سنين الانتظار اهلكت اهل الدار – قابل الجبوري
في زمن مضى كنا ننتظر ونتأمل ايقاف الحروب الشرسة التي دارت لسنوات في المنطقة هذه الحروب التي خلفت ورائها ارامل وايتام وشهداء ومفقودين الخ…وبعد ان هدأت هذه المعارك نسبياً طلت علينا سنوات عجاف كانت اشرس من سنوات المعارك وهي سنوات الحصار الجائر الذي فرضته معظم الدول المهيمنة على المنطقة العربية وكان الشعب العراقي ضحية هذه العقوبات التي فرضت حيث عانا ما عانا من جوع وانتشار الامراض وغلاء معيشة وكانت هذه المرحلة هي من اصعب المراحل التي مر بها البلد .لتنتهي هذه السنوات العجاف بغزوات وحروب شرسة اخرى ادت بحياة الالاف من الابرياء بالاضافة الى هدم البنى التحتية كاملة مخلفة عدم استقرار الامن واستهداف المجالات الصحة والتعليمية والمستوى المعيشي للعوائل العراقية واستمر الحال بدأت المراحل الاخرى منها الطائفية والتفرقة واخرها ظاهرة مايسمى بمجاميع داعش الارهابية التي اثرت تأثيراً كبيرا على مستوى التقدم في العراق ودول المنطقة في السنوات الاخيرة .واليوم بدأت الحرب الاخرى والتي لاتقل عن سابقاتها خطورةً وهي الوضع الحالي الذي نعيشه حيث نفتقد الى ابسط مقومات المعيشة بكافة مجالاتها من حيث الجانب الصحي والتعليمي والاجتماعي وتحسين دخل العائلة بالاضافة الى عدم استتباب الامن في المنطقة .ومنذ بدء نشوب الحروب التي ذكرنا في مطلع ماكتبنا مروراً بسنوات الحصار وام المعارك والطائفية الى يومنا هذا ونحن نعيش بالانتظار هذا الانتظار القاتل فحلقات متى(تنتهي الحرب ومتى ينتهي الحصار ومتى تفلح المساعي الحميدة ومتى ينتهي داعش ومتى يستتب الامن ومتى يصادق على الموازنة ومتى اتعين ومتى ينزل الراتب في البطاقة الذكية الخ…)؟! كل هذه سنين انتظار اهلكت اهل الدار.
