سردية أقرب إلى الهايكو الياباني
أزهار… لون أحمر فوق غصن رمّان
محمّد رجب السامرّائي
هايكو أو هائيكو هو أحد أنواع الشعر الياباني، حيث يحاول شاعر الهايكو، من خلال ألفاظ بسيطة التعبير عن مشاعر جياشة أو أحاسيس عميقة. وتتألف أشعار الهايكو من بيت واحد فقط، مكون من سبعة عشر مقطعا صوتيا باليابانية ، وتكتب عادة في ثلاثة أسطر خمسة، سبعة ثم خمسة .
ويعدُّ باشو Basho المطوِّر الأكبر لشعر الهايكو الذي إرتبط إسمه بهذا الصنف الشعري، وهو إسم مستعار يعني باليابانية الكوخ المشيّد من أوراق الموز، وإسمه الحقيقي ماتسوو مونيفوسا Matsuo Munefusa من أكبر شعراء اليابان القديمة، وكان درس باشو في شبابه الأدب والكاليغرافيا اليابانية، وأنتقل في عام 1672م الى مدينة إيدو التي كانت تعيش أكبر إزدهار في تأريخها، وهناك أصدر دواوينه.
ويأتي أزهار… لون أحمر فوق غصن رمان لمؤلفه حسن علي البطران، سرديات إبداعية مفتوحة، في 90 سردية، وبـ 104 صفحات من القطع الصغير ضمن سلسلة كتاب الرافد الصادرة في الشارقة.
عبدالعزيز أقرب إلى الهايكو الياباني
اشتمل الكتاب على إهداء للمؤلف وتوطئة للدكتور عمر عبدالعزيز رئيس تحرير مجلة الرافد، أشار فيها إلى أنّ المصفوفة المائلة من النصوص المُشعرنة بدلالة الكلام وطاقة المعاني النابعة من الأختزال تومىء إلى مجال شعري أقرب إلى الهايكو الياباني ذي الأصول المنغرسة في تقاليد التاريخ والرؤى القادمة من تضاعيف التراث الياباني .
وأضاف عبدالعزيز ففي ثقافة التصوف النصيّ العربيّ الإسلاميّ شواهد كثيرة لنصوص غنائية مكثفة المعاني… عميقة الغور في استنطاق شعريّة الوجود، ومن هذه الزاوية نستطيع التقاط حالات التراسل المنطقي بين النصوص الشعريّة… .
كأنّه مدخل
كتب حسن البطران في كأنّه مدخل عن سردياته هذه قائلاً الكتابة طقوس تتباين من وقت لآخر، ومن مكان لآخر، ومن شخص لسواه، فهي خيوط قد تشكل آهات، وقد تشكل مشاعر جميلة، وهي أيضاً ممارسات قد تقترب أحياناً من الجنون أو تدور حوله. و أزهار… لون أحمر فوق غصن رمان تفتحت بطبيعة شائقة، تقترب وتتلون على شكل سرديات إبداعية متناثرة، وقد تبعد وتختفي أحياناً، تبني مضمونها في معانٍ لها أبعاد، قد لا يُرى ماتحت لون ثوبها من الوهلة الأولى، وإن تراءى للقارىء لونها الخارجي أيّاً كانت درجته…
الأزهار… تتفتح
افتتح البطران سردياته بعنوان واحد بالأزهار… تتفتح ، وأعطى رقماً لكل سردية من السرديات التسعين، وأخترنا لكم طائفة من تلكم السرديات منها قوله
1
الآن
أريد أن أبكي…
3
نافذة الغرفة
تعطي إضاءة،
تعطي هواء…
نافذة غرفتي ترهقني ظلاماً.
8
أبصرتُ
أبصرَتْ
وكلانا مسحَ الحروف المائية من عينيه.
11
المدرسة وعاء مملوء
عسلاً…
وإن شابَه شيىء فلا يُعكِّر صفاءَه…
ثم يروي حسن البطران سردياته الأخرى فيقول
15
أرادها الغد
الزاهر
فوجدها الجنّة اليانعة.
19
العصا
ربما تكون قاسية، لكنّها تُعطي ثماراً
تنعشك بمذاقها…
25
أنا هنا…
وهناك يطلق
الكرز الأحمر…
53
نجومٌ تغوص في السماء
ولكن
نجوم الأرض أكثر جَمَالاً…
62
رأيتكِ
في شخصِي شلال ماء
أرتوي منه ظمأ الرَمضَاء…
73
أرى
اللون الأحمر
أقبَل الأرض خشوعاً…
وأضاف المؤلف من سردياته بالقول
74
الشمس
تشرق
والظلامُ يعمّ السماء…
84
في الكون نجوم
في الكون شمس
في الكون قمر…
…..
في الكون أزهار
في الكون أرواح…
…..
في الكون… في الكون…
وفي الكون…
فمتى يهطل هذا المطر…؟
أما مسك ختام سرديات حسن البطران في كتابه أزهار… لون أحمر فوق غصن رمان ، السردية الآتية
90
أمنحوني قلبي
لوناً آخر…
غير لونه الورديّ…
AZP09