
نبض حواء
صمت – هدى جاسم
احيانا وتلك الاحيان كثيرا مانحتاجها وهي ان نمتع انفسنا بوقت نملؤه بالصمت كما يفعل الذين يدخلون كمرشحين في الانتخابات اذ يحدد لهم وقت يبدأون فيه صمتهم الانتخابي ، فلا دعاية ولا اعلان ولا حديث يسقطون فيه خصومهم او يرفعون من شأن عملهم بين الناس ويدعونهم للاختيار ، كذلك نحن نحتاج في حياتنا الى وقت نصمت فيه تماما لنراجع ماقمنا به من عمل وكيف كانت مسيرتنا في الحياة لنصحح الخطأ وندعم في ارواحنا الخير .
نحتاج للصمت امام معاول الحقد احيانا لنعرف كيف للانسان وهو انسان يستطيع ان يقوم بما يقوم به من اذية بالكلام او الفعل دون ان تتحرك مشاعره ويتراجع عن فعله ، نحتاج للصمت امام كل من يحاول ان يمزق تأريخ الاخرين بكلمة لايعرف انه بهذا قد الغى وجوده كانسان وصاحب رأي حر لا يتدخل به الا هو ، نحتاج للصمت امام افعال يقوم بها البعض وهو يفتخر بما يقوم دون ان يدرك انه بافعاله قد الغى الاخر ومنحه جواز سفر نحو محطة اليأس ممن حوله لانه فقط اراد يوصل فكرة قد تدعم وجود الجميع في هذا العالم .
ربما يخالفني في الرأي الكثير ويقول ان الصمت ضعف وعلينا ان نصرخ بوجه الحقد والكراهية والغاء الاخر والاستغلال بكل انواعه بدء» من شركاء الحياة وانتهاء» بشركاء العمل او حتى الموجودين حولنا ، يؤكدون على ان الصراخ وايقاف افعالهم بكل الوسائل هي حرب مشروعة ليعم السلام داخل النفس وخارجها ، لكن الصمت احيانا فيه رسالة قوية تعترض وتقوم وتراجع على اقل تقدير النفس التي تقف مذهولة امام افعال الاخرين قل او كثر عددهم ، الصمت احيانا وان كان بعضه ضعف اراه قوة وصمود واستمرار في حياة مليئة بالمتناقضات بكل صورها واشكالها ، ربما تتجسد بانسان بافعاله وتعامله مع الاخرين وربما تتجسد بقرارات جائرة تعمم على المجتمع دون ان يكون للمتخصصين رأي فيها ويتعاملون بها على اساس متغيرات المجتمع .مؤخرا وصلتني حكاية من سيدة من هذا العالم كانت تحترف صناعة الابتسامة وتمضي بحياتها وفق ان من حولها من صنف البشر يحملون صفات الانسانية بكل ماعرف عنها ، مرت السنوات وكانت ابتسامة تلك السيدة تتراجع امام المواقف المتعددة التي استغلت طيبتها وانسانيتها وكانت تتلقى الوجع ايضا بابتسامة وهي تعلم تماما ان هناك من يستغلها ، وعندما توقف عطاؤها لاسباب كثيرة وصمتت امام وجعها بلا ابتسامة اكتشفت انها اخطأت وكان عليها الصمت منذ وقت طويل الى ان تكتشف من هم هؤلاء ولماذا يلبسون ثياب الانسان ويتحلقون حول دائرة الرحمة وهم بلا رحمة ، وحوش ادركت مخالبهم بعد فوات الاوان لكنها صمتت وكان في صمتها رسالة فهمها من فهمها وتغاضى عنها من تغاضى لكنها كما تقول كنت بحاجة للصمت .


















