شكوى

شكوى
مسكت القلم كي اكتب الشكوى.. ولكن دون جدوى مسكت القلم: ذلك الصوت المعبر والوحيد لديّ.. ولكن… دون جدوى. ارسلت،تكلمت، ناديت، تأملت، تكلمت.. ولكن: دون جدوى.. فما العمل؟.. ما افعل كي اجد يد العون بقربي تمتد وتناديني تعالي؟ ما افعل كي اجعل من لا يشعرون بمعاناتي يشعرون بها الان؟ ماذا افعل؟ واين اذهب؟ والهموم تزداد شيئاً فشيئاً؟ بداية عام دراسي مرحلة ثالثة: تحتاج الى كتب،ملازم،لوازم، مصاريف.. وغير ذلك، والموجود لديّ هو راتب تقاعدي بين شهر وآخر لا يتجاوز ال250 الف دينار اذن ما العمل؟؟؟ ما العمل والوالد قد توفي قبل ولادتي والام فاقدة لبصرها ومسنة؟ ماذا افعل وقد اعلن في الاسبوع الماضي ان المنحة التي اقرت لنا قد اجلت لعدم وجودها في الموازنة؟؟ وما شأن طلبة العراق بتلك الموازنة التي اصبحت كل شيء، وكل شيء يتعلق بها؟.. وكيف سيتمكن الطالب الفقير من كل هذا؟؟ وما هي قيمة المائة الف دينار عراقي؟؟ هل ستكفي (ان وزعت) لسد ما يحتاجه الطالب-المسكين- من مصاريف كثيرة في دراسته الجامعية؟؟ انها (وكما يقول البعض) ضحك على الذقون!! ربما لا اتفق مع من يقول ذلك،وربما اتفق معه بذلك! المهم هو اننا كيف سندبر كل المستلزمات التي نحتاجها في دراستنا؟ ومن اين سنأتي بالكتب المطلوبة منا كمقررات او مصادر للدراسة او البحوث؟.. اما بالنسبة للملازم التي تستنسخ للمواد المتبقية وحسب ما يدرس في الخطة اليومية او الاسبوعية فهذا مطلوب له راتب ثان ٍ..!! نعم راتب آخر لأن اقل ملزمة يحتاج اليها الطالب لا تقل عن بضعة آلاف.. أما ان لم يجد الطالب الكتب المطلوبة ووجد نسخة واحدة فهنا الكارثة..!! سعر الكتاب ربما لا يتجاوز الـ15 الف دينار او اقل منها او من 10 آلاف دينار وان استنسخ هذا الكتاب سوف يتضاعف عليه الثمن بسبب الورق الذي سوف يصرف في عملية الاستنساخ مضافاً الى ذلك اجور المكتب الذي يستنسخ فياللكارثة!.. اما الذي سيفعله الطالب الفقير؟.. هل يلجأ الى الاستدانة؟؟ ام يلجأ الى امور قد تكون محرمة عليه؟؟ ماذا سيفعل كيف سيجد الحل لمثل هكذا مشكلة؟
ان ما ذكرته هو جزء من مصاريف اخرى مثل اجور النقل من السكن الى الجامعة وبالعكس مضافة اليها مصاريف ا خرى يحتاجها الطالب لنفسه وان فرضنا وزعت تلك المنحة الكبيرة المهمة الثقيلة او التي اثرت على ال موازنة وربما الميزانية – يكبر ذلك المبلغ-..! فهل ستكفي الـ 100 الف دينار شهرياً؟؟ ولو اردنا ان نجعل معدل ما يصرفه الطالب الواحد يومياً ما يقارب (5000) خمسة آلاف دينار وعدد ايام الشهر التي يذهب بها الى الجامعة ما يقارب الـ 23 يوماً ولو ضربنا هذان الرقمان لكانت النتيجة قريبة من 115 الف دينار او لنقل :120 الف دينار! فهل ستكفي تلك المئة..!؟ ما اجمل هذا المبلغ! وما اكبره! الذلك اجل توزيعه علينا؟؟ ام انهم يخافون ان يحسد الطالب على تلك المنحة الكبيرة العظيمة؟؟؟
اطمئنوا يا سادتي لقد حُسدنا عليها بالنتيجة حرُمنا منها.. الامر المهم في ذلك هو (نحن)-فقراء- من اين سنأتي بهذه المصاريف التي بدأت تزداد يوماً بعد آخر؟؟ من اين سنأتي بها؟ انا من الذين يحتاجون من هذه الاموال الى ابسط المبالغ بسب ما ذكرته في البداية .. لكن ما العمل؟ فقد لجأت الى اقرب الناس الى – لزمان- ولكن يبدو ان رسالتي لم تصلها او انه لم يقرأها فأين اذهب؟ ارشدوني بالله عليكم؟ فها انا ذي الجأ الى الله واليكم مرة ثانية وليت من يقرأ هذه السطور يشعر بما اشعر به من الم وحزن بل nربما- بعض الاحباط الذي يجعلني اشعر بفشل محتمل في دراستي وعدم الوصول الى الشهادة التي كنت ا حلم بها.. اغيثوني بالله عليكم، انقذوني، انقذوا يتيمة لا يهتم بها اي بشر، ساعدونا، ارشدونا، هل هناك من طريق ندخله كي نتخلّص من ما نعاني منه؟ وبالذات أنا.. فأنا لا معيل لي الا من خلقني وراتب والدي التقاعدي فأين اذهب؟.. هل اترك دراستي بسبب حاجتي للمادة – التي تساعدني في اكمال دراستي بيُسر؟ ام ابقى واقفة في نفس مكاني ليسبقني من هم معي دراسياً؟ لأننا لو اعتمدنا على مثل تلك المُنح nالتي فقط نسمع عنها- فلن نجد شيئاً ملموساً ابداً، نعم اقولها وبكل صراحة (ومن دون زعل) هذا هو واقع تلك القرارات البعيدة التنفيذ!.. وان اريد لها ان تنفذ فهذا هو مصيرها: التأجيل.. التأجيل لحين تخرج الطلبة! ليس من الجامعات والمعاهد فحسب بل التخرج من الحياة كلها..! فهل من معين؟.. وهل من مجيب؟.. هل من مَن يمد يد العون؟ من اي شخص؟ او حتى من اي قارئ لهذه السطور؟ هل من منفذ يساعدنا للتخلص من هذا الهم الكبير المحيّر لنا؟ هل من مَن يساعدنا مثلما ساعد عشرات بل مئات العوائل ولاسيما في شهر رمضان؟؟! ..
نعم يا سيدي فقد ارسلت وناديت وانتظرت .. ولكن ..! لكن لا ادري، لا ادري ماذا احل برسالتي؟ ربما ليس لموضوعي اية اهمية مثل ما لبعض العائلات التي ساعدتها و تساعدها اهمية؟.. لكن الان (انا بالذات) في وضع حرج جداً و اطمع في كرمكم ليس لسيد – الزمان- فحسب بل من جميع من يقرأون سطوري هذه.. حفظكم الله ورزقكم العافية والرزق الحلال.
ذكرى نايف – بغداد
AZPPPL

مشاركة