سلمان رشدي يصدر مذكراته وإيران تزيد مكافأة قتله

سلمان رشدي يصدر مذكراته وإيران تزيد مكافأة قتله

لندن ــ الزمان صدرت امس مذكرات الكاتب البريطاني سلمان رشدي التي تحكي عن حياته مختبئا على مدى أكثر من تسع سنوات بعد أن أصدر الزعيم الايراني الأعلى فتوى باهدار دمه.
فيما عادت فتوى ايران بحق الكاتب البريطاني، سلمان رشدي، الى الظهور مجدداً على خلفية الاحتجاجات الواسعة في العالم العربي والاسلامي ضد الفيلم المسيء للرسول، حيث رفعت مؤسسة دينية ايرانية قيمة المكافأة المخصصة لقتله الى 3.3 مليون دولار.
وجاءت هذه الزيادة من قبل مؤسسة خرخاد 15 الايرانية بعد أن كانت المكافأة تبلغ 2.8 مليون دولار وذلك على خلفية كتاب آيات شيطانية الذي أثار غضباً كبيراً في العالمين العربي والاسلامي حينها.
وشكلت فتوى الامام الخميني هاجسا لرشدي، 65 عاماً، خلال عشر سنوات حيث أكد في حوار مع صحيفة ذا تايمز البريطانية أنه قضى حياته في 20 منزل أمن وفي حراسة الشرطة البريطانية خوفاً من هذه الفتوى مضيفاً لقد قلت دائماً إن ما حدث معي لم يكن سوى مقدمة وسيكون هناك العديد من هذه الأمثلة .
ويبدأ الكتاب الذي يحمل عنوان مذكرات جوزيف انطون وهو الاسم المستعار الذي تخفى وراءه رشدي بعد الفتوى باللحظة التي تلقى فيها رشدي وهو من صفوة الكتاب البريطانيين اتصالا هاتفيا من صحفي يسأله عن رد فعله على فتوى الزعيم الايراني آية الله روح الله الخميني عام 1989 بإهدار دمه.
وكان رده الذي هون كثيرا من حجم الحدث هذا لا يبعث على الارتياح لكن بعدما أعاد التفكير قال لنفسه أنا رجل ميت .
وأعقب ذلك نحو عشر سنوات من الهروب خوفا على سلامته وسلامة أسرته.
وحولت الفتوى التي جاءت ردا على روايته آيات شيطانية رشدي الى اسم سيظل مرتبطا بالصراع الدائر بين الحق في حرية التعبير وضرورة احترام الحساسيات الدينية.
وعاد الموضوع ليتصدر عناوين الاخبار بعد احتجاجات عنيفة سادت العالم الاسلامي ردا على فيلم انتج في الولايات المتحدة يسيء للنبي محمد.
وقال رشدي لصحيفة ديلي تليغراف خلال اطلاق كتابه الجديد طالما قلت إن ما حدث لي ما هو الا مقدمة ستتلوها العديد والعديد من الحلقات المماثلة .
وأضاف من الواضح ان الفيلم لا قيمة له وضعيف الانتاج جدا ومغرض. والرد عليه بهذا العنف غير ملائم. يتعرض أشخاص لا علاقة لهم به للهجوم وهذا لا يصح .
وفي مطلع الأسبوع زادت مؤسسة دينية ايرانية مرتبطة بالحكومة قيمة المكافأة المخصصة لمن يقتل رشدي الى 3.3 مليون دولار. وقال رئيس المؤسسة انه لو كان رشدي قد قتل لحال ذلك دون تكرار الاساءة للاسلام.
ودافعت منظمة اينجليش بن وهي فرع لمنظمة دولية تدافع عن حق الادباء في حرية التعبير عن رشدي.
وقالت ليزا ابينانيسي الكاتبة والناشطة بالمنظمة الفيلم الذي تسبب في كل هذه الاضطرابات هو اهانة لذكاء الجميع لكن سبل مكافحة ذلك هي المزيد من الذكاء وليس التهديد بتجديد فتاوى أو القتل .
وتتحدث المذكرات التي جاءت في 633 صفحة عن حياة رشدي عندما كان طالبا في جامعة كيمبردج وبداياته في الكتابة الأدبية بما في ذلك يوم فوزه بجائزة بوكر عام 1981 .
وبعد ذلك بسبع سنين ظهرت رواية آيات شيطانية وظلت لبضعة اسابيع مجرد رواية على حد قوله.
بعد ذلك تم حظر الراوية في الهند وجنوب افريقيا وأحرقت نسخ منها في شوارع شمال انجلترا وانقلب عليه مؤلفون وتلقت زوجته الاولى كلاريسا تهديدات عبر مكالمات هاتفية وألقيت قنابل حارقة على مكتبات.
ووجد رشدي نفسه في قلب عاصفة ازدادت ضراوة في يوم عيد الحب عام 1989 وهو اليوم الذي صدرت فيه الفتوى التي فرضت عليه العيش مختبئا في ظل حراسة مسلحة والتنقل من بيت الى آخر.
وطلب منه تغيير اسمه لأسباب أمنية ليحمل اسم جوزيف انطون على مدى 11 عاما.
وخارج السجون التي اقام فيها مع ضباط حمايته استعرت الاحتجاجات العنيفة وقتل مترجم الرواية الياباني طعنا كما قتل زعيم مسلم في بلجيكا بعدما انتقد الفتوى.
وذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن رئيس مؤسسة خرداد 15 الايرانية حسن صانعي قال ان هذا الفيلم لم يكن ليظهر لو أن الفتوى التي أصدرها الامام الخميني بقتل رشدي تم تنفيذها، معتبراً أنه لو تم تنفيذ حكم الامام الخميني لما كانت ستحدث الاهانات الأخيرة للاسلام من الرسوم الكاريكاتيرية والمقالات وصناعة الافلام على حد تعبيره.
واللافت للنظر أن سلمان رشدي صاحب كتاب آيات شيطانية وصف الفيلم المسيء للنبي في حوار مع صحيفة ذا تايمز البريطانية بأنه فاشل وضعيف ومكانه الطبيعي سلة القمامة ، مؤكداً أنه يعبر عن حقد منتجيه ويجب تجاهله .
لكن رشدي رأى في الوقت نفسه أن طريقة الرد على هذا الفيلم عنيفة وقبيحة وغير لائقة، مشيراً الى أن الهجمات التي استهدفت السفارات الأمريكية في الوطن العربي والاسلامي لم تكن ضد صانعي الفيلم انما ضد دبلوماسيين لا علاقة لهم بالفيلم.
وتأتي زيادة مبلغ الجائزة هذه قبل نشر الكاتب رشدي مذكراته تحت عنوان جوزيف أنطون في اشارة الى كاتبيه المفضلين، كونراد وتشيخوف، يروي فيها كيف اضطر للعيش متخفياً منذ العام 1989 بسبب كتابه آيات شيطانية .
يشار الى أن حكومة ايران كانت قد أعلنت عام 1998 أنها لا تؤيد فتوى قتل سلمان رشدي ولكنها عاجزة في الوقت ذاته عن الغائها، حيث لا يملك ذلك سوى الخميني نفسه، حيث لا رجعة فيها بعد وفاته العام 1989.
/9/2012 Issue 4308 – Date 19 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4308 التاريخ 19»9»2012
AZP01