو انه يعرفها فقال لها كومي كومي واذا بها تنهض بشكل طبيعي لتهرب مع المهرولين وليس هناك خلل في ساقها بل وجدتها قبل الراكضين تجلس امام احدى الكليات (نعم) في احدى السنوات رافقت المرحومة بديلة الداغستاني مديرة دار المسنين للكتابة عن المتسولين والايتام في الشوارع ولكل واحد منهم حكاية ولم تتمكن الجهات ذات العلاقة من حل هذه القضية الموجودة في كل العالم .

وهنا اقول للفاضلة نزهت مثلما هناك شابات ورجال ونساء وبنات لهم سلوكيات للرذيلة التي من خلالها اشتروا السيارة والبيت والتواصل للمزيد ..

هناك عائلات متسولة اشترت سكنوا واكلواحلى الاكلات والشارع عندهم غال وعزيز منه الراتب الشهري.

ظاهرة واضحة امامنا معززة بوجود منهن سليطات اللسان ولفظ كلمات معيبة عجزت الدولة سابقا وحاليا من حلها، ولكن للامانة حتى لو خصصت الدولة لهم ماوى ومصرفاً شهرياً من الرعاية الاجتماعية تبقى الظاهرة تحت شعار نفسي (العين شرهة والمال يحب الخفية) كما يقول الاخوة المصريين الاستجداء والتسول تبعث الارتياح النفسي لدى من يمتهنها .

 شاكر عباس

مشاركة