سوريا تتمسك بالسيادة

سوريا تتمسك بالسيادة
محمد شهاب احمد البياتي بغداد
سيأسف الامريكيون والاطلسيون لان الدبلوماسيون لم يدرسوا ويحللوا الوضع السوري بشكل مناسب.. لو نظرنا الى تاريخ سوريا السحيق منذ اكثر من سبعة الاف سنة لم تشهد فيه حادثة واحدة ارتكزت على العرق والدين والطائفة بل يريدون تحويل سوريا الى دولة طائفية مثل لبنان والعراق وحينها الساسة لم تكن لهم اية اهمية او دور باستثناء انهم يمثلون هذه الطائفة او تلك. ويعتقد الغرب وبخاصة الامريكيون ان عليهم بناء شيء ناجح هنا مثل المانيا واليابان بحيث يبدو جيدا حتى بعد خمسون عاما. بل يزحفون وفي اذهانهم اقتناع اوصلهم منطقة الى مكان آخر الى كارثة والعالم العربي المفتون والمرعوب في آن واحد من هؤلاء الفرنجة الهمج ولا يمكن ان نعد الحملات الصليبية مجرد فصل تاريخي مضى.. مازال الشرق العربي يعد اي عمل عدواني او سياسي او اقتصادي او عسكري سيرتكز على النفط وحماية امن اسرائيل ويؤكد شارل مالك فيلسوف ودبلوماسي لبناني ان حملة نابليون على مصر اول اختراق عسكري للشرق الاوسط في العصر الحديث كانت بمثابة تكرار للحملات الصليبية للاراضي وجشعه الاقتصادي واستعلائها التبشيري وهم الوجه الثاني لتنظيم القاعدة والصفة الثنائية للحرب الصليبية حيث يعدونها حرب الخير على الشر وتحقيق الديمقراطية بضرب وتدمير البنى التحتية والان نرى سوريا اقوى من ذي قبل بسبب اعتمادها على نفسها لحماية اراضيها وطبع السوري عربي شرقي يتمسك بالشرف والسيادة ولا يريد الذلة والمهانة والاحتلال ولذا واجهوا مقاومة جدية وعنيفة وعنيدة. وتعد سوريا من أكثر الاراضي التي تعرضت للغزو والانتهاك في تاريخ العالم وعلى مدار مدة طويلة من الزمن وطور الناس مهارات تتعلق بالقدرة على البقاء والتأقلم بحيث انها ستربك حتى اشد الغزاة تصميما ولا ينبغي ان يكون هذا مفاجئا على الاطلاق وكلما زادت الحشود المرتزقة على الشريط الجنوبي لسوريا وطول امد وجودها زادت امكانية تنامي القوة العنيفة ومع زيادة تنامي هذه القوة يتنامى قوة روح النصر داخل البلد. ولم تكن ولادة هذه القوة ناتجة عن قناعات ايديولوجية ودينية ووطنية فحسب بل كانت رد فعل على ممارسات الاحتلال الوحشية. باقتحام البيوت العشوائي والاذلال الذي رافق عمليات التفتيش والاعتقال والاحتجاز والتعذيب.. وهذا ما حصل في العراق منذ تسعة اعوام التفجيرات والخطف والقتل والنهب والسلب ناهيك عن تدمير البنى التحتية ونهب ثرواته الكامنة تحت ترابه المقدس وعدم حماية حدوده الخارجية وخلق دائما جو مرتبك في الشارع اقتصاديا وأمنيا وسياسيا كي لا يتسنى لها النهوض ونرى الان الجثث مبعثرة وسيل الدماء لا يتوقف هكذا عملوا بجهد خلق حرب لن تنتهي. لان الادارة الامريكية لا تريد حكم اسلامي صحيح في المنطقة لان الاسلام يدعو دائما الى طرد الغزاة والاستقلال بل يريدون اسلاما امريكيا ديمقراطيا.
/7/2012 Issue 4248 – Date 11 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4248 التاريخ 11»7»2012
AZPPPL