صديق عمري – مجيد السامرائي
اجمل ما في المهرجان عريف حفله وهو ضابط الصف الاقد م مرتجل حاضر البديهي غير منتبه للجمهور كأنه يكلم نفسه وحين ينزل دون خوف من مغبة السقوط من السلم تشتعل القاعة بالتصفيق !
انه سارد بارع لسير من يقدمهم غالبا مايصف الشاعر الممدوح بانه (صديق عمره ) مع ان الفارق في العمر والموما اليه كبير. وكنا نستبق بالسؤال حين يهبط الشاعر ومايزال عرق المواجهة يتصبب من جبينه نبادره بالسؤال : هل حقا كنتما كما وصف ؟ فيكون الرد بالضحك الاقرب الى النفي !
قهقهت بشدة والقاعة فيها صدى ضحكتي وانا اقرأ التالي : أرجو من دائرة الأحوال المدنية عندنا في الأردن أن تضيف مهنةً جديدةً ؛ هي مهنة : صديق محمود درويش ..! حتى إذا ما سألنا أحدهم : إيش بتشتغل ؟ يصبح لديه الوقاحة الرسمية الكافية لأن يقول لك : أشتغل صديقًا لمحمود درويش ..!
كنت قد نوهت الى مهنة مماثلة اسمها (مدير اعمال ) يتطوع فيها المدعي ان تراعيه في حال قبول النجم اللقاء بالمعجب الذي عبر المحيطات من اجل سيلفي يتباهى به امام الاولاد ومن ثم الاحفاد ..
وصديق عمري التقيته في نينوى في بضعة ايام اختزل الدهر في لحظة وصار شريان ابهر .. بهرني بحضور بديهته وكرمه ووجدت لديه مانبحث عنه من تعريف لشيء ما نتداوله ونسوقه ونلوكه دون تقص دقيق لمعناه : الكاريزما !
هي الجاذبية المقنعة أو السحر الذي يُمكن أن يلهم التفاني في الآخرين. مصطلح يوناني أصلاً مشتق من كلمة نعمة، أي هبة إلهية تجعل المرء مُفضلاً لجاذبيته. اصطلاحاً فإن الكاريزما هي الصفة المنسوبة إلى أشخاص أو مؤسسات أو مناصب بسبب صلتهم المفترضة بالقوى الحيوية المؤثرة والمحددة للنظام..ويرى فريديريك لوبون أن كاريزما في قوة الإغراء والسلطة بمختلف صورها التي يمارسها فرد على جماعة معينة ، وتشكل مصدراً أساسياً للمشروعية.
وفي الحديث : إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل إن الله تعالى يحب فلانًا فأحببه!
اعرف اثنين بملامح مميزة يظهرون في كل القنوات ممتدحين صاحب اي نشاط على النحو التالي : انه قامة سامقة ( حتى وان كان ارتفاعه – مثل مارادونا 55 قدما و50 بوصة ) – وهو قيمة يشارع اليها بالبنان : انه صديق عمري !
تغادر الحياة نجمة بعد صراع مع المرض الايسمى فيكتب من حاورها مرة واحدة : انعى اليكم صديقة عمري !
وكل الاصدقاء على مواقع التقاطع الاجتماعي افتراضيون يتحولون الى اقتراضيون : على الخاص من أحدهم : صديق عمري هل يمكن اسعاف طلبي بربع مليون ارده حين الميسرة !
