سالم الألوسي – نص شعري – سبتي الهيتي

سالم الألوسي – نص شعري – سبتي الهيتي

اصاب سهم الردى اعماقها فصحت

(ألوس) باكيةً في صبح كانون

فقد نعى النخل والناعور في اسف

ابنا لها عاشقا زهو الافانين

وحافظا لعهود الحق منتسبا

للشعر يصدح في صوت الفناجين

 قد عاش في طلب العرفان يحمله

على السماحة شوق غير مضنون

مستهديا بضمير الجمع محتكما

هيبة النور بين الكاف والنون

ومستفزا بما يجري فيقهره

نوح الحمام على طيب الرياحين

مذ ذاق ماء الفرات العذب فانتعشت

بدجلة الخير منه نفحة الطين

ليسلم الروح كرخيا يشيعه

نخل الرصافة في آهات محزون

شيخا تودعه بغداد آسفة

على الاكابر في خلق وفي دين

وعارفا قط لم يبخل بنجدتها

وقد تداعى عليها الف فرعون

كانه بعدما حال الزمان بها

ضل الامين لها في قلب مأمون

احبها جنة تحنو بدجلتها

على الرصافة افياء البساتين

 لتسحر الناس فيها الشمس يبهجهم

زهو العرائش بالزيتون والتين

يا راحلا وجناح الشعر يسأله

عن حال ليلى التي هامت بمجنون

فظل يحلم في هارون ينجدها

بالخيل تورد من امواه جيحون

يخبر الشرق عنها انها ابدا

كالشمس ما برحت في عصر هارون

فهو الاديب الذي يسعى لمجلسه

اهل الثقافة من شم العرانين

والمستشار بافعال الزمان وقد

امست تضيق بانصاف العناوين

والصادق العادل المفتون في وطن

يفيض بالنور من جمر الكوانين

والشاعر الملهم الهيمان في لغة

بسحرها يتغنى قلب نسرين

ياراحلا قط لم يرحل فصورته

يفيض بالبشر في صدر الدواوين

اراه بينكم وجها كوجه ابي

يعين صوتي وعن حزني يواسيني

كانه ثاكل يبكي على وطن

ميت ويحيى بسر غير مدفون

ففي ابتسامته صوت يقول به

اما كفى الظلم يا احفاد فرعون

اما كفاكم ديارا يستباح بها

طهر الحريم وماعون المساكين

والنازحون وقد ظلت منازلهم

نهبا ودار خراب غير مسكون

يالف زينب لم تسعد بوالدها

والف عذراء لم تسلم من الهون

والف برحية لليوم ما برحت

تموت جوعا بواد غير مامون

و ألف ألف سجين في منازلهم

والف لص طليق غير مسجون

فالنار تحصد وألاغراب من دمنا

طيبا يفوح به ورد البساتين

وفتنة الغرب فينا ماتجاوزها

 بنا التسامح في عرف وفي دين

والطامعون بما يغني  مرابعنا

يراهنون على كيد الشياطين

واهلنا يشربون المر من ظمأ

ويأكلون رغيفا غير معجون

والجاعلون من الارهاب مصيدة

للأبرياء وفي ظل للقوانين

كي ما يغطون فيها بؤس خيبتهم

 ويخلطوا الاثم مضنونا بمضنون

 وكنت من فرط ما تلقاه من نكد

يريبك الدهر بين الحين و الحين

وتستبد بك الأنباء مفزعة

فترعب النفس اصوات الطواحين

والحرب مابرحت شعواء دامية

على حمانا ولم تنصف بمسكين

فهل  نكّذب عينا ما نراه بها

من الفواجع الا عين مجنون

وهل نصدق ان ابنا سعدت به

مهجرا قابعا في “بيره مكرون”

يفت خبزا لاطفال ويطعمهم

لكي ينامو بقبو غير مسكون

والنفط يذهب  مرهوناً لغاصبه

وصاحب النفط مرهون لمرهون

فمن سينبيك يامن قد رحلت بها

وكنت تركن في صبر الملايين

وتكظم الغيظ في صمت وفي حرج

من المروءة مجبولا على اللين

يامن رغيت عن الدنيا وقد حكمت

ان الوجاهة ماكانت لقارون

حتى تمنيت قرب الله منزلة

بساطها الطهر من ورد ونسرين

عليك رحمة ربي كلما سجعت

حمائم الكرخ في كل الاحايين