شاعر تشكيلي يقيم معرضاً عن أوجاع السياب وهموم القباني

الهيتي: وزارة الثقافة حرمتني من المشاركة في الإحتفاء بعاصمة الثقافة

شاعر تشكيلي يقيم معرضاً عن أوجاع السياب وهموم القباني

بغداد – الزمان

اقام الفنان والشاعر سبتي الهيتي معرضا تشكيليا  بعنوان (بين اوجاع السياب وهموم القباني) في المركز الثقافي البغدادي، وقد اثار المعرض الذي ضم العشرات من اللوحات اسئلة  عن العلاقة بين  السياب والقباني وما الذي دفع الهيتي الى الجمع بينهما؟

ويقول: قد يستغرب البعض من الجمع بين السياب والقباني، لان الاول انشغل بالرموز والاساطير والثاني انشغل بالمرأة والحب، ولكنني قرات للشاعرين بتمعن  ووجدتهما يلتقيان في جوانب كثيرة منها:

1. ان الشاعرين  يحبان العراق، ولهما الكثير من القصائد الدالة على ذلك، وفي حياتهما ادلة تؤكد هذا الحب.

2. ان الشاعرين كتبا القصيدة العمودية وقصيدة  التفعيلة ويعدان من رواد الشعر العربي الحديث.

3. ان الشاعرين  عاشا من خلال الاوجاع والهموم اوجاع وهموم الامة، وان رحيلهما يعبر عن مآساة  المثقف في هذه الامة.

4. ان قصائد السياب والقباني تحمل الكثير من الصور والدلالات الصالحة لان تتحول الى لوحات تشكيلية.

5. ثم انني من مدينة  تغلب عليها الطبيعة الخضراء والتقي مع الشاعرين في الاهتمام بالطبيعة، وهذا ما دفعني الى الجمع بينهما في ششهذا ش.

6. كما انني شاعر وهذا عامل مهم في لقائي بهذين الشاعرين.

 المعرض الاول

{ وكيف عبرت اللوحات عن ذلك؟

– لقد حاولت في اللوحات ان امسك بالمشتركات بين الشاعرين وهي كثيرة، اذ تجد  بعض اللوحات قد تناولت البيوت والبساتين والشخصيات والشوارع ونجد في لوحات اخرى وجود  تناغم بين المشهد والنصوص الشعرية، واللوحات مختلفة بعضها اقرب الى الواقعية وبعضها اقرب للتعبيرية، وفي جميعها ثمة رومانسية ثمنها العذوبة الشفافية.

{ واين موقع هذا المعرض في مسيرتك الفنية؟

– لقد تواصلت مع الثقافة والفن التشكيلي منذ عام 1961 عندما اقمت اول معرض تشكيلي في محافظة الانبار  برعاية مصرف الرمادي، وقد اعقبته اكثر من ستة عشر معرضا في بغداد والمحافظات وخارج العراق، وكنت في اغلب معارضي اهتم بمدينة هيت وطبيعتها وتقاليدها ومعالمها التاريخية واناسها ثم اخذت باستلهام هذه المدينة من خلال الشعر، ولذلك فان معرضي  عن اوجاع السياب وهموم القباني ليس معزولا عن  معارضي السابقة، وانما هو امتداد لها.

{ وهل ساعدتك وزارة الثقافة في هذا المعرض؟

– انني لا اطلب المساعدة ، و انما افترض انني استحق الدعم والمساندة فقد تجاوزت الثانية والسبعين من العمر قضيتها في التربية واشاعة الذوق والجمال والمعرفة وكنت معلما متميزا، ثم عملت قاضيا ومحاميا مدافعا عن الحق والعدل واضافة الى ذلك حاولت ان اكون عنصرا فاعلا في الحياة الثقافية  بحكم امارس كتابة الشعر والرسم، وقد صدر لي العديد من الدواوين فضلا عن معارضي المستمرة، ولكنني  في كل ذلك لم احصل على دعم وزارة الثقافة واية جهة اخرى، وكنت وما ازال انفق شخصيا على اقامة معارضي.

{ لعل الوزارة  بحاجة الى من يذكرها بك.

– ان واجب وزارة الثقافة ان تلتفت لاي جهد ابداعي، ورغم ذلك فقد بادرت في بداية ايلول من عام 2012  الى تقديم طلب لاقامة  معرض بمناسبة  الاحتفال بعام بغداد عاصمة للثقافة العربية، وعززته بطلب اخر سلمته الى مكتب السيد المستشار الثقافي، بهذا الخصوص، غير ان احدا لم يستجب لطلبي مع الاسف ولم اعرف سبب ذلك، ولم ابلغ باية مبررات.

{ وبماذا تفسر ذلك؟

– لعل وزارة الثقافة تستنكف من دعم معرضي واقامته اسوة ببقية الفنانين، وهو معرض ساعدني المركز الثقافي البغدادي على اقامته مشكورا، ولعلها مدفوعة بنوايا اخرى، ولكنني لا اجد اسبابا  معقولة  ومقبولة، ولاسيما ان الوزارة الموقرة  اقامت اكثر من مئة معرض  لمئة فنان تشكيلي، انفقت عليها الملايين من الدنانير وقيل ان بعضها كان معادا، والبعض الاخر لموظفين في الوزارة او الفنانين من معارض اولئك الموظفين، لكن ذلك لا يشمل جميع المعارض فقد كان بعضها متميزا وكانت معارض الشباب تضم اعمالا متميزة، وكانت فعاليات ملتقى بغداد للفنون  التشكيلية رائعة وتســـتحق التقدير.