سور الخضراء العظيم
نشبه عنوان هذا المقال بسور الصين العظيم الذي بني لحماية الصين من الاعداء الخارجيين ورغم كل الجهود التي بذلها الحكام الصنيون في بنائه لم يقم السور بمهمته المطلوبة في الدفاع عن البلاد من الهجمات البربرية فقد استطاع الاعداء اختراق السور عن طريق دفع الرشوة للحراس اشتغلوا ببناء السور ونسوا بناء الانسان يقول احد المستشرقين (اذا اردت ان تهدم حضارة امة فهناك وسائل ثلاثة : اهدم اسرة اهدم التعليم اسقط القدوة الحسنة).
ما رأيناه اليوم من تظاهرة مليونية التي دعا لها السيد الصدر والذي لا رجعة فيها وخطابه وهتافاته (الشعب الان على اسوار الخضراء وغدا فيها) الا وهي رسالة موجهه الى المفسدين والبراءة منهم فلن ينفعهم سورهم ولا تحصنهم لذلك على الحكومة ان تعي لهذه التظاهرة بكل جدية ولو اننا لم نسمع أي تصريح من الحكومة ولا حتى لايك فالعراق يمر بمفترق طرق بعد ان نهبت مؤسساته و ثرواته وممتلكاته ومفكريه وعباقرته ومبدعيه وبراءة اختراعه وجيء بسراق حاملين شهادات مزيفة غايتهم اخذ الجمل بما حمل جيء بهم لطمس حضارة وادي الرافدين بدبابات الابرامز الامريكية .
فهل ينصاع العبادي الى راي الشارع المطالب بحكومة تكنوقراطية حكومة كفاءات متخصصة بالاقتصاد والصناعة والتجارة وان يعيد بناء حضارة امة تفككت باسرها وتعليمها وعباقرتها وان يستثمر التظاهرات ويعتـــــــبرها فرصة للضغط على المفسدين ام ينصاع الى الكتل السياسية والذين لا سيتطيع ان يتجاوزهم كون يمتلكون حضور برلماني كبير وان غدا لناظرة قريب.
برزان حامد السرحان